عدد اليوم
عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء)
قمعت ميليشيات الحوثي الإرهابية، أمس، محاولات احتجاجية في العاصمة اليمنية صنعاء للتنديد بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد. واختطفت الميليشيات 65 طالباً وطالبة من جامعة صنعاء، وذلك خلال تجمعهم للخروج في مسيرة «ثورة الجياع».
وقال طلاب بجامعة صنعاء وشهود عيان لـ «الاتحاد» إن ميليشيات الحوثي أغلقت الجامعة ومنعت دخول الطلاب بعدما نشرت المئات من عناصرها المدججة بأسلحة الكلاشنكوف عند مداخل الحرم الجامعي وفي محيطه، مشيرين إلى أن الميليشيا نظمت استعراضاً عسكرياً لعناصرها قبالة المدخل الرئيسي للجامعة في محاولة منها لترهيب الطلاب ومنعهم من المشاركة في أي تظاهرة احتجاجية.
وذكروا أن المسلحين الحوثيين داهموا عدداً من الكليات داخل جامعة صنعاء وقاموا بإخراج الطلاب بقوة السلاح، مضيفين أن مسلحين حوثيين مدعومين بعناصر نسائية أمنية «الزينبيات»، اعتدوا على تجمع طلابي قبالة كلية التجارة والاقتصاد واختطفوا عدداً من الطلاب والطالبات واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
وقال ناشطون يمنيون ووسائل إعلام محلية، إن ميليشيات الحوثي اختطفوا من جامعة صنعاء أكثر من 65 طالباً بينهم مالا يقل عن 30 طالبة تعرضت بعضهن للضرب والاعتداء بالهراوات. وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر نساء مختطفات في إحدى الحافلات التابعة لميليشيات الحوثي. وأكدت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، اختطاف أكثر من 50 طالباً وطالبة من جامعة صنعاء من قبل ميليشيا الحوثي التي قامت بالاعتداء على الطلاب بالضرب بالهراوات وأجهزة الصعق الكهربائي، ومصادرة هواتفهم ومتعلقاتهم الشخصية. وقالت الطالبة جوري محمد، التي تدرس بجامعة صنعاء، إنها أصيبت برضوض جراء تعرضها لاعتداء من قبل حوثيات مسلحات بهراوات وعصي كهربائية، مؤكدة أن «الزينبيات» اعتقلن أكثر من 30 من زميلاتها بينهن شقيقتها وصديقتها المقربة رحاب الاغبري. ونشرت مواقع إخبارية يمنية أسماء عشر طالبات بجامعة صنعاء، بينهن رحاب الأغبري، اعتقلهن الحوثيون واقتادوهن إلى مركز للشرطة «قسم الجديري» وسط العاصمة صنعاء، فيما أفادت مصادر محلية باختطاف الميليشيات عدداً من النساء بالقرب من ميدان التحرير حيث احتشد المئات من المسلحين الحوثيين منذ الصباح الباكر وسط الميدان وتمركز عشرات آخرون عند المداخل والمخارج الرئيسية والفرعية. كما نشرت ميليشيات الحوثي مسلحيها في الشوارع والأحياء القريبة من ميدان التحرير، وعلى امتداد شارع «العدل» الذي يربط بين الميدان وجامعة صنعاء ويبلغ طوله ثلاثة كيلومترات. وسير الحوثيون دوريات عسكرية وأمنية في مختلف شوارع صنعاء، وكثفوا انتشارهم عند مداخل العاصمة واستحدثوا حواجز أمنية لتفتيش المواطنين والمركبات. وأشارت مصادر محلية في صنعاء إلى أن الميليشيات شنت حملة تفتيش على فنادق واستراحات العاصمة، واعتقلت العديد من الشباب الذين لا يملكون هويات شخصية.وتتخوف ميليشيات الحوثي من ثورة الجياع التي دعا لها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجاً على ما وصلت إليه البلاد من انهيار للعملة وارتفاع جنوني للأسعار. وتوعدت الميليشيات، أمس، باعتقال من أسموهم بـ«مثيري الفوضى».وحمّل وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر، ميليشيات الحوثي الإيرانية مسؤولية سلامة النساء اللواتي اعتقلن خلال المظاهرة. وقال عسكر في تدوينة على حسابه بموقع «تويتر» إن «جماعة الحوثي، مستمرة في غِيّها، نُحمّلها المسؤولية الكاملة لسلامة النساء اللاتي تم اعتقالهن السبت في جامعة صنعاء، من أي اعتداء أو عنف».بدورها، استنكرت رابطة أمهات المختطفين، غير الحكومية والمعنية بالدفاع عن حقوق المعتقلين في اليمن، بأشد العبارات اختطاف ميليشيا الحوثي الانقلابية نساء وطالبات في صنعاء خلال احتجاجهن على تدهور الأوضاع المعيشية. وذكرت الرابطة في بيان أن «مثل هذه الجرائم تعتبر جديدة وخارجة عن عادات وتقاليد وقيم المجتمع اليمني المحافظ الذي يعلي مكانة المرأة، ويجرم الاعتداء عليها أو المساس بها، فكيف باختطافها وإدخالها أقسام الشرطة والسجون دون اعتبار لأي قيم مجتمعية أو أخلاقية أو إنسانية».
وقال سياسيون يمنيون، إن الانتشار الحوثي الضخم في شوارع صنعاء، وحالة الرعب التي انتابت الميليشيا، والاعتقالات التي طالت المواطنين والطلاب، مؤشرات واضحة بأن ميليشيات الحوثي الانقلابية «هشة للغاية، وتتخوف من أي تحرك شعبي»، مؤكدين أن سقوط الميليشيات الحوثية بات وشيكاً.
