الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أول نائب كفيف في مصر: إعاقتي لم توقف طموحي

6 يناير 2016 18:52

لا يكلّ من خدمة المجتمع، راضٍ بقضاء الله، ويتغلب على صعوبات الحياة بدورات تدريبية تؤهله في العديد من مناحي الحياة، فرضت عليه مهنة المحاماة، الاحتكاك بالعامة والمستشارين والجوانب القانونية، ما فتح أمامه عالما ثريا لا ينتهي، وهو يكتب، ويتصفّح، ويستمع جيدًا، رغم فقده بصره.

إنه المحامي خالد حنفي جمعة، البالغ من العمر 43 عامًا، والذي شملته قائمة المُعينين في مجلس النواب المصري، بقرار من رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي، وهي المرة الأولى التي يعين فيها كفيف بمجلس النواب.

جمعة حاصل على ماجستير القانون الخاص، إضافة لدبلومتين، وكُرّم مرات من المجلس القومي لحقوق الإنسان ومكتبة الإسكندرية، وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية، وأسهم في وضع استراتيجية المجلس القومي لشؤون الإعاقة عام 2009، والاتفاقية الدولية لاحتياجات ذوي الإعاقة، كما أنه منسق لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة بنقابة المحامين، وشارك في البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة من أجل المعيشة، وحاز شهادات تقديرية من عدة مؤسسات، منها جامعة جورجيا.

ممسكا عصاه التي يتوكأ عليها، في يومه الأول داخل مجلس النواب، قال لـ"الاتحاد": "فقدت بصري في سن مبكرة، وتحديت كل العقبات ولم أفقد طموحي".

وتابع: "نتيجة لثقافة المجتمع وسلوكه نحو الكفيف، اتجهت إلى مجال التكنولوجيا، وتوفير آليات تمكنني من التغلب على إعاقتي، فأنا مبرمج، وأسهمت في تمكين ذوي الإعاقة البصرية من التواصل مع البوابة الإليكترونية للحكومة، وقدّمت مع شبكة الاتصالات أوّل خدمة إلكترونية تساعدهم، وهي خدمة البرنامج القارئ".

وعن اشتغاله بالمحاماة، أكّد أنه يكتب مذكراته القانونية بنفسه، ويتحرك جيدا، حيث يحفظ جميع تفاصيل المكان، وإن كانت لا تزال أمامه عقبة، هي القراءة، وهو ما يساعده عليه زملاؤه بالمكتب. وأكمل: "في بيتي، تقنيات مساعدة مثل ترمومتر ناطق وجهازا سكر وضغط ناطقان، وموقد ناطق، وهاتف جوال ناطق، وكمبيوتر ناطق، وقراءة ناطقة للصحف الإلكترونية".

وحول شعوره بعد اختياره عضوا بمجلس النواب، قال: "فوجئت بالأمر لدرجة جعلتني أشك أنها مزحة، لكن من اتصل بي كان بلا رقم، ما يعني أنه Vip، وهو اتصال من مكتب الرئيس، وأبلغت المتصل تحياتي للسيد الرئيس، فرد عليّ أن الرئيس لديه ثقة بالمسؤولية".

خلال حديثه معنا، بدت خفة ظل النائب من خلال استعارته بعض الكنايات والنكات من الفيلم المصري الشهير "الكيت كات"، الذي أدى فيه الفنان محمود عبد العزيز دور كفيف، وأكمل: "بعد علمي باختياري، أخبرت المنزل أنهم سيسمعون خبرا سارا قريبًا، دون أن أعلمهم أنني أصبحت عضوا بمجلس النواب".

وأكّد خالد حنفي أنه ليس نائبًا عن ذوي الإعاقة، بل نائبا عن 90 مليون شخص، لافتا إلى أن البلاد تمر بظروف دقيقة.

وعن وظيفة النائب هل خدمية فقط أم تشريعية، أوضح أنه لا غنى عن الوظيفتين معًا، فالنائب لديه وظيفة سياسية شاملة تتمثل في إيجاد حلول للمشاكل العامة، واقتراح القوانين، طبقا لصلاحياته الدستورية، سعيا وراء تغيير المجتمع للأفضل.

وعن اللجنة الفرعية التي سيختارها، أوضح أن الشؤون الاجتماعية مناسبة له، إضافة لرغبته في الانضمام للجنة العلاقات الخارجية والشؤون العربية.

وطرح النائب عدة أفكار جديدة لجذب الاستثمار الأجنبي، منها سياحة ذوي الإعاقة غير الموجودة في مصر، وتحقق من واحد إلى 3 مليارات دولار سنويا، بعد تهيئة الفنادق لاستقبال السياح من هذه النوعية، إضافة لإمكانية اشتراك وادي السيلكون المتخصص في الدوائر الإلكترونية الدقيقة، في تصنيع الأجهزة المساعدة لذوي الاحتياجات، حيث إن جميع أجهزتهم مستوردة.

ويرى حنفي نفسه مستقلًا في مجلس النواب، وبعيدًا عن الاشتراك بالائتلافات، لكن في نفس الوقت، سيشارك في القرارات الجماعية التي تصب في مصلحة البلاد، مطالبًا "بضرورة تغيير صورة المجتمع حول الشخص المعاق".

وأضاف أن ذوي الاعاقة لديهم قضايا يسعون للفوز بها، أهمها فرص العمل، وتنمية قدراتهم من خلال مراكز التدريب التي توفرها الحكومة بالمجان، في ظل عدم تطبيق القطاع الحكومي نسبة الـ 5% المخصصة لذوي الإعاقة خلال الثلاثة العقود الماضية.

واختتم حديثه بتوجيه رسالة إلى النواب والقوى السياسية، طالبهم فيها بإعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح السياسية أو الحزبية، كما طلب من الإعلام التأكد من صحة المصادر وعدم تجاوز أخلاقيات المجتمع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©