معركة "الأفيال" في "البريميرليج"!

كانت مباراة مانشستر سيتي وليفربول مثل معارك الأفيال في غابات أفريقيا، حيث تهتز أشجار السنديان العملاقة على وقع صدام أجساد الأفيال التي يزن كل منها أطناناً، ومثل تلك المعارك تظل هدفاً رائعاً لمصوري قناة ناشيونال جيوجرافيك، باعتبارها لقطات نادرة، ولأنها لحظة صراع من أجل البقاء تستحق المتابعة وتستحق التسجيل.
هكذا رأيت مباراة مانشستر سيتي وليفربول.. رأيتها صراعاً عنيفاً وشرساً، ترتطم خلالها الأجساد، وتضيق المساحات، وتقل السرعات، وعلى الرغم من كم الانتقادات التي وجهت للفريقين، ولنتيجة المباراة، ولغياب الفرص الحقيقية وغياب المتعة والإبداع.. على الرغم من كل ذلك، رأيت في هذا الصراع وجهاً جميلاً من أوجه كرة القدم، وحين نتحدث عن مباراة صعبة، فإن علينا أن نشير إلى مباراة السيتي وليفربول كمعيار ونموذج للصعوبة الحقيقية في كرة القدم.
فالضغط العالي استمر من البداية إلى النهاية، وهو مجهود بدني خرافي، وكان هذا الضغط حرصاً من جانب المدربين الأفضل في عالم كرة القدم جوارديولا ويورجين كلوب على عدم الخسارة قبل الحرص على الفوز، وكلاهما أستاذ في هذا الأسلوب «جينجر بريسينج»، كما أن كلوب قرر أن يفعل المستحيل لحرمان جوارديولا من السيطرة على الكرة ومن الاستحواذ.
قرر كلوب أن يسلب من جوارديولا أهم أسلحته، وهو سلاح امتلاك الكرة، وتوجيهها إلى حيث يريد، ووضع المدربان نجوم الفريقين ومفاتيح اللعب تحت الحراسة، وبدا أن كلا منهم مخصص له «بودي جارد».. فلم يفعل أجويرو شيئاً وهكذا ستيرلينج، وبالمثل ثلاثي الريدز صلاح، وساني، وفيرمينيو.. فالرقابة مثل الظل، لصيقة، لكن على الرغم من تلك الرقابة يمكن اختيار محمد صلاح كأفضل المهاجمين بما صنعه من تهديد مباشر أو غير مباشر بسرعته، وهو واقعياً أهدر فرصة تهديف واحدة في الدقيقة 69 حين سيطر على الكرة وانفرد وسدد أعلى المرمى، وهو عملياً كان مثل سيارة خارقة سريعة جداً، فقد سائقها السيطرة على عجلة القيادة، حسب تشبيه لطيف من محرر الجارديان البريطانية !
في المقابل أهدر محرز ضربة جزاء لمانشستر سيتي كانت كافية للفوز الأول على ليفربول على أرضه وملعبه للمرة الأولى منذ عام 2003، واعترف جوارديولا بأنه أخطأ حين كلف محرز بتسديد ضربة الجزاء.
بذلك ينتهي العراك الكبير بالتعادل السلبي ويتساوى مانشستر سيتي مع ليفربول مع تشيلسي في الرصيد 20 نقطة لكل منهم، وبذلك يستمر سباق «القدرة» بين فرق القمة في البريميرليج!

أخبار ذات صلة

لماذا عاشق «البادل تنس» أفضل «بديل» لكلوب؟

وبدأت الانتقادات.. صلاح «ظِل نفسه» في ليفربول!