الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفخراني: «تلاقي المصالح» أهم مستلزمات صناعة سينما عربية

الفخراني: «تلاقي المصالح» أهم مستلزمات صناعة سينما عربية
15 أكتوبر 2010 23:08
أكد الفنان الكبير يحيى الفخراني أنّ “تلاقي المصالح” بين المستثمرين ومنتجي وصُناع السينما والمهتمين بالفن السابع أساس مهم وضروري لصناعة سينما عربية قوية قادرة على مقارعة ومنافسة السينما العالمية، مشيراً إلى أن مستلزمات هذه الصناعة متوافرة ومتاحة وتحتاج فقط إلى امتلاك الرغبات الحقيقية لتنمية هذه الصناعة، وفي مقدمة ذلك تبادل وتلاقي المصالح المشتركة مع توافر الإمكانات المادية والبشرية ومقومات صناعة السينما، ولعلّ ولادة ونجاح مثل هذه المهرجانات التي تنطلق من عواصم عربية متعددة، وفي مقدمتها أبوظبي، إنما هي خطوة على الطريق الصحيح، بينما أشارت الفنّانة القديرة يسرا إلى أن المجتمعات العربية حافلة بكثير من المتغيرات والتطورات والموضوعات التي هي في حاجة إلى معالجة سينمائية طموحة، وأكدت أنها تشجع أي جُهد عربي مشترك، سواء إذا كان هذا الجهد جهداً مؤسسياً أو جهد أفراد. جاء ذلك خلال اللقاء الحواري الذي أداره الفنّان خالد أبو النجا مساء أمس على قاعة مسرح أبوظبي بالكورنيش ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي للسينما 2010 الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة وللتراث في الفترة ما بين 14 و 23 أكتوبر الجاري، وتمحور اللقاء الحواري حول مسيرة الفنّانين الكبيرين الفنية في السينما والمسرح والدراما التلفزيونية على امتداد أكثر من ثلاثة عقود. وتناولت في البداية الفنّانة يسرا طفولتها وبدايتها الفنية وأحلامها وطموحاتها المبكرة، وكيف كانت متيمة ومعجبة بنجوم السينما المصرية في وقتها “فاتن حمامة، وشادية، وهند رستم، ومديحة يسري”، وأنها كانت أكثر من محظوظة وأنها وعت واستطاعت أن تلحق بهذا الجيل الذي أثرى السينما العربية. بينما قال الفخراني: إنه نشأ وتربى على حب السينما، وأنه أيضاً كان محظوظاً لأنه وعي تماماً انطلاق بث التلفزيون المصري، وعشق الفن من خلال الأعمال السينمائية والمسرحية التي أثرت فيه إلى حد كبير. إلاّ أنه شدد على القول: “إنني أسير ونتاج المجتمع المصري والعربي بعاداته وتقاليده العربية العريقة، وقد تأثرت أيضاً بالجيل الأول للسينما المصرية في زمنها الجميل، واستطعت أن أستفيد من الأسس والمبادئ والخطوط العريضة التي وضعت، ولا يمكن أن نستغني عنها الآن، لكنني لا أنكر إعجابي الشديد بأداء الفنّان الراحل نجيب الريحاني”. بعيداً عن الحُلم في سؤال عن أهم اختيارات الفنّانين الفخراني ويسرا في حياتهما، أجاب الفخراني لم أكن أحلم قط بأنني سأكون ممثلاً، فدرست وعملت بالطب لمدة أربع سنوات، وتوقفت عن العمل سنتين، حيث حصلت على إجازة من دون مرتب، وعملت هاوياً بالتمثيل في الجامعة، وتوقفت عن التمثيل سنة كاملة، وفكرت كثيراً ما الضمان المتاح لي إن عملت في الفن، وكنت أمام خيار صعب، وأتذكر أن أسرتي في - ميت غمر - بمحافظة الدقهلية، لم ترتاح كثيراً إلى هذا التوجه، لكنني قررت أن أكون ممثلاً وعليّ أن اختار طريق الاحتراف. بينما قالت يسرا: “لم أكن أعرف أو أتصور أنني ممكن أن أكون ممثلة، هواياتي كانت قاصرة على تقليد الفنّانات فقط، واختياراتي في الحياة كانت دائماً عادية، وعندما بدأت مشواري الفني تعلمت من كل مَنْ حولي، وفي مقدمتهم الفنّان الراحل يوسف شاهين الذي شجعني وساعدني كثيراً على اكتشاف موهبة التمثيل، عندها بدأت مشواري الفني من محطة إلى أخرى، واستفدت من كل المدارس الفنية التي تعاملت معها، وأظن أن كل مرحلة وكل محطة فنية لها طبيعتها واختياراتها الفنية وفق طبيعة الحياة والمجتمع في هذه المرحلة أو تلك. ورداً على سؤال حول مفاتيح النجاح وأسباب الفشل أو الإخفاق، وما هي اللحظة التي أثرت في مسيرة كل منهما، قال الفخراني: “كل لحظة من حياتي فيها تفاصيل صغيرة ودقيقة مؤثرة، وربما كنت من المحظوظين الذين عاشوا تغيرات كثيرة وجوهرية ومهمة بشكل سريع في المجتمع، ولعلّ - على سبيل المثال - عندما تغيرت وجهة نظر الأهل عندما عملت في الفن بالبداية عن ما هي عليه الآن، وهذه سنة الحياة، فالتغير والتطور يفرضان نفسهما على أي مجتمع، وربما نجد زوجتي الدكتورة لميس أنها غير راضية عني لأنني لم أهتم بأولادها “أبنائي شادي وطارق”، كاهتمامي بأحفادي الآن. في الوقت الذي شبهت فيه الفنّانة يسرا الفنّان “بقطعة الإسفنج” التي تمتص ما في المجتمع لتصبه من جديد من خلال الفن. السينما النظيفة من جانب آخر، رفض كل من الفخراني ويسرا مقولة: “السينما النظيفة”، وأكدت يسرا أنّ “لا يوجد ما يسمى بالسينما النظيفة.. فلا يُعقل أن أقدم مشهداً على شاطئ البحر من دون “مايوه”، وهذه اصطلاحات من صُنع الناس، فالنظافة في السينما أن تحترم الآخر. بينما أشار الفخراني إلى أن هذا الاصطلاح يرتبط بثقافة المجتمع، فالسينما العالمية تقدم مشاهد جنسية فاضحة وصريحة، وبالطبع لا يمكن تقديمها في مجتمعاتنا، فالفنّان يقدم ما يستطيع أن يقدمه من الواقع المحيط به، ولا ننسى أنّ هُناك حدوداً وخطوطاً وضوابط وقيماً لا يمكن تجاهلها. وأكد الفخراني ويسرا تشجيعهما ودعمهما لما يسمى بسينما الشباب، وأهمية رفدها بالبناء الجديدة، فالسينما منفذ فني للعطاء والإبداع، والسينما في العالم كله تتطور وتتعثر وتشهد تغييرات ومن الطبيعي أن تترجم وتنقل الحياة من حولها على أنها جزء من هذا المجتمع، وأن السينما التي يطلق عليها الآن سينما مستقلة لا بد لها أن تتبنى كل الأفكار الجديدة التي تواكب حركة المجتمع وتطوره، ومن ثمّ علينا أن نساعد الشباب على أن يقدموا فناً ذا قيمة، وأكدت يسرا أنها لا تزال تشعر أنها لم تقدم شيئاً بعد، رغم سنوات عطائها الطويل، وقالت: “أشعر أنني لم أقدم شيئاً بعد.. أنا نفسي أقدم عملاً يطرق إحساسي، ليس هُناك دور معين لكنني أميل إلى كل الأدوار التي تلامس إحساسي، وأتمنى أن أقدم عملاً يتناول حياة “شجرة الدر”. وشدد الفخراني على أنه مستعد لدعم الشباب والإسهام بأدوار في السينما المستقلة إن كان الدور الذي يلعبه يضيف إلى رصيده شيئاً، أو أنه سيضيف للعمل الفني قيمة أخرى، ومن المؤكد أنه سيرفض أي عمل لا يتناسب مع تاريخه الطويل. وعن استعداده لتصوير المسلسل الكبير “محمد علي”، قال الفخراني: “التاريخ ممتلئ بالقصص الخصبة درامياً والنافعة للناس والمسلية في الوقت ذاته، لكن هذا لا يعني أنني اتخذت قراراً بالابتعاد عن الأعمال الاجتماعية، ربما يكون عملان تاريخيان متتاليان لي أمراً حدث بمحض الصدفة، وفى اختياراتي عموماً أميل للعمل الأفضل سواء تاريخياً أو اجتماعياً أو كوميدياً، كما أن هناك فارقاً بين “شيخ العرب” و”محمد علي”، فالأول اجتماعي مستلهم من التاريخ كتب عنه الجبرتي صفحتين فقط لا أكثر، بينما محمد علي تاريخي 100%. وهو مؤسس مصر الحديثة، ويعد شخصية مؤثرة جداً في التاريخ، كما أن الجدل حوله كثير، ومن هذا الجدل نصنع الدراما، فضلاً عن أنه يعد بداية الدولة الحقيقية، وقبله لم تكن مصر دولة بالمعنى الحقيقي للكلمة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©