أوروبا تدعو إلى «استخلاص العبر» من الحرب العالمية الأولى

دعا الزعماء الأوروبيون أثناء اجتماعهم في لييج شرق بلجيكا أمس لإحياء ذكرى اجتياح القوات الألمانية بلجيكا في مستهل الحرب العالمية الأولى عام 1914 إلى «استخلاص العبر من الماضي»، في حين يبدو الاستقرار مهدداً بأزمات أوكرانيا والعراق وسوريا والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة . وقال عاهل بلجيكا الملك لويس فيليب، في خطابه: «إن أوروبا التي يسودها السلام، أوروبا الموحدة، أوروبا الديمقراطية، قد حلم بها جدودنا وأنجزناها اليوم، فلنعتز بها ونواصل تحسينها». وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي ايليو دي روبيو بعد تكريم آلاف الضحايا المدنيين البلجيكيين، قائلاً «إنهم قتلوا في هذا الشهر المشؤوم 4 أغسطس 1914، بيد الغزاة». ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أوروبا والأمم المتحدة إلى التحرك بفعالية أكبر لمصلحة السلام في العالم. وقال: «لا يمكننا أن نكون مجرد حراس للسلام نستعيد ذكريات الماضي. نحن أيضاً أمام مسؤولياتنا». وأضاف: «لقد أشرت إلى موقف بلجيكا الحيادي الذي انتهك مرتين(بغزو القوات الألمانية خلال الحربين العالميتين)، لكن الحياد اليوم لم يعد ينفع». وتابع: «كيف يمكننا البقاء على الحياد عندما يكون شعب في بلد قريب من أوروبا (أوكرانيا) يقاتل من أجل حقوقه ووحدة أراضيه؟ كيف نبقى على الحياد عندما يتم إسقاط طائرة مدنية (الطائرة الماليزية في أوكرانيا؟ كيف نبقى على الحياد أمام المجازر، التي يتعرض لها مدنيون في العراق وفي سوريا، حيث تتعرض الاقليات للاضطهاد؟ كيف نبقى على الحياد عندما تهدد وحدة اراضي بلد صديق مثل لبنان؟ كيف نبقى على الحياد عندما يدور نزاع دام في غزة منذ أكثر من شهر؟». وخلص إلى القول «الخطر الكبير المحدق هو عودة أنانية البلدان والنزعة الانفصالية وكره الأجانب. هناك واجب يلزمنا بالتحرك وعلى أوروبا تحمل المسؤولية مع الأمم المتحدة إنها الرسالة التي علينا أن نتذكرها من هذا اليوم». كما دعا الرئيس الألماني يواكيم جاوك باقتضاب إلى «استخلاص العبر المريرة والرهيبة من الماضي»، ولم يذكر أمات أوكرانيا والشرق الأوسط وقال: «اليوم في أوروبا، حلت قوة القانون محل قانون الغاب بعدما أوشكت النزعة القومية على تغييب قلوبنا وعقولنا». وأضاف لا يمكننا البقاء غير مبالين إذا تم انتهاك حقوق الإنسان أو التهديد بالعنف أو ممارسته بالفعل». وقال ممثل بريطانيا وبلدان الكومنولث الأمير وليام «إن احداث أوكرانيا تذكرنا بأن انعدام الاستقرار ما زال ينتشر في قارتنا». (لييج (بلجيكا) وكالات)