الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوادث السيارات

13 يوليو 2012
لا تعجب ولا تتعجب قارئنا العزيز من عنوان مقالنا اليوم، فمثلما السيارات اليوم مهمة في حياتنا، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ منها، لا نقدر على العيش بسهولة من دونها، فحوادث هذه الأخيرة هي اليوم من الأهمية، التي تنافس بها أهمية السيارة نفسها. وإذا كنا آباء وأمهات ومسؤولين، قد عجزنا من كثرة النصائح والمواعظ والعبر... التي نقدمها دون كللٍ أو مللٍ لفلذات أكبادنا من شاب وشابات، للحد من السرعة وتوخي الحذر والاحتياط... ما زالت صافرات سيارات الإسعاف تصيح وبشكل مستمر لا ينقطع، يومياً على شوارعنا، وما زلنا نسمع صراخ عجلات هذه السيارات على الأسفلت وعويل من بها، من أتت عليهم وعلى من معهم وعلى غيرهم، بأسوأ ساعات حياتهم، وأتعس أيامهم، وأشدها صعوبةً وقسوة. فجأة ودون سابق إنذار يأتينا “س” من الناس، “يطير لا يسير” بسيارته، ظناً منه أنه يقود سيارة مجنحة يلزمها قليلٌ من الأحصنة الأخرى لتُقلع على شوارع غير مصممة للسرعة، ولتَقلع معها سنواتٍ من التعب والجهد، قضاها أبٌ مصدوم أو قضتها أمٌ ثكلى في تربية أحد أبنائهما الذي ضرب بسرعته الجنونية عرض كل الحوائط، وأغمض عينيه عن كل الإشارات التحذيرية، التي تطلب منه الحد منها والحذر من نتائجها وعواقبها. فجأة أخرى ودون سابق إنذار يأتينا “ص” من الناس، لا يأبه لا بنفسه ولا بغيره، ولا يكترث للنصائح ولا يهتم بالعبر الكثيرة والعديدة، التي نسمع عنها ونشاهدها يومياً، من الحوادث المرورية التي تنتج عن هذه السرعات الجنونية، هذه السرعات التي تسرع بنهاية الأشخاص المتهورين، هذه السرعات التي لا تقتصر على المتهور بعينه، بل تهدد حياة المارة وحياة السائقين الآخرين، الذين لا حول ولا قوة بأيديهم، والذين لا يدركون ولا يعون ما القادم إليهم، إلا عندما يرون أنفسهم على أسِرّة المستشفيات أو على الكراسي المتحركة، نتيجة اصطدام “س أو ص” من المسرعين والمتهورين بسياراتهم. حوادث السيارات هي توأم السرعة، وهذه الأخيرة كلما كانت كبيرة، كلما كانت نتيجة الحادث أكبر، ومع هذه السرعة العالية تكون لذة السائق أكثر وأكبر، وتكون في الوقت نفسه نتائجها السلبية أخطر وأكثر، وبحجة “أنا كوول” يسرع شبابنا من مدمني السرعة، بسياراتهم التي قد لا تكون مجهزة لمثل هذه السرعة، وبحجة “توكل على الله” أيضاً يطير بسياراتهم السريعة العشرات من أبنائنا، لا تلجم سرعة أحصنة سياراتهم سوى حوادث، لا تقوم لهم من بعدها قائمة، حوادث تدمي قلوب آبائهم وتجرح أفئدة أمهاتهم، حوادث لا يكترث لخطورتها سوى من قضت على مستقبلهم، ودمرت حياتهم، وحطمت من حولهم. أهمية الحوادث على اختلاف أنواعها صغيرة وكبيرة، قد لا تؤثر في العديد من محبي السرعة، وقد لا يكترث لها العشرات من ممارسيها والمقبلين عليها، إلا عندما يجدون أنفسهم خلف قضبان حديدية، وصيحات أمٍ ترملت بعد وفاة زوجها أو أبٍ فقد أحد أطفاله... تحوم حوله وتذكره بالذي اقترفته رغبته الجامحة في السرعة والطيران، في حق مثل هؤلاء، الذين لا حول لهم ولا قوة. كتبنا الكثير، وقلنا الأكثر عن مساوئ هذه السرعة وعواقبها، وكلي ثقة بأننا سنستمر في الكتابة مستقبلاً عن النتائج السلبية التي تترتب عليها، سواء على المسرع أو غير المسرع. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©