بيروت - ''الاتحاد''- باريس - وكالات الأنباء: جددت فرنسا أمس موقفها الداعي إلى وقف فوري إلى اطلاق النار، وطالبت ان تحظى القوة الدولية بموافقة كافة اطراف النزاع· وفي تعبير عن الفجوة بين باريس وواشنطن أكدت فرنسا امس عن تقديرها لدور إيران في الاستقرار في الشرق الأوسط·
وأشار وزير خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي في بيروت إلى ان تحقيق تقدم في المساعي نحو ايجاد حل في لبنان، وذلك عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة· أن باريس متمسكة بان تحظى القوة الدولية المزمع إرسالها إلى الجنوب اللبناني بموافقة اطراف النزاع في لبنان قبل إرسالها· واضاف خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ أن مهمة هذه القوة ستكون مساعدة كل الاطراف على تطبيق الاتفاق السياسي التى تكون قد توصلت إليه· وقال في انتقاد للولايات المتحدة - دون ان يسميها- إنه لو تم الاصغاء لفرنسا خلال مؤتمر روما لما حصل ما حصل في قانا·
وأكد أن الاولوية الآن هي لوقف اطلاق النار ورفع الحصار ودعوة النازحين إلى قراهم· وقال بلازي إن موقف باريس ثابت وهو يطالب بوقف فوري وشامل لاطلاق النار، ويجب وضع حد لصوت السلاح، ويطالب كل الاطراف باظهار مسؤولية وشجاعة لوقف القتال·
واضاف الوزير الفرنسي أن مجلس الامن يطالب بوقف للنار وفرنسا كانت تفضل نصاً اقوى يطالب بوقف فوري للنار، وتدعو كل الاطراف الى الاصغاء لنداء مجلس الامن ووقف القتال، ولا بد ان يتوصل مجلس الامن الى حل وايجاد حل متوازن ودائم، ومن المفترض ان ينظر المجلس في الاقتراح الفرنسي لهذه الغاية·
وشدد على أن الموقف العسكري يواجه طريقاً مسدوداً وان الحل السياسي هو ما يتطلبه الموقف، وقال إننا نرى بوضوح أن إسرائيل لن تصل إلى أهدافها لحل عسكري بحت·
واوضح ان فرنسا تدعو الى حل مشكلة مزارع شبعا ووضعها تحت سيادة الامم المتحدة وايفاد قوات دولية الى المنطقة بموافقة الطرفين· ونوه بلازي بالوحدة الوطنية اللبنانية، وحيا موقف الحكومة وخطتها المكونة من سبع نقاط، وهي تتوافق مع موقف باريس، حيث ان المواقف السياسية تفترض مفاوضات سريعة وعلى كل طرف ان يعبر عن مسؤوليته وان يختار مسار السلام وهذه هي الرسالة الفرنسية التي حملتها الى لبنان·
وقال بلازي إن في المنطقة هناك دولة كبيرة مثل ايران تحظى بالاحترام وتلعب دورا مهما في اقرار الاستقرار في المنطقة واضاف ان باريس تعتقد اليوم اكثر من اي وقت مضى ان الايرانيين هم لاعب محترم ومهم· وأكد على اهمية الابقاء على اتصالات بطهران في اطار الجهود الهادفة لحل الأزمة في لبنان·
وأعلن وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ ان الحكومة اللبنانية تجدد التأكيد على موقفها في الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار وهي لن تدخل في اية مناقشات قبل وقف النار الشامل وهذا موقف ثابت لن تحيد عنه لانه متعلق بحياة وكرامة المواطنين الذين يقتلون يومياً·وحث صلوخ الرئاسة الفرنسية لمجلس الامن للشهر الحالي على اصدار موقف يدين اسرائيل ويطالب بتحقيق دولي في مجزرة قانا والدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار، خصوصاً بعدما استمع العالم الى مندوب اسرائيل في جلسة مجلس الامن امس الاول وهو يضع اللوم على الضحايا لانهم قتلوا وحاول رمي الكرة في الملعب اللبناني·
واكد الوزير صلوخ قبل لقائه بلازي انه من المستحيل ان يخضع لبنان للضغوط والشروط الاسرائيلية ولن يتراجع تحت وقع المجازر عن السقف السياسي الذي حددته الحكومة· وأوضح صلوخ بأن لبنان يصر على وقف فوري لاطلاق النار، والشروع في تبادل الاسرى والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اضافة الى معالجة الوضع الانساني والاغاثي·
واشار وزير الخارجية اللبنانية الى ان المفاوضات التي يفترض ان تستكمل مع وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس اذا زارت لبنان ستنطلق من هذا الاصرار على التمسك بسقف الموقف الحكومي اللبناني· واضاف ان اسرائيل تحاول ان تمارس الضغط الانساني على لبنان عبر ما حصل في قانا وسواها وعبر منع وصول المواد الطبية والغذائية الى المحتاجين·
ويذكر ان مشروع القرار الفرنسي حول لبنان يتضمن وقف الاعمال القتالية ووالافراج عن الجنديين الإسرائيليين وتسوية قضية المعتقلين اللبنانيين في إسرائيل، والتطبيق الكامل لاتفاقات الطائف والقرارين الدولين 1559 و1680 بما يشمل نزع أسلحة كافة الميليشيات في لبنان وبسط سلطة الحكومة اللبنانية على كامل اراضيها وخصصا نشر الجيش اللبناني وعلى طول الخط الازرق· وإقامة منطقة خالية من المسلحين والسلاح بين الخط الازرق ونهر الليطاني· وترسيم الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل وخاصة في المناطق المتنازع عليها ومنها شبعا· وعدم نشر القوات الدولية إلا بعد موافقة لبنان وإسرائيل على إطار سياسي لحل دائم·
عدد اليوم
