بيروت-رويترز: قالت منظمة معنية بالشؤون الانسانية ان غارة جوية نفذتها اسرائيل أمس تسببت في تدمير المعبر الاخير الباقي على نهر الليطاني فقطعت بذلك الشريان الرئيسي للمساعدات المتجهة الى ميناء صور بجنوب لبنان والمناطق المتضررة القريبة منه·
وصرح كريستوفر ستوكس مدير العمليات في منظمة اطباء بلا حدود بان القصف الذي استهدف جسرا مؤقتا حال دون مرور قافلة تحمل طعاما ومساعدات طبية ووقودا الى صور التي شهدت هذا الاسبوع زيادة في اعداد الجرحى نتيجة نشوب معارك عنيفة· وقال ستوكس في اعقاب الغارة الجوية الاسرائيلية على معبر القاسمية الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات الى الشمال من صور ''قطع آخر طرق الامداد المتبقية لنا الى صور والجنوب''·
وكان جسر القاسمية الرئيسي قد دمر في غارات جوية سابقة·
وأضاف ستوكس قائلا ''لقد اخطرونا ايضا بأنهم لا يستطيعون تقديم اي ضمانات امنية بان قافلتنا لن تهاجم ولذلك فاذا حركناها (القافلة) فسنكون معرضين للخطر والهلاك''·
وقالت المنظمة انها ستوصل الامدادات في شاحنات الى حافة النهر عند معبر ضيق ثم تنقلها يدويا على المعبر وهي عملية محفوفة بالمخاطر بعد ان اصيبت شاحنة كانت تسبق قافلة تابعة للامم المتحدة بنحو 40 مترا في ضربة جوية اسرائيلية الامر الذي ادى الى مقتل اثنين من المدنيين امس الاول''·
وقال ستوكس ''سنضطر الى النقل يدويا وهو ما سيجعلنا مكشوفين للغاية''· وأضاف ''الحاجة ماسة لهذه الامدادات خاصة اذا تزايد القتال قرب صور''·
وقالت الامم المتحدة انها ارسلت قافلة تضم 19 شاحنة تحمل مساعدات الى صيدا جنوبي بيروت·
كما اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف أمس أن سفينة تحمل معونات للمواطنين في جنوب لبنان لم تتمكن من الرسو في ميناء صور الجنوبي بسبب الغارات الإسرائيلية· وقال متحدث باسم اللجنة إن السفينة غيرت مسارها نحو صيدا في الشمال ولكن هناك شكوكا في إمكانية وصول المساعدات إلى صور حيث أن الطرق التي تربط بين صيدا وصور قطعت بسبب القصف الاسرائيلي· وأوضح أن هناك مخاوف حقيقية الان بشأن مصير السكان المحاصرين في المنطقة حول صور مشيرا إلى أنه مرت ثلاثة أيام حتى الآن دون أن تصلهم أي مساعدات وأنه يتعين توفير الوقود بشكل أساسي لتشغيل مضخات المياه· في الوقت نفسه أشار المتحدث إلى أن رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلينبيرجر وصل إلى بيروت لاجراء مباحثات مع مسئولي الحكومة اللبنانية·
وفي الوقت نفسه، نقلت سفينة تابعة للاسطول اليوناني المزيد من المواد الطبية ومياه الشرب والخيام من قبرص إلي لبنان، وعادت السفينة إلي ميناء لارناكا القبرصي وعلي متنها دفعة جديدة من اللاجئين·
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القبرصية إن هذه الامدادات ترفع حجم المساعدات التي تم نقلها من لارناكا خلال الايام العشرة الماضية إلي ألفي طن، وأوضح أن هذه المساعدات مقدمة من الاتحاد الاوروبي والصليب الاحمر ومنظمات إغاثة أخرى· وأشار المتحدث إلي أن السفينة ''شيوس'' أفرغت حمولتها في بيروت، إلا أنه لم يتضح مدي إمكانية إرسال المساعدات إلى جنوب لبنان حيث تشتد الحاجة لها·
من ناحية أخرى وصلت ثلاث سفن تابعة للاسطول البحري الفرنسي إلى موانئ قبرصية وعلى متنها 1400 شخص قادمين من لبنان غالبيتهم لبنانيون يعيشون في دول أوروبية·
وأشار مسئولون إلى أن عدد النازحين الذين رحلوا عن لبنان مرورا بقبرص حتى الآن بلغ حوالى 56 ألف شخص معظمهم غادروا الجزيرة·
عدد اليوم
