السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: الضمير العالمي.. والاستثناء الإسرائيلي!

غدا في وجهات نظر: الضمير العالمي.. والاستثناء الإسرائيلي!
5 أغسطس 2014 19:57
الضمير العالمي.. والاستثناء الإسرائيلي! يقول د. وحيد عبد المجيد: تميز النظام العالمي الذي أُنشئ عقب الحرب العالمية الثانية، وحدث تغير في هيكله بانتهاء الحرب الباردة في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، باستناده إلى مبادئ ذات طابع أخلاقي سياسي. ولم يكن تطور قانون دولي إنساني في العقدين الأخيرين إلا امتداداً للمبادئ التي قام عليها هذا النظام منذ البداية، وفي مقدمتها تلك التي تضمنها ميثاق الأمم المتحدة عام 1945 والإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. لذلك لم يأت الحديث عن ضمير المجتمع الدولي أو أخلاق إنسانية عالمية من فراغ، فالضمير العالمي هو التعبير المجازي عن جملة مبادئ إنسانية لم يكن لمعظمها وجود من قبل. وكان لهذا الضمير أثره الذي تسهل ملاحظته في الحد من الحروب الكبرى وتقليص ضحايا النزاعات المسلحة مقارنة بما كان عليه الحال من قبل. فلم يعد متصوراً على سبيل المثال أن يسقط في أي حرب أو نزاع مسلح عدد مماثل أو قريب من ضحايا أي من الحربين العالميتين الأولى والثانية. ورغم أن المبادئ التي تعد تعبيراً عن هذا الضمير العالمي تعرضت لانتهاكات شتى، وأُسيء استخدامها لأغراض سياسية، ولم تُطبق باستقامة في غير قليل من الحالات، فقد ظلت حية بدرجة أو بأخرى. وأمكن في ظلها تحقيق إنجازات غير منكورة وفي مقدمتها تصفية الاستعمار والعنصرية في العالم. إحياء المؤسسة الدينية يقول تركي الدخيل : تحدثتُ في المقالة الماضية عن المؤسسة الدينية، وكيف أن ضعفها يعني صعود وتيرة العنف، وبقوتها يرتد جحفل العنف بجدار منيع عصيّ على الاجتياز، بل ويمتنع على العاتيات من الرياح الإرهابية والأصولية. أعتقد أن هذا الأسبوع شهد أكبر جدل يتعلق بالمؤسسات الدينية ودورها خلال العقود الماضية، وذلك حينما فجّر الملك الحكيم عبدالله بن عبدالعزيز غضبه أمام العالم، بما فيهم العلماء المسلمون، متسائلاً عن سرّ هذا الركون إلى البرود المخيف تجاه الأحداث الجارية والمستجدات الدموية. قالها الملك بوضوح؛ هناك تكاسل وتخاذل وبرود من قبل الفقهاء والعلماء المعتبرين، مقابل نشاط منقطع النظير تقوم به أيقونات الحراك الأصولي الإسلامي الدموي. الإمارات بدورها وهي الدولة الرائدة بمجال نشر التسامح والخطاب المعتدل ومكافحة الإرهاب، أيّدت هذا الموقف السعودي، وهذه شراكة أخوية وفكرية استثنائية في الخليج، ولو تأملنا ودرسنا خطابات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد، وولي عهده الأمين الشيخ محمد بن زايد، والمسؤولين الإماراتيين كافة، لوجدنا الفحوى الجوهرية لكل قولهم يعنى بموضوع التسامح والسلام والعيش المشترك ونبذ ثقافات العنف والاستئصال وأدبيات الدماء والحرب. نتذكّر رجل السلام الراحل الشيخ زايد بن سلطان الذي قاد مبادرات جمّة لحقن الدماء في فلسطين، ومن ثم في العراق قبيل الغزو الأميركي عام 2003، كان سبّاقاً ذكياً ساعياً بشكل حثيث نحو نشر السلم والأمن وزرع النماء والاستقرار في المنطقة والعالم. من هنا يكون الموقف الإماراتي تجاه دعوات السلام ونبذ العنف، وآخرها الموقف من دعوة الملك وصيغة التأييد المطلق والاتفاق التام. ثم إن السعودية والإمارات لم تكونا بعيدتين عن الاهتمام بمواجهة الإرهاب، إذ تُكتشف في الدولتين سنوياً خلايا إرهابية عدة، وتقومان أمنياً واستخباراتياً بإحباط العديد من مخططات التفجير والتآمر ضد المجتمع وبعض المؤسسات الحيوية، لهذا يكون الحديث ضد الإرهاب ليس تدويراً للكلام واستهلاكاً للإعلام وضخاً لخطاب مستهلك في الآذان، بل هو موقف نابع من خبرة تامة بالسلوك الإرهابي والمخطط الدموي والتآمر «القاعدي» و«الإخواني» و«الداعشي». أهل غزة ومغامرات «حماس»! يرى محمد خلفان الصوافي أن هناك اختلاف بين الأمل النهائي للشعب الفلسطيني، وهو بناء دولة من خلال العمل السياسي، وبين طموحات «حماس» الساعية فقط لتحقيق «أهداف مرحلية». «الحرب اللامنتهية» هي أصعب موقف ممكن أن يمر به شعب دولة معينة بغض النظر عن طبيعة الدولة السيادية. وإذا كان هناك تعريف للحرب اللامنتهية؛ والتي أقصدها هنا، فهي حالة «اللاحرب» وحالة «اللاستقرار». في مثل هذه الحالة لا يستطيع أي شعب العيش بطموحات تتعدى اليوم الواحد، كما يعيش أهل غزة الآن. وإذا كان صحيحاً أنه لا يوجد لدى الفلسطينيين وضع أسوأ مما هم فيه كما يردد قادة «حماس» تبريراً لتهورهم السياسي، وبالتالي لا فرق لديهم إن غزتهم إسرائيل أو قصفتهم بالطائرات، فإنني أعتقد أن «الحرب اللامنتهية» هي الوضع الأكثر سوءاً. تؤكد المتابعة الإعلامية لما يكتب في وسائل الإعلام العالمية والعربية بشكل خاص حول ما يحدث في غزة، أن القضية الفلسطينية لديها قدرة سياسية واجتماعية كبيرة في جمع مواقف بعض الدول والرأي العام العالمي، وهذا ما يحدث مع كل غزو إسرائيلي. كما أن هذه القضية لديها القدرة أيضاً على تقسيم تلك المواقف وتشتيتها كما يفعل بعض أصحاب الأقلام العربية المؤدلجة التي تتهم دولة الإمارات ومصر والسعودية بالوقوف ضد الفلسطينيين! النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي من أكثر القضايا السياسية المشحونة بالعاطفة السياسية التي يستغلها أصحاب الأجندات السياسية من أجل تحقيق نجاحات سياسية، وقد استثمرها نجاد وأردوغان. وهناك كتاب عرب معروفون بمواقفهم السياسية للمتاجرة بالقضية كما تفعل «حماس» من حين إلى آخر عندما تجد نفسها في مأزق. ربما يتمثل المأزق الحالي في أن إيران الآن تعيش وضعاً اقتصادياً صعباً لا يمكّنها من دفع الأموال التي ترفع أسهم «حماس»، وتجعلها تستطيع دفع رواتب موظفي قطاع غزة الذين لم يستلموا رواتبهم منذ فترة. وانطلاقاً من العاطفة السياسية فإن كثيراً من المراقبين يترددون في تحليل الواقع الصحيح للوضع السياسي؛ لذا تجد مستغلي العاطفة يشحنون الرأي العام بمزاعم ضد كل من يحاول التعامل مع الموقف بواقعية ومنطقية، والحملة ضد الإمارات لا تخرج عن هذا السياق. لماذا يدعم أوباما «برينان»؟ يقول "جونثان برنشتاين" إن وكالة الاستخبارات المركزية، الـ«سي آي إيه»، تجسست على مجلس الشيوخ، ومديرها جون برينان كذب بشأن ذلك. وعندما انكشفت الحقيقة وذاع الخبر، دعا عدد من أعضاء المجلس، بما في ذلك بعض الديمقراطيين، إلى استقالة مدير الوكالة. وعلى ما يبدو، فمن غير المرجح أن ينجو برينان من العاصفة ويحتفظ بمنصبه، لكن أوباما جدد ثقته فيه خلال مؤتمر صحفي وجيز، الجمعة الماضي. بل أبى إلا أن يجيب عن سؤال صاح به أحد الصحفيين بعد تلقيه «آخر» سؤال يشير إلى أن موضوع برينان كان أحد الأسباب وراء عقد المؤتمر الصحفي. لكن، لماذا يرغب أوباما في الخروج عن عادته وإعلان دعمه لمدير مخابرات قد يتعين التخلص منه؟ أعتقد أن ثمة ثلاث إجابات. الإجابة الأقل احتمالا، والتي قد تنعكس سلباً على أوباما أكثر من غيره، هي أن الرئيس يحاول فعل ما يرى أنه الشيء الصائب، وأنه إما معجب ببرينان شخصياً أو لا يرى عيباً في ما فعله. والحال أنه حتى إذا كان الرئيس على صواب في أحكامه، فإن ذلك يمثل قراراً غير حكيم. إذ على الرؤساء غالباً ألا يحاولوا فعل الشيء الصائب، بل فعل أي شيء مفيد أكثر لرئاستهم. العرب العَارِبَة أصبحت غَارِبَة! يتساءل محمد أبو كريشة : أين فلسطين وأين المقاومة في أجندة «داعش» و«النصرة» و«الإخوان» والميليشيات الليبية المتقاتلة؟ أين فلسطين الآن في أولويات سوريا والعراق واليمن وليبيا؟ من النكبة في عام 1948 إلى النكسة في عام 1967 ثم إلى (الوكسة) التي نحن فيها الآن وستبقى معنا طويلاً .. أرجو ممن فهم أن يفهمني .. ولا أظن أن أحداً يفهم شيئاً مما يدور. نحن نعرف كيف نبدأ المأساة ولا نعرف كيف نُنْهيها. ومن النِكات المصرية الشهيرة قولهم: (واحد صعيدي فهم مات)، والحق أن هذه النكتة بالتحديد شهادة للصعايدة وليست شهادة ضدهم، لأن الذي يقتله الفهم في هذه الأمة لابد أن يكون حساساً وراقياً ومهموماً. أما الذي يفهم ولا يموت فهو بليد ورديء التوصيل للحرارة، فرحم الل لصعيدي الذي فهم فَمات. نحن نعرف كثيراً، لكننا لانعلم شيئاً أو نعلم قليلاً أو نعلم ظاهراً من الحياة الدنيا ومن الأمر. والمعرفة غير العلم، والله عز وجل يقول في محكم آياته: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا)، ولم يقل (لا تعرفون شيئاً)، فنحن نولد بمعارف فطرية مثل القدرة على الرضاعة وغيرها، لكن العلم يأتي لاحقاً وقد لا يأتي أبداً عندما تكون على قلوب أقفالها وعلى الأبصار غشاوة. الوضع العربي يستعصي على الفهم والتفسير كما يستعصي أيضاً على الحل - وهناك رهان خاسر جداً على تحرِّك المجتمع الدولي لإنقاذ غزّة أو حتى تعاطف هذا المجتمع الدولي مع ما يحدث هنا - والذين راهنوا على تحريك القضية الفلسطينية من خلال القتال والحرب بعد فشل المفاوضات كان رهانهم أيضاً خاسراً وخانهم الوقت الذي لم يكن مناسباً أبداً لإشعال الحرب - لأن ما يحدث في غزّة لا يختلف كثيراً عمَّا يحدث في سوريا والعراق وليبيا. نفس المجازر ضد الأطفال، والنساء، والعجزة، والمعاقين، وكبار السن - لذلك صار القتل أمراً مألوفاً في أمتنا - وهذا بالتأكيد رأي المجتمع الدولي ونظرته لما يجري على الأرض العربية - العرب يقتلون بعضهم - ويذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ويخربون بيوتهم وبلدانهم بأيديهم .. فما الجديد والمؤلم والمدهش والمذهل الذي تفعله إسرائيل؟ العرب لا يتعاطفون مع أنفسهم، فكيف يتعاطف معهم المجتمع الدولي؟ العرب هانوا على أنفسهم ومن الطبيعي جداً والعادي أن يهونوا على العالم كله .. هذا رأي المجتمع الدولي الذي سمعته من أجانب كثيرين، وخصوصاً الغربيين وهو رأي لم أستطع الرد عليه. هل تحل التكنولوجيا أكبر المشكلات؟ يقول نوح سميث أستاذ مساعد في المالية بجامعة «ستوني بروك» بولاية نيويورك إنه في وقت ما من عام 2006، كنت جالساً في شقتي في اليابان أستمع إلى أغنية «بوب ديلان» القديمة التي تتكلم عن افتقاده لأصدقائه القدامى وأمنياته في التواصل معهم مرة أخرى. واختتم «ديلان» أغنيته بالقول: «أتمنى، أتمنى، أتمنى، ولكن عبثاً أن نجلس سوياً في هذه الغرفة ولدي عشرة آلاف دولار في الحال سأقدمها بسرور إذا كانت حياتنا كذلك» وبينما كنت أستمع للأغنية، بدأت أتذكر أصدقائي في المدرسة الثانوية. وشعرت بمزيد من الاكتئاب عندما أدركت فجأة كم كنت أحمق. وفي الحال، لجأت لأحد برامج الدردشة على الإنترنت لأجد ثلاثة من أصدقائي القدامى، فأرسلت لهم رسائل في الحال، لكني تلقيت ثلاثة ردود غير لائقة نوعاً ما. وفي هذه اللحظة انفجرت باكيا، لأنني أدركت أن شيئاً كبيراً قد تغير للأفضل في التجربة الإنسانية. فطوال فترة شبابي، كنت أرى أبوي وآباء أصدقائي يفقدون الاتصال بأصدقائهم. فالصعوبة الهائلة في البقاء على اتصال منتظم عبر المسافات البعيدة، حتى من خلال الهاتف، كانت تعني أنك إذا انتقلت إلى مدينة جديدة، يمكنك تكوين صداقات جديدة، لكن سيكون من الصعب عليك الاحتفاظ بأصدقائك القدامى. ثم ظهر البريد الإلكتروني، وبرامج الدردشة والفيسبوك والانستجرام وغيرها. وفجأة، ومن خلال خدعة من الإبداع البشري، أصبحت غير مضطر لفقدان الاتصال مع أصدقائك القدامى مرة أخرى. لقد استيقظنا وأصبح العالم أفضل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©