الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العنف في كينيا يضرب صناعتي السياحة والزهور

العنف في كينيا يضرب صناعتي السياحة والزهور
11 فبراير 2008 23:45
يبدو أن موجة العنف والاضطرابات التي ضربت كينيا مؤخراً بسبب النتيجة المتنازع عليها في الانتخابات الرئاسية أثارت الفزع في نفوس مئات الألوف من الزائرين وأقعدت السياحة الكينية على ركبتيها، فلم تعد هناك سيارة لاندروفر واحدة تجوب المسارات المغبرة التي تصل معسكرات السفاري ببعضها البعض بالقرب من قرية كولونج· واختفى أولئك السياح الذين درجوا في السابق على انعاش اقتصاد المنطقة عبر شراء الأساور الشعبية المزينة ومنحوتات الحيوانات والبطاطين المشغولة يدوياً والأمتعة وسائر أنواع التذكارات الأخرى· وتشهد جميع مرافق كينيا السياحية توقفاً كاملاً -خاصة بعد التحذيرات التي أطلقتها الحكومات الغربية بشأن الوضع في الدولة الإفريقية- وبشكل لم يعد مقصوراً على أصحاب الفنادق أو مشغلي رحلات السفاري، بل امتدت إلى جميع المجتمعات التي تربت منذ نعومة أظفارها على صناعة السياحة· وكانت كينيا قد استقبلت أكثر من مليون سائح في العام 2007 معظمهم من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، وقد ساهمت السياحة بمبلغ مليار دولار تقريباً، ما جعلها المصدر الأكبر للعملات الأجنبية في الدولة تليها زراعة الزهور ثم الشاي· ويقول جاك جريفث رئيس مجلس الإدارة الأسبق لشركة ''جيم واتشرز سافاريز'' الحكومية السياحية في الدولة ''لقد تدهورت صورتنا في الخارج وبعد أن تدمرت صناعة السياحة أصبحنا بانتظار انهيار أعمالنا التجارية''· وأضاف ''كيف سيتسني لنا دفع التكاليف والنفقات عندما لا نحصل على الدخل؟''، وكذلك فإن الرحلات الجوية التي كانت تحط في مطار ممباسا الكيني، وكان عددها يصل إلى 26 رحلة أسبوعياً قد جرى تخفيضها إلى رحلتين فقط· بل إن عشرات الفنادق ومخيمات السفاري المشرفة على البحر أجبرت على إغلاق أبوابها، كما أن البقية الباقية تعمل بمعدلات أشغال تقل عن الثلث، وتقدر جمعية مشغلي الرحلات الكينية أن الصناعة سوف تخسر ايرادات تبلغ 20 مليار شلن كيني (250 مليون دولار) في الفترة ما بين شهري يناير ومارس· وفي الوقت الذي لم يطل فيه العنف منطقة ماساي مارا الا أن مخيم مارا انتربيدز السياحي في المنطقة والذي يحتوي على 60 سريراً ظل طيلة العقود الماضية يشهد معدل إشغال لا يقل عن 90 في المئة في شهر يناير، إلا أن معدل الإشغال أصبح أقل من 20 في المئة لأول مرة في الشهر الماضي· وتمضي تقديرات الصناعة مشيرةً إلى أن 120 ألف وظيفة من اجمالي الوظائف البالغة 500 ألف وظيفة متعلقة بقطاع السياحة سوف يتم فقدانها بحلول شهر مارس المقبل· ولعل الأمر لم يقتصر على قطاع السياحة وحده، إذ أن العنف قد اجتاح أيضاً المناطق الرئيسية لإنتاج الزهور في البلاد بعد أن أدت إلى هروب العمال وبقائهم في منازلهم قبل فترة ذروة المبيعات في 14 فبراير الذي يوافق يوم فالنتاين أو عيد العشاق· علماً بأن كينيا تعتبر المصدر الأول للزهور والورود المقطوعة إلى أوروبا حيث توفر أكثر من 25 في المئة من البتلات والسويقات التي تباع هناك· وامتدت الاضطرابات العرقية وأعمال العنف التي اشتعلت بين أنصار الرئيس مواي كيباكي والمجموعات التي تساند زعيم المعارضة ريلا أودينجا لتشمل نيفاشا المدينة التي تقع في وسط منطقة الانتاج الرئيسية وعلى بعد ساعة تقريباً إلى الشمال من العاصمة نيروبي· وكما يقول مارتين أولي كامواردو مدير المبيعات في شركة شاه للوكالات المنتجة للزهور ''لقد عصفت هذه الاضطرابات بالصناعة بعد أن استعصم الأشخاص الذين يعملون في المزارع بالمدن''· ويشير أحد المزارعين -رفض الكشف عن هويته- إلى أن المشترين في وراء البحار سوف يشرعون في شراء الزهور من أماكن أخرى في العالم قبل يوم فالنتاين إذا ما استمرت أعمال العنف في نيفاشا، ومضى يقول: ''وفي حال عدم تمكننا من شحن الزهور ابتداء من هذا الأسبوع فإن من المؤكد أن الشركات المشترية سوف تتجه إلى مناطق أخرى''· بيد أن شركة شاه للوكالات التي تصدر متوسطاً بحوالي 450 مليون شتلة في كل عام ذكرت من جانبها أن انتاجها لم يتأثر بصورة بالغة السوء، لأن 70 في المئة من عمالها يعيشون في منازل داخل المزارع نفسها، إذ يقول هيمانت تالائي كبير المفتشين الماليين في الشركة ''نشهد الآن انتاجاً بأحجام كبيرة ولكننا مازلنا نحاول التكيف مع الطرق المغلقة في الدولة''· عن الفاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©