الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..كيف تفكر قطر؟

غدا في وجهات نظر..كيف تفكر قطر؟
4 أغسطس 2014 21:07
كيف تفكر قطر؟ يقول سالم سالمين النعيمي: لا أعلم إنْ كانت مأساة العالم الذي نعيش فيه تكمن في أن الحكم كثيراً ما يستقر في أيدي من لا يملكون السلطة، ليديرها الأشقياء أصحاب الملفات والأجندات الخاصة من خلف الكواليس، وهم من يريدون أن يقنعوا الشعوب بأن الولاء والانتماء للأشخاص فوق مصلحة الوطن، وارتكاب الحماقات لجعل الدول في مصاف الدول الفاشلة، أو لنصرة تنظيم أو مجموعة لتسيطر على دولة ودول أخرى، وتختلق الفتن على حدودها وفي الداخل وتستهدف أمنها الوطني، وغيرها تشن عليها حرباً نفسية وإعلامية، ولم تكتف بذلك بل تفخر بدعم النبرات والتيارات الانفصالية، ودعم الميليشيات والإسلام السياسي الحركي، وكل ذلك يصب في مصلحة تفكيك المنطقة، فلمن يعملون؟ ولماذا وكيف يفكرون؟ فالطوفان عندما يأتي لا يفرق بين منزل وآخر ويغرق الجميع. وما هي الحكمة من احتضان وقبول تنصيب ملك يمنحها دور مستشار الملك الأوحد الذي لا يستغنى عنه، مقابل تمتع المستشار بحرية في إدارة ثرواته الخاصة، وزواج عرفي بين السلطة السياسية الدينية الحركية والسياسية الدينية القومية، وبين السلطة الإمبريالية العالمية لضمان عدم لمس مصالح شهبندر التجار المقرب من الملك، والذي سيضمن للمك بدوره ممراً آمناً لمبتغاه طالما أنه لن يُصاب بأذى، وما لا يعرفه أنه هو أول القائمة في حسبة الملك متى ما فرغ من غيره. غزّة: قتل المدنيين كهدف أول استنتج عبدالوهاب بدرخان أنه بالنسبة إلى كثيرين في الغرب لا يمكن قبول جرائم كقتل أطفال يلعبون الكرة على الشاطئ أو في باحة بين الأبنية. واجهت حركة «حماس» خلال العدوان الإسرائيلي على غزّة تداعيات الصراع السياسي - الاجتماعي الدائر عربياً حول تيار الإسلام السياسي وأدواره في تأزيم مسائل الحكم واستعادة الاستقرار، وكذلك في تعريض بعض الدول لمخاطر الإرهاب والتقاتل الأهلي أو التفكك والتقسيم. ولا يعني ذلك أن الرأي العام العربي فقد حساسيته المعادية لإسرائيل، لكنه وجد نفسه يضع حرب غزّة تلقائياً في سياق حروب سوريا والعراق وليبيا واليمن، فضلاً عن فصول الإرهاب الدموي المستمرّة في مصر وتونس. صحيح أن الفصائل الفلسطينية غير متهمة عربياً ولا أوروبياً بالإرهاب، وأن المجتمعات العربية لا تحمّلها مسؤولية ما تعانيه داخلياً مع الجماعات الإسلامية المتطرفة، إلا أن أزمة الثقة المتفاقمة انطلقت من التخصيص إلى التعميم بالنظر إلى التحالفات بين هذه الجماعات، أو التفاهمات الموضوعية بينها وبين جماعات مرتبطة بإيران. ولا شك أن هذه التقديرات المتمازجة والمتشابكة أثّرت سلباً على الموقف العربي العام من العدوان الإسرائيلي، تماماً كما فرضت السلبية نفسها على الصراعات القائمة في بلدان عربية وبلغت حدوداً دموية غير مسبوقة. هناك ملايين من المواطنين العرب يعيشون حالياً مصائر مرّ بها الفلسطينيون ولم يكونوا يتصوّرون أنهم سيتعرضون لها تهجيراً واقتلاعاً وتشريداً من دون أي أفق لاستقرار قريب أو لحلول يستعيدون معها بعضاً من ذكرياتهم وحياتهم أومن هويتهم التي بالكاد توصّلوا للتعرّف إليها. عولمة الراديكالية الدينية يرى د. علي الطراح أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة صعبة لم يعرف لها التاريخ مثيلاً منذ الحرب العالمية الأولى، وهي المنطقة التي استحوذت على نسبة كبيرة في الاتهام بتصدير ما يعرف بإرهاب القوى الإسلامية الراديكالية. وهي منطقة تشكل عصب الاقتصاد العالمي، وقد شكلت عبر التاريخ أحد أهم المصادر الحيوية للاقتصاد الدولي، وهي اليوم تشكل أيضاً أكبر التحديات التي تواجه العالم. وقد قامت السياسة الخارجية الأميركية على معادلة الفصل بين قوى الاعتدال التي تحالفت معها، ونظم سياسية تتسم بالراديكالية شكلت جبهة ممانعة ضد المصالح الأميركية! واليوم تتغير المعادلة، فالاعتدال ليس له وجوده الملموس بذات القدر السابق، والراديكالية تراجعت هي أيضاً وحلت محلها قوى إسلامية متطرفة تسعى للسيطرة على السلطة! والمنطقة انقسمت بين معسكرين، في سياق الاستقطابات الشيعية والسُّنية، ومحاور التحالف تندرج ضمن هذا التقسيم الجديد، والسؤال: إذا ما دفعت واشنطن في اتجاه تعميق الانقسام الطائفي فهل تحقق مصالحها؟ أم أنها تندفع نحو مزيد من التدهور في سياستها الخارجية؟ سوريا ومرحلة الصَّوملة! يقول د. طيب تيزيني: تطالعنا الأخبار المرعبة عن النِّسب التي بلغتها سوريا على صعيد شامل، فنجد أنفسنا أمام حالة من الدمار والتفكك قارنها بعض الكتّاب والإعلاميين بما أصبح معرفاً تحت مصطلح «الصّوملة»، وهو ذلك الذي يُعبَّر به عن الأحوال التي وصلت أقصاها من التدمير والتفكيك والإجرام والإفقار. إنها ثلاث سنين تمرّ– مع دخول السنة الرابعة ومع انتظار نهايتها. ولم تتغير وتائر الموت بمعظم أو بكل أنواع السلاح، خصوصاً منها القنابل العنقودية والبراميل المتفجرة، إلا إذا زيدت أنواع أخرى عليها. ويبقى الناتج متمثلاً بالقتل والجوع والبحث عن أماكن آمنة، سواء كانت في الداخل السوري (وهي آخذة في التعاظم)، أو كانت في بلدان الجوار أو أبعد من الجوار، إضافة إلى كل مظاهر الإفقار والإذلال والرعب والأسى. تلك الوضعية الشاملة التي تلف سوريا من أقصاها إلى أقصاها، تحولت إلى "تسونامي" من الطراز الأكثر بؤساً وعاراً ووحشية. لقد تجاوز هذا "التسونامي" كل المقاييس التي شهدها التاريخ. مجزرة غزة.. والمواقف الدولية يقول د.أحمد يوسف أحمد ، مع تواصل العدوان الإسرائيلي الهمجي الغاشم على غزة بدأت ردود الفعل الدولية تجاه هذا العدوان تأخذ بالتدريج شكل الرفض والتنديد على نحو حمل في هذه المرة ملامح جديدة تنبئ بأن ثمة أملاً في أن يكسب الفلسطينيون، بمساعدة العرب والقوى الدولية المساندة لهم أو على الأقل المتعاطفة معهم، المعركة لدى الرأي العام العالمي. ولم تكن هذه هي المرة الأولى بطبيعة الحال التي يبدو فيها أن قطاعات مهمة من هذا الرأي العام قد بدأت تراجع مواقفها من إسرائيل على ضوء اعتداءاتها الوحشية المتكررة على الشعب الفلسطيني وبالذات أهل غزة، فثمة مؤشرات على أن هذه التحولات قد بدأت مع مطلع القرن الحالي وبالتحديد في أعقاب الطريقة التي قمعت بها إسرائيل الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000، فقد انتشرت بعد ذلك في أوساط المثقفين اليساريين في أوروبا وكذلك الدوائر الأكاديمية في الولايات المتحدة اتجاهات مؤادها أن إسرائيل لا تعدو أن تكون دولة من بقايا العهد الاستعماري تمارس الإبادة الجماعية في حق الأبرياء ومآلها النهائي هو الزوال (بمعنى تجربة تصفية الاستعمار الاستيطاني في جنوب أفريقيا في تسعينيات القرن الماضي). وهناك ما يشير إلى أن نطاق المواقف الدولية الرافضة للعدوان الإسرائيلي الراهن على غزة والمنددة به يتجه إلى الاتساع ومضمونها يتحول على نحو أكثر تشدداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©