الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المشاركون: أعمالنا تعبر عن البيئة والحياة الاجتماعية الإماراتية

المشاركون: أعمالنا تعبر عن البيئة والحياة الاجتماعية الإماراتية
17 يوليو 2011 23:07
جهاد هديب (الشارقة) - في معرض “التواصل - الموسم الثاني” الذي افتتح في صالة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية مؤخراً ويستمر حتى نهاية الأسبوع، طُلب من كل فنان أن يكتب انطباعاً عن أعماله التي يشارك فيها بالمعرض، حيث يتناول ما قام به من إنتاج لأعماله بمجملها خلال ورشة “مشروع التواصل” التي تمخض عنها المعرض. “الاتحاد” رصدت ماكتبه بعض الفنانين عن أعمالهم كما التقت بعضهم ممن لم يدونوا انطباعاتهم فكانت الحصيلة التالية: تقول الفنانة ابتسام عبد العزيز “لقد ارتبطت هذه الأعمال بسيرتي الذاتية، فهي في حد ذاتها تمثل البيئة والمجتمع اللذين أعيش فيهما، وأقوم برحلات عبرهما، فكانت الرحلة لهذه المرة سيراً على الأقدام. ومن خلال تلك الرحلات التي قمت بها بدأت عمليات الاستكشاف والبحث عن المجهول، فأنا أبحث خلالها عن شيء لا أعرفه، عن أي شيء غير ذي قيمة، مما أصادفه في طريقي، من مواد مستهلكة، فأخذت أقوم بجمع المواد البلاستيكية، والخشبية وأيضاً المعادن”. وتضيف “إن رحلة البحث عن الأشياء بمثابة رحلة تسجيلية لسيرة ذاتية، فالمواد التي تعَدُّ شبه قديمة وبالية تتميز بجمالية خاصة بها، والفنان فقط يستطيع أن يرى هذا المحتوى، إذ أنها تخلق حواراً بينها وبين الفنان، وتتحدث إليه وحده عن الحياة والمجتمع الاستهلاكي الذي نعيش فيه، فهي تشبهنا نحن البشر. لذلك فهذا العمل التسجيلي ما هو إلا تجميع لتلك الأشياء ومحاولة لإعطائها حياة جديدة”. أشكال بسيطة وتنقل الفنانة هدى سعيد سيف المتلقي إلى مزاج آخر مختلفاً تماماً إذ تشير إلى أن عملها “يمثل الألوان والأشكال البسيطة التي اعتادت القبائل التي تعيش بين الجبال على استخدامها، حيث تكون الإضاءة ضعيفة فتمكِّن هذه الألوان الصارخة الشخص من تمييز العناصر الموجودة حوله، مثل الباب والأواني والأكواب، وذلك بغرض فتح الباب أو تناول الطعام”. وتضيف “حتى الأشخاص الذين يرتدون ملابس بتلك النقوش والألوان يمكن تمييزهم، ويعتقد البعض منهم أن هذه الألوان تجلب السرور والسعادة أو تطرد الأرواح الشريرة. غير أن عنوان الأعمال الإجمالي “ليل ونهار” يعبِّر عن اسم قماش له لمعان عاكس لألوان أخرى عديدة، فيأتي هذا اللون بكل الألوان الأخرى إلى حد أن القطعة الواحدة تكون محمّلة بمختلف ألوان الطيف أحياناً”. ومن جهته يصف الفنان ناصر نصر الله في سياق حديثه عن مجمل الأعمال التي في المعرض بأنها “تجربة جديدة تم تنفيذها من خلال ورشة التواصل الثانية، حيث تضم التجربة رسم بورتريه لشخصيات مختلفة عن طريق الأسلوب نفسه الذي رسم من خلاله تجربة سوق الخضراوات التي تم تنفيذها أيضاً في الورشة”. أي أن الفنان نصر الله لم يكن يقتصر في عمله في الرسم على اختبار قدراته على خلق مشاعر وأحاسيس يمكن انتقالها إلى المتلقي فقط بل أيضاً على الخبرة الشخصية ومقدرة الذاكرة وقد احتفظت ببعض التعابير على وجوه لأناس عاديين يمرون في الشارع أو آخرين عرفهم ويعرفهم. مساحة للتجريب وإلى الفنان راشد الملا، الذي لم تكن الخامة بالنسبة إليه كما بدت في أعماله، مجرد إعادة تدوير فقط بل مساحة للتجريب أيضاً، فيقول “في الآونة الأخيرة، ازداد اهتمامي بإعادة تدوير المخلفات وتحويلها الى أعمال فنية أو استخدامها كخامة للعمل الفني. وهنا في أعمالي هذه قمت باستخدام الورق المقوى (الكرتون) كخامة بدلاً من القماش واعتمدت على أن لا أغيّر من اللون الاصلي للورق المقوى أو ادخال أي تغيرات على المكونات الفيزيائية للكرتون”. غير أن ما يمكن قوله هنا أيضاً هو أن الفنان راشد الملا قد قام باستغلال البنية التركيبية للكرتون لإحداث بعض الملامس التي تتسم بالخشونة على السطح التصويري، ما يعني أن الملمس لم يبق على الحال ذاتها كما هي عليه بل ما أحدثه فيها الفنان قد خلق في العمل إيقاعاً في الملمس أو ما هو أقرب إلى ذلك. تواصل وأخيراً إلى الفنان علي العبدان الذي أوضح بدءاً أن الهدف من الورشة هو تحقيق نوع من التواصل بين الفنان الإماراتي وأنشطة الجمعية، و”في ما يتصل بالفئة التي ننتمي لها نحن المشاركون في هذا المعرض أي فئة الانتاج، مثلت الورشة دافعاً للمشاركة خاصة أنها انتهت بهذا المعرض في سياق حركة من التواصل مع الجمهور فنياً الأمر الذي نتوخى أن ينعكس بدوره على المؤسسات المعنية لجهة البيع والشراء، على صعيد دعم المنتَج الفني المحلي”. وقال “لقد أنتجت أعمالاً تنتمي إلى التراث المحلي إنما بصيغة مغايرة، حاولت أن أرسم ما يجري في المقهى الشعبي في اللوحة وقد نفّذتها بالزيت لأن الألوان الزيتية تعطي ملمساً مختلفاً، وكذلك لوحة “الأرمل” فلم أسع إلى إظهار الحزن في العمل بل وضعت ذلك في إطار عدد من الرموز المحلية التي تمنح العمل معنى إضافياً آخر تعزز من القيمة الفنية للعمل ومن فكرته في الوقت نفسه”. ويختم بالقول “أيضاً وبالنسبة للأعمال الأخرى فقد حاولت التقاط العديد من الأفكار وإعادة إنتاجها فنياً بما يلامس ما هو سائد اجتماعياً حول القضايا بعينها مثل الفتاة “التي فاتها قطار الزواج” وكذلك الأشياء التي باتت الآن من ذكريات الأمس بالنسبة لأجيال عاصرتها وخاصة في الطفولة لكنها الآن انتهت”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©