القدس المحتلة-وكالات الأنباء: اعطت الحكومة الامنية الاسرائيلية قواتها الضوء الاخضر لتوسيع الهجوم البري في جنوب لبنان لكن من دون تحديد اي عمق لتوغلها حيث تباينت التقديرات العسكرية بهذا الشأن بين 6 الى 7 كيلومترات او 20 كيلومترا الى حدود شمال نهر الليطاني· وكرر رئيس الوزراء ايهود اولمرت التأكيد على ان اسرائيل لن تقبل بوقف لاطلاق النار في نزاعها مع ''حزب الله'' قبل ان تتغير جذريا على الارض الظروف التي ادت الى الحرب مؤكدا ان الهجوم الحالي اضعف تهديد حزب الله، لكنه اشار في الوقت نفسه الى انه يرى بداية عملية سياسية ستؤدي في النهاية الى وقف اطلاق النار لكن ليس خلال ايام قليلة وانما في اطار ظروف مختلفة تماما عن ذي قبل بحيث لا يمكن لمقاتلي الحزب ان يهددوا اسرائيل ثانية· معتبرا ان العملية العسكرية غيرت وجه الشرق الاوسط، وقال ''اذا ما انتهت المعركة اليوم يمكننا ان نقول ان وجه الشرق الاوسط قد تغير تماما مع النجاح الكامل للجيش الاسرائيلي وللشعب الاسرائيلي''· وكانت الحكومة الامنية المصغرة برئاسة اولمرت اعطت رسميا الضوء الاخضر لتوسيع العملية البرية في لبنان بدون ان تحدد حتى اي خط· وقال مسؤول كبير ان الحكومة وافقت على عمليات تهدف الى السيطرة على المنطقة الممتدة حتى نهر الليطاني لكن بدون احتلال دائم للارض وانما تنظيف هذا القطاع من اي وجود للحزب، ورفضت اقتراحا قدمته هيئة الاركان ينص على شن هجوم بري غير محدود زمنيا وجغرافيا·
وقال مسؤول امني كبير ان الضوء الاخضر لا يعني ان الجيش تلقى تعليمات بالمضي الى نهر الليطاني بل فقط عليه تنظيف اقصى قدر ممكن من الاراضي قبل اعلان وقف اطلاق نار بدون تجاوز الليطاني، مشيرا الى ان اسرائيل تتوقع ان تضطر تحت الضغوط الدولية الى اعلان وقف اطلاق نار في غضون اسبوع· ورأى رئيس اركان قيادة المنطقة الشمالية الجنرال الون فريدمان من جانبه ان العملية البرية قد تستغرق بضعة ايام الى بضعة اسابيع بحسب الاهداف المحددة لها· فيما اشار وزير البنية التحتية بنيامين بن اليعازر الى انها ستستغرق بين 10 ايام الى اسبوعين تمهيدا لنشر القوة الدولية المتعددة· وقال ضابط آخر ان المعركة ستحتاج ما بين اسبوعين الى 6 اسابيع·
ووفق تقديرات عسكرية فان اسرائيل استدعت ثلاث فرق من الاحتياط لدعم كتيبتي ناحال وجولاني قبل تحركها نحو توسيع نطاق الهجوم، موضحة ان ما بين 15 الى 20 الف جندي يمكن ان يشاركوا في العملية البرية الموسعة· وقال مصدر سياسي ان التوغل سيتراوح عمقه بين 6 الى 7 كيلومترات من دون الوصول الى الليطاني فيما اشار مصدر آخر الى ان التوغل قد يتعمق الى 20 كيلومترا·
واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس من جانبه ان هدف العملية التي تشنها القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان هو التمهيد لنشر قوة دولية، وقال في كلمة القاها امام جنود في شمال اسرائيل ان هدف اسرائيل في جنوب لبنان يكمن في ايجاد ظروف على الارض تمكن قوة دولية مفوضة بصلاحيات فاعلة من التحرك وبالتالي لن يكون في وسع حزب الله التنقل بحرية في جنوب لبنان واستغلال سكانه وتهديد عمق اسرائيل والقيام بما يحلو له في هذه المنطقة وادخال عناصر من الحرس الثوري الايراني اليها· واضاف ''ان الايام المقبلة ستكون حاسمة وستحدد ما اذا كان تنظيم ارهابي سيجرؤ بعد الآن على تهديد عمق اسرائيل''·
وقال مساعد رئيس الاركان الجنرال موشي كابينسكي الذي رافق بيريتس في جولته ''من المؤكد ان الهجوم ينبغي ان يتواصل لاضعاف حزب الله من اجل استئصال هذا الورم الخبيث من جنوب لبنان وابعاد الخطر الذي يشكله على السكان الاسرائيليين''·
عدد اليوم
