الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجبالي:الفنون الإسلامية عظيمة الثراء والعطاء

الجبالي:الفنون الإسلامية عظيمة الثراء والعطاء
13 يوليو 2015 18:55
مجدي عثمان (القاهرة) يعد الخط العربي أحد الملامح الأساسية في التجربة الإبداعية للفنان التشكيلي حسين الجبالي، وقد وضح ذلك في أعماله عقب تخرجه في كلية الفنون الجميلة مضافاً إلى جانب التكعيب الهندسي، وخاصة الخط الكوفي، حيث كان يريد أن يأتي العمل الفني في تلخيص شديد لا يخرج عن خطين. وكان لمسجد «الإمبابي» تأثيره الخاص على الجبالي، حيث احتفال حي إمبابة بمولد سيدي الإمبابي، الذي يقام على مدار أسبوع كل عام. وقد اعتاد الجبالي وأخوه الأكبر في ذلك الوقت رسم وجوه الزائرين من أبناء الريف أو القرى ويعرضانها في مقابل أجر بسيط، ثم بدأ مرحلة جديدة كطالب في كلية الفنون الجميلة ينتقل مع زملائه برفقة أستاذهم، إلى الأماكن الأثرية والمناظر الطبيعية يتطلع إلى أبواب الجوامع الكبيرة المشغولة بالزخارف الإسلامية من أجل استلهام واجتذاب مفردات الجمال بها لتكون مادة دافعة على الإبداع الفني. الفنان الحق وأكد أن الفنان لابد أن يستوعب الماضي، فالحاضر ملك له، أما المستقبل فهو من عند الله وبيده، وأن الفنان الحق يرسم صورة مضبوطة عن مستقبله، ولابد أن تكون له جذور عميقة في حياته، ويعتبر هذه الجذور متمثلة في البيئة الشعبية التي تربى فيها، حيث كانت طفولته بين الأحياء الشعبية والموالد وبين الخط الذي يكتب على ملابس وأعلام مشايخ الطرق الصوفية والحوائط الإسلامية ومآذن المساجد في مصر الفاطمية‏.‏ وقال الجبالي: الخط أحد العناصر الرئيسية في التراث الإسلامي، وبحكم كوني دارساً للخط العربي، أعرف خبايا وأبعاد الخط جيداً، إضافة إلى أنه يعطيني أبعاداً وقيماً جمالية. أسلوب قومي وعن مدلول استخدام الخط في أعماله الفنية قال الجبالي: الخط يشكل جزءاً من وجدان هذا الشعب منذ الحضارة الفرعونية مرورا بالحضارة القبطية والحضارة الإسلامية، لهذا فإن استلهامي حروفه المكتوبة في أعمالي ما هو إلا محاولة لإيجاد شكل جديد لأسلوب قومي الطابع ومتميز نابع من بيئتنا ومتوارثاتنا، مستعملاً في تنفيذه أحدث الأساليب. يذكر أن رحلة الجبالي مع الخط كانت لها بدايتان، الأولى عاطفية بحكم النشأة والبيئة، فمنذ الطفولة وهو عاشق للخط المرسوم والمنقوش على العمائر الإسلامية، وظل هذا العشق ينمو في داخله حتى كان التحاقه بكلية الفنون الجميلة، حيث الدراسة الأكاديمية البحتة، فكانت محاولة تسجيل ما يقع تحت بصره من خطوط على العمائر الإسلامية أثناء مادة المناظر الخلوية، ونتيجة لعشقه الشديد الخط العربي وجد نفسه مدفوعاً للالتحاق بمدرسة تحسين الخطوط المصرية مدة أربع سنوات «1955 - 1958» للدراسة والإجادة، ولكن كانت البداية الحقيقية لاستخدام الخط العربي كعنصر من مكونات أعماله الفنية في العام 1965، وكان أسلوبه في ذلك الوقت ينحو تجاه التكعيبية الهندسية، فظهر الخط العربي في مجموعة أعمال مستوحاة من السد العالي كجزء من مسطح جسم السد منفذ بالخط الكوفي البسيط، كعلاقة جمالية تخدم السطح المعماري للبناء، ثم كانت البعثة الدراسية لإيطاليا «1965 - 1967» فصاحبه الخط في رحلة ليظهر في بعض مسطحات أعماله الفنية بمضمون يحمل معنى الشوق والحنين إلى الوطن، ولكن بخط غير مقروء بوضوح، فظهر كأشكال متداخلة بشكل تجريدي. المدينة الجميلة وعن دراسته بـ «أربينو» في إيطاليا كأحد المؤثرات المباشرة في علاقته بالخط أوضح: عندما ذهبت إلى أربينو أول مرة فوجئت بأنوار تشع من فوق جبل ولم أعرف وقتها أن هذه هي المدينة التي سأدرس فيها، وكانت وسيلة المواصلات الأتوبيس، ولم يكن هناك قطار سكك حديدية يستطيع الصعود إلى فوق قمة الجبل إلى أربينو فكنت دائماً أرى أمامي الخط اللين والسهل في رحلة صعوده إلى تلك المدينة الجميلة، ومن فوق قمة هذا الجبل وضعت يدي على الهندسيات، فكان لهذا كله تأثيره الواضح في مسار الخط لدي كفنان، وجاءت الترجمة بأعمال فنية، فكان إحساسي بالوطن «مصر» يترجم إلى كلمات على هيئة خطوط لينة أقول فيها كل كلمات الحنين وكنت لا أريد أن اقرأ تلك الكلمات فجعلت منها فقط لغة الحوار بين ما يدور في عقلي وما يترجم على الورق في أشكال هندسيات بداخلها خطوط لينة تتحاور وتتجاور تارة، وتتنافر تارة أخرى، لتقص لنا كلمة السر في هذا العمل الفني الذي يحوي داخله حنيناً للوطن وللتراث وللجذور. جماليات الحرف في عام 1969 بدأت تجاربه في بحث قيمة الخط جمالياً بعيداً عن أي مضمون للمعنى اللغوي، بداية من جماليات الحرف المفرد، ثم علاقته بغيره من الحروف الأخرى، وكان الخط في ذلك الوقت واضحاً ومقروءاً، ولكن فيما بعد تداخلت الخطوط وأصبح الهدف محاولة إظهار مكنون جماليات الخط. وحول تنفيذ أفكاره عبر السجاد، قال إنه يعتبر السجاد الذي يقدمه نوعاً من إحياء الفنون الإسلامية، ويأتي في إطار استكمال تجربته الفنية، حيث يعتبر نفسه فنانا إسلامياً معاصراً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©