الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عرض «ألغام».. دلالات وأسئلة لم تنفجر

عرض «ألغام».. دلالات وأسئلة لم تنفجر
11 أكتوبر 2018 00:13

غالية خوجة (دبي)

أي دلالات لم تنفجر لتلك الألغام في خاتمة المسرحية؟ وما الفروقات بين السجن كمكان واقعي والسجن الذاتي الداخلي المبني من الجهل والخيانة؟ وكيف تبدو قضية الولاء للوطن؟ أسئلة عديدة عكستها مسرحية «ألغام»، لجمعية الشارقة للفنون والمسرح، المسرح الحديث، أول أمس، على مسرح ندوة الثقافة والعلوم، ضمن عروض مهرجان مسرح دبي للشباب الذي تقيمه هيئة دبي للثقافة والفنون، بحضور د.سعيد النابودة، المدير العام لهيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة، والعديد من الشخصيات الثقافية والفنية والمهتمة. ويبدو أن النص الذي ألفه الكاتب جمال سالم، يعالج برمزية دلالات الألغام وفلسفتها، وهذا ما ساعد المخرج خلف جمال الفيروز على الحركة المازجة بين المشهدية التلفازية والمشاهد المسرحية، التي يؤديها الدويتو المسرحي خليفة الجاسم بدور الضابط شاهين، ومحمد عادل بدور السجين غراب.
يبدأ العرض مع صوت الإنذار معلناً هروب السجناء، في جو من الصراخ والعنف، ثم وبمصاحبة الخلفية الموسيقية، تنتقل مكانيةُ العرض إلى الصحراء الموحية بالانفتاح، وهناك، وتبعاً لمجريات الأحداث على المنصة، نكتشف أن غراب السجين اختطف الضابط شاهين إلى الصحراء، وأن شاهين واقف على لغم تحت الأرض لتبدأ من هذا الصراع إيقاعات الحبكة بالارتفاع، ويتواصل الحوار الديالوغي بينهما، معرياً طريقة التفكير والمعتقد، متمحوراً حول خيانة الوطن والولاء للوطن، الحرب والسلام، الضوء والظلام. ولا ينفجر اللغم في لحظة الختام، لأن الحوار يظل مستمراً كبطل ثالث، متماشياً مع اللغة العربية الفصحى، لولا تكرار لفظة «حمار»، والملاحظ أن أداء الممثلَين كان جاذباً لولا خروجه إلى العفوية أحياناً، ربما ليزداد منسوب الكوميديا على التراجيديا، أو ربما محاولة منهما لإظهار فسحة احتمالات الواقع. وجاءت السينوغرافيا ببساطتها مناسبة للعمل ديكوراً وأزياء وموسيقى، إلاّ أنها كانت بحاجة، إلى مزيد من الإضاءة.
وحول هذا العرض، قال المخرج خلف جمال لـ«الاتحاد»: إنها تجربتي الإخراجية الأولى، أقدم من خلالها عملاً بسيطاً خفيفاً، وموضوع المسرحية المحوري هو اللغم الموجود في عقل كل إنسان، وكيف يتعامل معه، لأن الألغام دائمة الوجود في حياتنا، ولا بد من ضمير لا يموت، مرتبط بقيمة الوفاء والولاء للوطن مهما تكاثرت الألغام.
وأكد لـ«الاتحاد» الفنان ياسر القرقاوي رئيس مسرح دبي الشعبي، الذي أدار الندوة التطبيقية التالية للعرض، على أن المهرجان امتداد لسنواته السابقة، وما نراه على الخشبة هو للمواهب الجديدة، وهو ليس جماهيرياً بقدر ما هو نخبوي، وذلك بغض النظر عن بعض الهفوات الفنية، وتابع: تزامن المهرجان مع عام زايد يعني أن تحضر القيم العليا، ومن أهمها الاهتمام بالشباب، ولذلك جاءت هذه العروض. وعن مسرحية «ألغام» وكيف رآها؟ أجاب القرقاوي لـ«الاتحاد»: فاجأني المخرج، ولو لم تخنه الإضاءة، كما في بقية العروض التي شاهدناها حتى الآن، لكان العرض أجمل، وأكد: المخرج الجديد، عموماً، لا تكون لديه الخبرة المناسبة، وقد تكون الخبرة أهم من دراسة الاختصاص، وهي حقيقة مستدامة، وأضاف: رغم أن الفرق المسرحية تعاني شح الدعم الإداري والمالي، إلاّ أنها تحاول تقديم الأفضل، واختتم: نشكر هيئة دبي للثقافة والفنون ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة.
وبعيداً عن المنصة، لا بد أن نذكر بأن المهرجان يحتفي بنشرة يومية مميزة كونها تعتمد الاختزال المناسب للأحداث بين يومين، سابق ولاحق، إضافة إلى احتفائه بفعاليات فنية ثقافية متنوعة، وأمسيات موسيقية رشيقة عربية وعالمية، تنتشر مع رائحة الهواء الطلق المتحرك مع مشهدية «ممزر دبي»، وأضواء المهرجان الملونة، وشاشة العرض الحاضرة، وديكوراته الفانتازية المستمدة من عوالم المسرح، والمتميزة بأشكال هندسية وبوابات متسلسلة ولوحات فنية تكنولوجية، وأخرى سينوغرافية، وتشكلات خطية تحتفي بأقوال الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إضافة إلى لوحتين مجسمتين نافرتين، ترمزان إلى أقنعة المسرح: الوجه الباكي «التراجيدي»، والوجه الضاحك «الكوميدي».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©