عدد اليوم
شروق عوض (دبي)
تسعى وزارة التغير المناخي والبيئة إلى تثبيت 14 من أصل 24 نوعاً من المرجان المستزرع، وتطوير مقاومة الأنواع المستهدفة من المرجان لارتفاع درجات الحرارة والملوحة والحموضة، وانخفاض مستوى الأكسجين الذائب، وذلك بهدف تثبيت إكثارها في مياه الدولة، وتحديداً في تلك المناطق التي تعاني ندرة وجود المرجان فيها، والتأثير إيجاباً في رفع مخزونه وتنوعه.
وأوضح أحمد الزعابي، مدير إدارة أبحاث البيئة البحرية بالإنابة في الوزارة في تصريح لـ «الاتحاد»: أنه يتم تطبيق أحدث التقنيات في هذه الدراسات بهدف تثبيت معدلات نمو عالية ونفوق أقل لـ 10 أنواع أخريات من إجمالي المرجان المستزرع، وضمن مبادرة «تأهيل الموائل الطبيعية المتضررة» وزيادة التنوع البيولوجي المنبثقة عن برنامج استزراع الشعاب المرجانية في مياه الدولة، والتي تهدف إلى تعزيز تنوع المرجان وضمان استدامته، والمحافظة عليه من التهديدات، حيث تلعب الشعاب المرجانية في الدولة دوراً ايكولوجياً واقتصادياً وسياحياً وثقافياً كبيراً، إلا أنها تتعرض في ذات الوقت لتدهور سريع، نتيجة التغيرات المناخية وما يصاحبها من عوامل بيئية مختلفة، مثل ارتفاع درجات الحرارة.
وقال الزعابي: إن الشعاب المرجانية تعد الأكثر تنوعاً بين النظم الإيكولوجية والأكثر إنتاجاً على الأرض، كما تعتبر سداً طبيعياً للشواطئ، حيث تعمل كمصدات طبيعية لحماية السواحل من قوى التعرية، وتوفر موئلاً للعديد من الكائنات البحرية، مثل الصدفيات والقشريات والطحالب والأسماك والكائنات البحرية الأخرى، حيث يؤدي موت أو تدمير الشعاب المرجانية لاختفاء أو قلة الأسماك التي تعيش في تلك المواطن، مشيراً إلى توزع الشعاب المرجانية على طول سواحل دولة الإمارات، حيث تبيّن من خلال المسوحات وجود العديد من المناطق البحرية التي تحتوي على حيود للشعاب المرجانية منها 24 موقعاً رئيساً، 10 منها في إمارة أبوظبي.
وأشار إلى أن جهود الوزارة في الحفاظ على الشعاب المرجانية تجسدت مطلع العام الجاري بالعمل على استزراع 24 نوعاً من الشعاب المرجانية، وذلك باستخدام أحدث التقنيات المتطورة، وتم التركيز على عملية تثبيت استزراع 10 أنواع من الشعاب المرجانية، نظراً لكونها تعد من الأنواع الجيدة والمستوطنة في مياه الدولة، كما تساهم بشكل رئيس في تشكيل هيكل الشعاب المرجانية في المياه البحرية، إضافة إلى ارتفاع معدل نموها وقلة نفوقها، لافتاً إلى أهم أنواع المرجان المستزرع منها «أكروبورا داوننجي» و«بوسلوبورا»، و«بوفونا» و«ستايلوفورا» وغيرها.
وشدد الزعابي على تطبيق الوزارة للتقنيات الحديثة والأولى من نوعها في المنطقة العربية، منها تقنية التقطيع الحديث (Microfragmentation) التي تعتمد على استخدام جهاز لقطع الهيكل العظمي المرجاني السميك بدقة عالية جدا، إلى قطع يبلغ طولها/ عرضها أقل من 1 سم، كما تكمن أبرز مميزات هذه التقنية في عملها على نمو المرجان بشكل أسرع 25 مرة من النمو الطبيعي، بحيث يكفي برعم واحد لنمو المرجان وإعادته إلى البيئة البحرية.
