إسرائيل تستأنف توسيع الاستيطان في القدس

حمَّلت السلطة الوطنية الفلسطينية أمس الحكومة الإسرائيلية مسؤولية “قتل” فرص السلام بينهما وجر المنطقة إلى دوامة العنف، بسبب إعلانها استئناف توسيع الاستيطان اليهودي في القدس المحتلة. فقد ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن وزير الإسكان الإسرائيلي أرييل أتايس طرح مناقصة لبناء 238 وحدة سكنية جديدة في مستوطنتي “راموت” و”بسجات زئيف” بالقدس الشرقية في إطار خطط لبناء نحو 4 آلاف منزل للمستوطنين هناك صادق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأوضحت نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن الحكومة الاسرائيلية اعطت الضوء الاخضر لتوسيع المستوطنتين بعد ابلاغ الإدارة الأميركية بذلك، وأن البيت الابيض احتج عندما تم اخطاره بالخطة وتم في نهاية الامر التوصل الى تفاهم ضمني بين الطرفين. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم نشر اسمه قوله إن اتياس لديه خطط لبناء 1700 منزل آخر في القدس الشرقية لكنه لم يعلنها حتى الآن “تجنبا لتخريب المحادثات مع الأميركيين” بشأن إحياء مفاوضات السلام. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ان نتنياهو اصدر أوامره بعدم احداث ضجيج حول المناقصة الجديدة لتجنب انهيار المفاوضات. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لصحفيين في رام الله “إن إجراءات اسرائيل تقوض جهود استمرار العملية السلمية، وفشل العملية السلمية يهدد بجر منطقة الشرق الأوسط إلى دوامة العنف”. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لصحفيين في اريحا “رد نتنياهو على العرب قائلا: (لا) للسلام و(نعم) للمستوطنات وهذا مؤسف للغاية وهذا القرار من قبل الحكومة الاسرائيلية ستترتب عليه عواقب سلبية للغاية على كل الجهود التي تبذل لاستئناف المفاوضات المباشرة”. وأضاف “ندين هذا القرار بشدة ونحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية انهيار المفاوضات وعملية السلام بسبب اصرارها على قتل كل فرصة لاستئناف المفاوضات”. وتابع قائلاً “إن اسرائيل تسعى من خلال مواصلة الاستيطان الى نسف الجهود الدولية الرامية الى اعادة اطلاق مفاوضات السلام، فالقرار الاسرائيلي رد واضح على كل الجهود الدولية وخاصة الجهود الامريكية لاستئناف المفاوضات”. وخلص عريقات إلى القول “من يريد تدمير الجهود الاميركية والاوروبية والاميركية، يتحدى المجتمع الدولي ويؤكد انه مصمم على قتل جهودهم. ولذلك نطالب الادارة الاميركية بشدة أن تحمل حكومة الاستيطان الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن انهيار المفاوضات وقتل عملية السلام”. ووصف مسؤول ملف القدس في حركة “فتح” حاتم عبد القادر القرار الاسرائيلي بأنه “المسمار الاخير في نعش العملية التفاوضية” وقال إنه يفجر الجهد الأميركي للوساطة. واعتبره دلالة كبيرة على تهرب نتنياهو من وضع حدود للدولة الفلسطينية ومحاولته فرض حقائق على الأرض. كما أدانت حركة “السلام الآن” الإسرائيلية المعادية للاستيطان قرار توسيع المستوطنتين واستئناف اعمال البناء في القسم الشرقي من المدينة المقدسة.