الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أليجري.. إنجازات منسية لرجل يتحمل الاتهامات

أليجري.. إنجازات منسية لرجل يتحمل الاتهامات
8 أكتوبر 2018 00:45

مراد المصري (دبي)

هكذا هو قدر المدربين وتحديداً من يعمل بصمت منهم دون أن يبحث عن الأضواء، بتصريحات رنانة في المؤتمرات الصحفية أو القيام بحركات تمثيلية على خط الملعب، وربما الدخول في مواجهات مع نجوم الفريق، لإثبات أنه «الزعيم»، ولعل أبرز الأمثلة هذا الموسم هو الإيطالي ماكسيميليانو أليجري الذي نجح بعد فوز يوفنتوس على أودينيزي بثنائية نظيفة أمس الأول في الجولة الثامنة للدوري الإيطالي، من قيادة الفريق لتحقيق إنجاز غير مسبوق بحصده الانتصار العاشر على التوالي في مختلف البطولات في انطلاق الموسم، بواقع 8 انتصارات في الدوري وفوزين في دوري أبطال أوروبا.
ولعل بداية فصول أليجري تعود إلى أنه حينما أثبت جدارته مع فريق متوسط المستوى عندما تولى مهمة تدريب ميلان، وهناك نجح في قيادة الفريق في أول موسم له في تحقيق لقب الدوري الإيطالي، ونجح في ترك بصمة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، رغم أن الأسماء التي توافرت له أقل عن النجوم السابقين للفريق بعدما بدأ جيل التتويج باللقب الأوروبي عام 2007 بالرحيل واحداً تلو الآخر، ليتحمل المدرب اللوم بعد تراجع نتائج الفريق مطلع موسم 2013-2014، ويرحل في منتصف الموسم.
وبينما كان أليجري يجلس وحيداً في منزله خلال صيف عام 2014، جاءه اتصال بمثابة الحلم من إدارة يوفنتوس التي طلبت منه تولي مهمة تدريب الفريق بعد الرحيل المفاجئ لمواطنه أنطونيو كونتي، وكعادته تحمل المدرب اللوم على أمر لم يقترفه بعدما استقبله الجمهور برمي البيض على سيارته وإطلاق العبارات المسيئة له، ليرد على ذلك بحصد ثنائية الدوري والكأس لأربعة مواسم متتالية في إنجاز يبدو شبه مستحيل على الورق، لكنه حوّله إلى واقع، فيما قاد الفريق لبلوغ المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 2015 و2017.
ورغم ما يحققه أليجري، فإنه يبقى الرجل الذي يتم ذكره عند التعثر فقط، أو من يتحمل اللوم في حال قام بتغييرات في طريقة لعبه أو الأسماء التي يختارها، وهو بمثابة نقطة خلاف بين المشجعين خلال الفرق التي دربها ما بين مؤيد لأسلوبه وطريقة إدارته للمباريات، وآخرين يرون أنه يقوم بخيارات خاطئة في بعض الأحيان، ولعل عدم فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا يجعل الشك موجوداً دائماً فيه، حيث تنقصه الكأس ذات الأذنين لينضم إلى قائمة النخبة التي تضم مواطنيه مارتشيلو ليبي وكارلو أنشيلوتي وآريجو ساكي وفابيو كابيللو وجيوفاني تراباتوني.
ويجب الاعتراف بأن أليجري يجب أن ينال قسطاً من المديح عقب الفوز بعشر مباريات متتالية في انطلاقة الموسم، فهو مدرب عرف كيف يحول الفريق إلى التكيف مع متغيرات المباريات بطرق لعبة مختلفة ولاعبين تتم مداورتهم والاستفادة منهم بحسب نوعية كل مباراة، وذلك عوضاً بالتقيد بطريقة لعب ثابتة محفوظة للمنافسين، إلى جانب قدرته على التعامل مع تعاقد الفريق مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، حيث نجح في استخراج أفضل ما لدى اللاعب لخدمة المجموعة ككل دون أن يؤثر على اللاعب أو يحاول فرض أسلوبه مباشرة عليه، كما أنه أعاد اكتشاف قدرات الإيطالي بيردانيسكي وسخر قدرات البرتغالي كونسيلو في مفاجأتين مميزتين للفريق هذا الموسم. وتعتبر هذه المرة الرابعة في تاريخ يوفنتوس التي يحقق فيها 8 انتصارات متتالية في انطلاق الدوري، وذلك بعد مواسم 1930-1931 و1985-1986 و2005-2006. وعلى صعيد آخر، فإن فوز يوفنتوس حمل في طياته خبراً ساراً حينما نجح البرتغالي كريستيانو رونالدو بتسجيل هدفه الرابع هذا الموسم بقميص «السيدة العجوز»، وذلك في توقيت مثالي للغاية بالنظر لمعاناة اللاعب من أخبار سلبية قادمة من خارج الملعب هذه الأيام، لكنه أثبت أنه قادر على الحفاظ على تركيزه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©