الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محركات البحث العربية تتحالف لمواجهة المنافسة

محركات البحث العربية تتحالف لمواجهة المنافسة
9 أغسطس 2006 00:05
إعداد - عدنان عضيمة: يثبت العرب يوماً بعد يوم حبهم وتعطشهم لركوب موجة التطور التي تشهدها الإنترنت ومحركات البحث· ويظهر ذلك بوضوح من خلال النمو الهائل في أعداد مستخدمي البريد الإلكتروني· ويبدو أن هذا التطور حثّ الشركات العالمية الكبرى التي تنشط في هذا الميدان على التفكير في دخول السوق العربية والاستثمار فيها· وبالطبع، ما كان لمحرك البحث الرائد عالمياً ''جوجل'' أن يفوّت هذه الفرصة أبداً بل راح خبراؤه يدرسون الطرق المناسبة لاختراق سوق خدمات الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط برمتها· وجاء في تقرير للفاينانشيال تايمز أن قرار ''جوجل'' بالانتشار في المنطقة في هذه الظروف الاستثنائية التي يشهدها لبنان والعراق ينطوي على بعض المجازفة· وهو يلقى الآن مزيجاً شديد التناقض من الترحيب والخوف من قبل العديد من الشركات المحلية العاملة في هذه الصناعة الحساسة· ولقد جاء الوقت الذي أصبحت فيه الحاجة لبث الأخبار السياسية والاقتصادية باللغة العربية على الخط، ضرورة ماسة خاصة مع الحركة التطورية الكبرى التي تشهدها دول الخليج والمغرب العربي في ظل ازدهار قطاع الإنشاء والتعمير وتزايد العوائد النفطية إلى أن بلغت مستويات قياسية· مخاوف السوق ويشير تقرير الفاينانشيال تايمز إلى بعض العوائق التي قد تصادفها شركة جوجل عند محاولتها اختراق أسواق المنطقة العربية من أهمها استثارة مخاوف الشركات المحلية لتشغيل الإنترنت التي بدأت بتحقيق بعض المكاسب خلال السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة· ونقلت الصحيفة عن أحد مسؤولي هذه الشركات قوله: ''لست متأكداً مما إذا كان يتعيّن علينا أن نهنىء أنفسنا أو أن نكون مهتمين أصلاً من تأثير هجوم جوجل العربي على الاستثمارات العربية على شبكة الإنترنت''· ويقول دينيس وودسايد المدير المفوّض لشركة جوجل في الأسواق الناشئة ان دافع التحوّل إلى اللغة العربية يعود للاعتقاد السائد بأن المنطقة باتت على مشارف انتشار سريع لاستخدام الإنترنت مثلما حدث في حالة الانتشار الهائل والسريع لاستخدام الموبايل· وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما زال أقل من 10 بالمئة من مجموع عدد السكان مقارنة بنحو 50 بالمئة في كل من إسبانيا أو إيطاليا· وبالإضافة لتوفير خدمات التراسل النصّي باللغة العربية عن طريق البريد الإلكتروني، أطلقت جوجل نسخة من برنامجها ''جوجل نيوز'' أو ''أخبار جوجل''؛ وهو أول برنامج تطبيقي موحّد لوسائل الإعلام العربية على الإنترنت· وما من شك في أن محركات البحث في الأخبار العربية لا بد أن تعكس مدى محدودية الصحافة المحلية المطبوعة على الورق أو على الخط· ولقد دفع هذا الحال بعض المحللين إلى توجيه انتقاداتهم بما فيهم أحد خبراء الوسائط الإعلامية العربية الذي يدعى مارك لينش والذي قال: ''حتى الآن ما زالت الصحافة العربية بعيدة عن أن تتمكن من تغطية معظم الأحداث أو متابعة أهم المصادر''· ويعتقد خبراء شركتي الإنترنت الرائدتين الموجودتين في عمان بالأردن أن كتلة المعارف المحلية وحدها يمكنها أن تكفي لتشغيل محركاتها الخاصة بالبحث· وسجّل محرك البحث الذي يدعى ''البوابة''، ويعد محرك البحث الرائد المتخصص بالأخبار العربية منذ تأسس عام ،1999 معدل نمو سنوي كبير يتراوح بين 80 و100 بالمئة خلال السنتين الماضيتين· ويقول هاني جبشة مدير شركة محرك بحث ''البوابة'' الذي يهتم بشكل أساسي بالأخبار السياسية والاقتصادية والتسلية ويحقق 60 بالمئة من أرباح الشركة، أن من المرجح أن تستفيد شركته من نشر استخدام موقع الأخبار العربية لشركة جوجل؛ وهو يعتقد أن خدمات الإنترنت هي صناعة تعاونية بحيث يستفيد كل إنسان من الحضور القوي لجوجل في صلبها· وأما شركة جوجل ذاتها فتعتقد أن في وسعها تقديم يد العون للاستثمارات المحلية على الخطّ عن طريق توسيع الشبكة الإعلانية في المنطقة· وفي هذا الصدد يقول أحد خبراء جوجل: ''يمكننا أن نساعد على إطلاق شبكة إعلانية تفاعلية تضم آلاف المعلنين الناشطين في المنطقة''· ويمكن لهذا التصريح أن يوضح السبب الذي يدفع موقع ''البوابة'' الذي يكسب 40 بالمئة من عوائده من خلال الإعلان، على الشعور بأن هناك مساحات واسعة جداً للانتشار والنمو أكثر· ويقول جبشة: ''لقد سجّل مؤخراً تغيّر كبير في طبيعة الثقافة الإعلانية؛ ومع التحول الكبير نحو الإنترنت الذي تقوده الصناعة العقارية التي تشهد الآن طفرتها الكبرى، والمتبوعة بطفرة أخرى لتجارة السيارات وصناعة السياحة والسفر، زادت قيمة العوائد من الإعلان على الخط بشكل كبير''· تحالفات وأما شركة ''مكتوب دوت كوم'' التي تأسست منذ عام 1998 وتعد المؤسسة الأكبر في مجال تقديم خدمات الإنترنت في العالم العربي، فقد فضلت أن تظهر قدراً كبيراً من المخاوف من أن يأتي ''بريد جوجل الإلكتروني العربي'' على كل مكاسبها بعد أن تمكنت من استقطاب ما يربو على 4,5 مليون مستخدم· وأثبتت شركة ''مكتوب'' العربية نجاحها خلال السنوات الثلاث الماضية من خلال ما حققته من أرباح· وفي شهر يونيو من عام ،2005 تمكنت من جذب استثمار بمبلغ 5 ملايين دولار من شركة ''أبراج كابيتال'' على أساس أن تصبح شريكاً لـ''مكتوب''· وعمدت هذه الشركة الطموحة مؤخراً إلى التفاوض مع القسم العربي في هيئة ''الإذاعة البريطانية'' المعروفة أكثر باسمها المختصر ''بي بي سي'' للاستحواذ على حقوق نشر أخبارها باللغة العربية· وقال أحمد ناصيف، نائب المدير العام لشركة مكتوب ان دخول جوجل إلى المنطقة لا بد أن يرفع من مستوى ''اللعبة الإلكترونية'' من خلال دفع الشركات المحلية لخدمات الإنترنت إلى توسيع نشاطاتها ورفع قيمة استثماراتها· وأضاف قائلاً: ''ينصبّ اهتمامنا الرئيسي الآن على تنمية صناعة الإنترنت برمتها في المنطقة؛ وعندئذ سوف يكون الجميع رابحين''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©