السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجنوب يئن بين النزوح ورائحة الموت

3 أغسطس 2006 01:16
بيروت-وكالات الانباء: على الرغم من نداءات الجيش الاسرائيلي عبر مكبرات الصوت والمنشورات التي تلقى على القرى الجنوبية اللبنانية وهي تنذر الأهالي بضرورة إخلاء منازلهم لتجنب عمليات القصف، إلا أن عدداً محدوداً منهم لم يهرعوا الى مغادرة قراهم· في حين المار في شوارع القرى لا يشم سوى رائحة الموت وهي تفوح من تحت الانقاض· عوض سليمان- الذي فقد سمعه قبل سنوات- صمد في وجه القصف الاسرائيلي المتواصل على المنطقة منذ ثلاثة اسابيع وتفاجئه رؤية جيرانه وهم يهرعون الى مغاردة القرية، وبقي وهو يعمل جاهداً لانزال قطيعه الى قبو ليقيه شر القصف· ويقول لصحافي من وكالة فرانس برس '' لا علم لي بوجود انذار''· ويضيف ''عندي صديق من عمري اسمه موسى دياب لا يريد ترك البلدة بقي مع عائلته في يارين لانه لم يجد سيارة تقلهم''· وكانت اسرائيل علقت منذ مساء أمس الاول ضرباتها الجوية لجنوب لبنان على ان تستأنفها صباح أمس بعد انتهاء المهلة التي أعطتها لأهالي هذه المنطقة لينزحوا عن قراهم الحدودية التي الحق القصف الاسرائيلي اضراراً جسيمة في منازلها· قبل الهجوم الاسرائيلي كان نحو اربعة الاف نسمة يقطنون قرية يارين السنية التي تبعد أقل من كلم واحد عن الحدود مع اسرائيل· مع القصف الاسرائيلي نزح قسم كبير من الاهالي فانخفض العدد الى نحو 800 شخص لم يبق منهم حالياً سوى خمس عائلات لا تملك سيارات ولا ما يكفيها لدفع كلفة سيارة أجرة· وبقيت نظمية دياب عيسى 60 عاما، في قرية راميا مع ابنتها وحفيدتيها· وتقول: ''سمعنا بالانذار من الاسرائيليين رموا علينا اوراقاً كثيرة ومنشورات تنذرنا بالرحيل· لكن الى اين سأذهب؟ أريد ان اموت هنا تحت سقف بيتي''· لا تريد نظمية ان تواجه مصير الفلسطينيين الذين نزحوا من بيوتهم عام 1948 وانتقلوا الى لبنان او سوريا او الأردن ولا يزالون فيها· وتقول ''لا نريد أن نصبح لاجئين''· راميا قرية مجاورة ليارين ويقطنها نحو خمسة الاف نسمة لكن الغالبية الساحقة نزحت عنها على دفعتين· وفي قرية مزرعة البطيشية التي نزح عنها كل سكانها تكدس أفراد 50 عائلة نزحت عن قرية الظهيرية السنية في مستوعبين للكتيبة الغانية المتمركزة في القرية التي تقع على تلة تطل جنوباً على الخط الازرق الذي رسمته الأمم المتحدة ليقوم مقام الحدود بين البلدين· وعلى بقايا منزل مهدم في قرية عيناثا في جنوب لبنان كتبت العبارة بالفحم الأسود تقول: ''توجد أربع جثث داخل هذا المنزل''· في مدينة بنت جبيل المجاورة تفوح رائحة الموت من شارع كان في السابق مزدحماً بالناس والمحال التجارية وتحول الى ركام· وفي قرية عيترون المجاورة سكان يحملون الرايات البيضاء ويذرفون الدموع ويتأبطون ما أمكنهم حمله من الأمتعة ويلحون على الصحفيين ورجال الإسعاف ان ينتشلوهم من ''الجحيم''· وقالت زينب بعلبكي التي ذكرت ان عدداً من أقاربها قتلوا في الغارات الاسرائيلية وهي تبكي ''نعيش في الجحيم والخوف منذ 21 يوماً بلا كهرباء ولا ماء وحتى اننا شعرنا بالجوع الحقيقي واكلنا الخبز اليابس والمعفن في بعض الحالات حتى نستطيع الاستمرار بالحياة''· وأضافت ''شعر الاطفال بالالام القاسية لاننا لم نجد لهم الحليب·· ما هو ذنبهم· وتقول الحكومة اللبنانية إن عشرات الجثث لم يتم انتشالها من تحت الانقاض والركام أو من سيارات تعرضت لقصف صاروخي اسرائيلي· ومن مدخل بيت جبيل التي شهدت أعنف المعارك الى وسط المدينة تبدو الأبنية وقد تحولت الى ركام وحوصر الناس في داخلها· وتفوح رائحة أجساد القتلى من بنت جبيل التي وصفها حزب الله بانها ''عاصمة التحرير'' لدى انسحاب القوات الاسرائيلية من الجنوب في عام 2000بعد احتلال دام 22 عاماً· وفي عيترون، ناشد سكانها الصحفيين الذين اتوا لزيارتهم عدم تركهم· وجلس بعض هؤلاء في سيارات او شاحنات صغيرة مفتوحة او جرارات زراعية بانتظار المغادرة· وبعضهم ركب سيارات الصحفيين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©