الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الجناح الكويتي.. لمسة عراقـــــــــة في «زايد التراثي»

الجناح الكويتي.. لمسة عراقـــــــــة في «زايد التراثي»
30 ديسمبر 2016 21:46
أحمد السعداوي (أبوظبي) يمثل التراث الكويتي جزءاً أصيلاً من الموروث المحلي لمنطقة الخليج العربي، ومن هنا فإن وجود عدد كبير من أبناء الكويت ضمن المشاركين في جناح دولة الكويت بمهرجان الشيخ زايد التراثي 2016، يعد حدثاً مهماً لما يعكسه من عراقة هذا التراث ذي الجذور العربية والإسلامية بكل ما فيها من حرف تقليدية ومشغولات يدوية بديعة أنجزتها سواعد وأيادي الحرفيين المهرة من أبناء الكويت، الذين مثلت إبداعاتهم بؤرة ثقافية وتراثية مميزة ضمن فعاليات المهرجان المقام بمنطقة الوثبة بأبوظبي والذي كانت فعالياته سوف تنتهي في 1 يناير 2017، إلا أنه تم تمديد المهرجان لثلاثة أسابيع إضافية. تقول سناء الخراز، إحدى عضوات الوفد الكويتي في زايد التراثي، إنها المشاركة الأولى لها خارج دولة الكويت، ومن خلال هذا الوجود نعمل على إبراز جانب من الموروث المحلي الكويتي، وهو المتعلق بالملابس النسائية التي عرفتها نساء الكويت من قديم الزمن، ولكنها تحاول إضفاء لمسة عصرية عليها حتى تصبح أكثر ملاءمة للوقت الحالي وتقبل عليها كثير من الفتيات حتى يحافظن على تراثهن ويحمينه من الانقراض، وهو ما نجحت فيه بمعاونة المتخصصات في شغل الملابس النسائية التراثية اللاتي يعاونها في هذا اللون من التراث، الذي نفخر بتوصيله إلى الآخرين في مختلف الفعاليات ومنها مهرجان الشيخ زايد التراثي، باعتباره أكبر الفعاليات المتخصصة في المنطقة. وتؤكد أن أفضل السبل لربط الأجيال الجديدة بملابس الأقدمين، هو إدخال ألوان زاهية وعصرية، مع خامات جديدة، بما يتواءم مع ميولهم ويحبب إليهم هذه الملابس في مواجهة الصيحات العصرية التي تظهر كل يوم وتأتينا من الخارج ولكنها لا تمثلنا ولا تعبر عن قيمنا وموروثنا العربي الإسلامي، لافتة إلى أن اهتمام الأجيال الجديدة بملابسها التراثية والعمل على تطوريها باستمرار قد يدفع بها إلى العالمية، حين تتم المواءمة بين لمستنا الشرقية ومتطلبات النساء في المناطق الأخرى في العالم، منوهة بأنه من أبرز قطع الملابس التي تشتهر بها المرأة الكويتية ما يعرف بـ«الزبون» وهو عبارة عن قميص طويل مثل الجاكت، وتقوم المرأة بلفه، ويكون تحت منه قطعة طويلة مع أكمام طويلة، والزبون يكون مطرزاً بالذهبي والفضي والترتر على شكل ورود. توصيل التراث تقترح الخراز، إقامة منافسة في الدورات القادمة للمهرجان، بين الأركان المختلفة للأجنحة المشتركة لتقرير أي منها الأكثر ارتباطاً بالتراث والأقدر على توصيله إلى الجمهور بأسلوب سهل وجذاب، وهذا قد يعطي قيمة مضاعفة للأعمال المشاركة، ويدفع العارضين إلى بذل أقصى ما لديهم للتعبير عن موروثهم المحلي في هذا الكرنفال العالمي بامتياز، وعمل استعدادات كافية له قبل المهرجان بوقت كافٍ خاصة أن غالبية الأعمال اليدوية المشاركة تأخذ وقتاً طويلاً حتى يتم إنجازها بالشكل المطلوب، مع اختيار أفضل عناصر التراث لعرضها، وليس بالضرورة أن تكون كثيرة العدد بقدر ما تكون كبيرة القيمة ولها خصوصية تعكس هوية الدولة الممثلة لها. من ناحيته، عبر عبدالعزيز الحبيب، المتخصص في الطرق على النحاس والفضة لتزيين «العصي» و«الخيازرين» (جمع خيزرانة باللهجة الكويتية)، عن سعادته بالمساهمة مع زملائه الكويتيين في فعاليات المهرجان للمرة الأولى، بحيث يصبح للكويت حضورها ضمن هذا العرس التراثي العالمي، «لنبرز قدرات الحرفيين الكويتيين على استعادة وإحياء المهن التي عرفها ومارسها أهل الكويت قبل مئات السنين»، وتمنى الحبيب أن يستضيفوا أشقاءهم الإماراتيين على أرض الكويت، حتى يردوا جزءاً من كرم الضيافة المتناهي الذي وجدوه منذ اليوم الأول لوجودهم في أبوظبي قبل انطلاق المهرجان بعدة أيام. الخوص والسدو أما وفاء التركيت، ممثل عن جناح دولة الكويت، فتقول: «إن المشاركة لهذا العام لعرض نماذج من الحرف والموروث الشعبي الكويتي عبر 10 محلات تعكس تراث دولة الكويت ومنها الخوص والسدو والعصا «الخيزران» والبشوت (جمع بشت) والعطور والصناديق المبيتة وتجهيز العرائس والمواليد، والحفر على الخشب، والطرق على النحاس، وصناعة السفن، والهدف من الوجود هو تأكيد أواصر الأخوة والترابط والتبادل الثقافي مع دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء عن طريق الحرفيين والفعاليات الأخرى سواء كانت فنية أم موسيقية، أم بإقامة المعارض، وعن قريب سيكون هناك لقاء قريب في الكويت مع الإخوة الإماراتيين، الذين سبق وأن شاركونا في قرية «صباح الأحمد» للموروث الشعبي، مع عدد من أشقائنا من دول الخليج». الزينة والديكور ويضيف أسامة الجاسم (مصمم ديكور): «من أهم المنتجات، العربات الملكية، البورتريهات، وهي مسألة صعبة جداً أن تقوم بعمل بورتريه لوجه إنسان باستخدام المنشار، حيث يستطيع أن ينجز البورتريه الواحد في زمن لا يتخطى 25 دقيقة»، كما يعمل كتابات بخط الكاريكاتير أو خط الكارتون على الخشب تستخدم لأغراض الزينة والديكور. ولفت الجاسم إلى أنه عضو في فريق «expo 965»، وهو فريق كويتي يضم 100 عضو يضم حرفيين وأصحاب متاحف وهواة جمع المقتنيات الأثرية والتراثية، ويعطي دورات في فن الحفر على الخشب في بعض الجامعات والمعاهد والمدارس نظراً إلى خبرته الكبيرة في هذا المجال التي تخطت ربع قرن. أشادوا بجهود اللجنة العليا المنظمة للمهرجان مشاركون عرب: كرم الضيافة يعزز العلاقات الأخوية أحمد السعداوي (أبوظبي) تشهد الدورة الحالية من مهرجان الشيخ زايد التراثي مشاركة عربية متميزة ضمن الحي العربي بالمهرجان، والتي تعمل على إبراز الموروث الشعبي المتنوع في كل من مصر والسودان والمغرب والجزائر من المنتجات اليدوية والأكلات الشعبية والاستعراضات الفنية الفلكلورية. يضم الجناح المصري معروضات يدوية تجسد التراث المتشعب والحرف اليدوية القديمة التي اشتهرت بها محافظات مصر، مثل المشغولات النحاسية ورسوماتها الفرعونية والسجاد المشغول يدوياً ومن الجلود الطبيعية والأواني الخشبية، كما يعرض ركن المطبخ أكلات شعبية مثل الفول والفلافل والكشري المصري وغيرها. ثمار الغابات والكسكسي ويعرض الجناح الجزائري منتجات الخزف الفني وسلال سعف النخيل والتطريز على الجلود والأعمال النحاسية والنسيج على الزرابي والحلي التقليدي من جميع المناطق الجزائرية، التي تتنوع فيها النقوش والتصاميم والخامات، بالإضافة إلى مطعم يقدم الأكلات الشعبية الجزائرية. كما يعرض الجناح السوداني منتجات ثمار الغابات الموسمية الجافة مثل النبق والبلح ومصنوعات من خشب القرع مثل آنية لتقديم الطعام والحلوى، ومنتجات مصنوعة من جلود زواحف الغابات السودانية، بالإضافة إلى ركن المطبخ الذي يقدم أكلات شعبية سودانية منها العصيدة والشيّة السودانية. أما الجناح المغربي فيعرض منتجات الحرف اليدوية المغربية، مثل الخزف ومواد التجميل المصنوعة من الأرجان والزي النسائي المغربي القديم، والأكسسوارات ولباس العروس والعباءات المغربية المطرزة، بالإضافة إلى منتجات خشبية لآنية الطعام من خشب العرعر والبرتقال، كما يقدم ركن المطبخ أكلات مغربية شهيرة مثل الكسكسي والطاجن والرغيف المغربي وغيرها. كرم الضيافة وأعرب عبد الوهاب عبد الغفور، مشرف الجناح المصري، عن بالغ الشكر والامتنان للجنة المنظمة والقائمين على المهرجان لما يبذلون من جهد في سبيل راحة المشاركين والتكفل بكافة تكاليف السفر والإقامة وشحن المنتجات. كما أكد عبد الله لقراوي، منسق الجناح الجزائري، أن كرم الضيافة الذي قوبل به المشاركون من قبل القائمين على المهرجان يدل على أهمية الرسالة التي يجسدها المهرجان وهي نشر التسامح بين الجميع، لافتاً إلى أن الدعم السخي لكافة العارضين يحفز الجميع على مشاركات أكبر في الدورات المقبلة. من جانبه يوضح أحمد حسن مفرح، مشرف الجناح السوداني، أن ما تبذله اللجنة العليا المنظمة للمهرجان من تقديم كافة سبل الدعم للمشاركين يدل على النظرة المستقبلية والمنزلة العالمية الكبرى للمهرجان التي تضعها اللجنة نصب أعينها وتعمل على تعزيزها بكافة السبل. بدوره، أكد إلياس البداوي المسؤول عن الجناح المغربي أن هذا الكرم والسخاء ليس غريباً على أبناء الإمارات، أبناء زايد الخير يرحمه الله، حيث إن استقطاب ودعم المشاركين بهذه الكيفية يأتي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية بين الإمارات والدول المشاركة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©