عمر غويلة:
تتجه أنظار الشارع الرياضي التونسي اليوم نحو أحد الفنادق الفخمة في العاصمة التونسية الذي سيحتضن أعمال الجمعية العمومية للاتحاد التونسي لكرة القدم والتي سيكون محورها الأساسي انتخاب أعضاء مجلس الإدارة الجديد للاتحاد·· فلا حديث في الشارع الرياضي التونسي منذ فترة إلا عن انعقاد هذه الجمعية العمومية وما ستسفر عنها من نتائج خاصة فيما يتعلق بتركيبة مجلس الإدارة الجديد للاتحاد، ومما زاد في الاهتمام بهذه الجمعية العمومية هو التركيز الإعلامي الذي رافقها والذي تضمن العديد من الأخبار والتعاليق والتصريحات التي كان إطارها الرئيسي الحملة الانتخابية التي قام بها المرشحون لعضوية مجلس الإدارة الجديد·
فمنذ الخروج المبكر للمنتخب الوطني التونسي لكرة القدم من المونديال الألماني تعرض مدرب المنتخب الفرنسي روجية لومير ومجلس إدارة اتحاد كرة القدم وخاصة رئيسه حمودة بن عمار لحملة انتقادات عنيفة سواء من قبل أجهزة الإعلام أو من قبل بعض الفنيين والمختصين في شؤون كرة القدم·
ومما زاد الطين بلة هو الملف التلفزيوني الذي خصص لتقويم مشاركة المنتخب في المونديال الألماني والذي خيب آمال الجمهور الرياضي وترك شعورا كبيرا بالمرارة حيث كان بمثابة الملف الخاص بالدفاع عن المدرب والمنتخب ونال على إثره رئيس الاتحاد حمودة بن عمار النصيب الأكبر من الانتقادات، إلا أن وزير الرياضة التونسي عبد الله الكعبي وفي مداخلته أمام مجلس الأمة التونسي اعترف بأن النتائج شكلت خيبة أمل كبيرة للشارع الرياضي موجها جملة من الانتقادات غير المباشرة لمجلس إدارة الاتحاد الذي لم يوفق في الإعداد الجيد للمنتخب ولم يستفد من المشاركة الهزيلة للمنتخب التونسي في بطولة أمم أفريقيا مصر ·2006
وجاءت هذه الانتقادات لتقلل من حظوظ ورغبة رئيس اتحاد الكرة ''هو معين من قبل وزارة الرياضة'' في البقاء على رأس الاتحاد، فقد عبر حمودة بن عمار في تصريحات نشرتها الصحف التونسية عن أسفه لحدة الانتقادات التي تناولته مؤكدا أنه يغادر رئاسة الاتحاد مرتاح الضمير ومشيرا إلى أن كرة القدم التونسية حققت خلال ولايته العديد من الإنجازات·
وأكدت هذه التصريحات التي اتسمت بشيء من المرارة عدم رغبة حمودة بن عمار في مواصلة رئاسة اتحاد الكرة وهو ما جعل وزارة الرياضة تشرع في البحث عن البديل·· وخلافا لما أعلن عنه البعض فإن الجمعية العمومية لاتحاد الكرة ستنعقد طبقا للقوانين واللوائح الجاري بها العمل أي أن يقع انتخاب ثلثي أعضاء مجلس إدارة الاتحاد التونسي من قبل الأندية ''10 أعضاء '' وأن يتم تعيين الثلث الباقي ''5 أعضاء'' من قبل سلطة الإشراف أي وزارة الرياضة·
وسيكون أمام مجلس الإدارة الجديد العديد الاستحقاقات الهامة في طليعتها عودة الثقة في كرة القدم التونسية وتنقية الأجواء بين الأندية وكذلك بحث مستقبل المدرب الفرنسي روجية لومير مع اتحاد الكرة· فخلافا لكل التوقعات أعلن رئيس اتحاد الكرة حمودة بن عمار قبل انطلاق المونديال الألماني عن تمديد عقد لومير لغاية عام 2008 وهو ما أثار دهشة كبيرة في الأوساط الرياضية مصحوبة بانتقادات كبيرة خاصة بعد المونديال الألماني، إذ رأى العديد أن رئيس الاتحاد تسرع في قراره وكان عليه انتظار نهاية المونديال لاتخاذ القرار المناسب·
عدد اليوم
