عدد اليوم
عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء)
أكدت مصادر في جامعة صنعاء، أمس، لـ«الاتحاد» سقوط أول قتيل جراء «ثورة الجياع» بعد إعلان وفاة حارس كلية الإعلام بجامعة صنعاء متأثراً بإصابته طعناً بخنجر خلال اعتراضه مسلحين حوثيين اعتدوا بالضرب على طالبات محتجات أمس الأول. وزعم ناشطون حوثيون على مواقع التواصل، أن القتيل واسمه سامي المسوري، تعرض للطعن من قبل أحد الطلاب المحتجين، إلا أن وسائل إعلام محلية، نفت ذلك وأكدت أن مسلحين حوثيين طعنوا المسوري الذي فارق الحياة مساء أول من أمس، متأثراً بإصابته البالغة.
وذكرت مصادر محلية وأمنية في صنعاء أن الحوثيين أفرجوا ليل السبت عن الطالبات المعتقلات وعددهن 18 بعدما أخذوا رهائن مقابل إطلاق سراح الطالبات بينهن الطالبة «رحاب الأغبري» التي تعرضت لانهيار عصبي خلال إخضاعها للتحقيق في مركز الشرطة الرئيسي بشارع «الزراعة» وسط صنعاء.
وقال مصدر محلي مطلع «تم إطلاق سراح ?الطالبة رحاب الأغبري? بعد احتجاز شقيقها كرهينة، وهو الآن معتقل مع أكثر من 32 طالباً موزعين على عدة مراكز أمنية بصنعاء». وكشفت مصادر حقوقية وأمنية أن عدد المعتقلين الذين اختطفتهم الميليشيات، ارتفع إلى 80 معتقلاً، معظمهم من طلاب وطالبات جامعة صنعاء، إضافة إلى عدد من الصحافيين والمصورين.
وأكدت مصادر محلية أن حملة مداهمات واعتقالات متواصلة تقوم بها الميليشيات في صنعاء في أجواء مشحونة بالتوتر والهلع خشية تصاعد الغليان الشعبي ضدها. وأشارت المصادر إلى أن فرقاً مسلحة تنفذ عمليات دهم وملاحقات واعتقالات في أحياء متفرقة من العاصمة عبر «عقال الحارات» ووفق كشوف وقوائم أعدت مسبقاً. وتستهدف الحملة اعتقال ناشطين سياسيين وحقوقيين ومدونين وناشرين عبر مواقع التواصل وصحافيين وإعلاميين مناوئين للميليشيات الانقلابية، وقالت مصادر تربوية، إن مشرفي الميليشيات وعناصرها الأمنية وزعت في مدارس العاصمة استمارات لجمع بيانات تفصيلية عن الطلبة وأقاربهم وعناوين المساكن وأرقام الهواتف الخاصة بأولياء الأمور والأقارب وأعمالهم.
إلى ذلك، استنكرت الحكومة اليمنية، الأعمال الإرهابية للميليشيات الانقلابية ضد المدنيين العزّل في صنعاء، والاعتداء على الطالبات بالضرب المبرح، واختطاف بعضهن. وقالت الحكومة في بيان لها «إن هذه العملية تأتي في سياق عمليات مماثلة نفذتها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ضد المدنيين، منذ إعلانها الحرب على اليمنيين وتدمير حياتهم». وأضاف البيان: «أن الحكومة تدين مثل هذه الممارسات الإرهابية، وتؤكد على أن لليمنيين الحق في رفع أصواتهم ضد من دمر الحياة وانقلب على النظام والدولة، ونهب أموال الدولة والاحتياطي النقدي الأجنبي والمقدر بأكثر من 5 مليارات دولار».
وأكد أن حالات الاعتداءات والقمع التي تنفذها الميليشيات الحوثية تعكس سياستها الإجرامية والانتقامية بحق الشعب اليمني وعدم قبولها الرأي الآخر، وإنها لن تقبل أي طرف لا يتفق مع أجندتها، مشيراً إلى أن الميليشيات أُصيبت بحالة من التوحش والسعار بعد أن وجدت نفسها غير قادرة على مواجهة المطالب المحقة لليمنيين في المناطق التي استولت عليها الميليشيات ما دفعها إلى اقتحام جامعة صنعاء بالمئات من المسلحين والمسلحات، والهجوم بوحشية على الطالبات. ودعت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إلى إدانة تلك الجرائم الممنهجة والمستمرة للميليشيات الانقلابية. وأشارت إلى أن الأسباب التي أدت لانهيار الريال اليمني وتضرر الآلاف من اليمنيين والذي انعكس على ارتفاع الأسعار، هو انقلاب الحوثي، ونهب موارد البلاد، من النفط والغاز والضرائب والجمارك وغيرها.
