"الرويس".. نهضة صناعية حولت رمال الصحراء إلى كثبان خضراء

سيد الحجار (أبوظبي)

أخبار ذات صلة

الإمارات يحصد «نقطة» أمام الوحدة

«كانتين الشاطئ».. أطباق شهية على مائدة «دبي للمأكولات»

في منطقة صحراوية قاحلة تبعد 240 كيلو متراً غرب مدينة أبوظبي، كان المكان.. وقبل نحو 5 عقود من الآن، كان الزمان.. ومن قيادة رشيدة تمتلك نظرة بعيدة المدى، كان القرار.. لتبدأ قصة إنشاء مدينة صناعية متكاملة في مدينة الرويس بمنطقة الظفرة.
بيد أن فصول القصة لم تتوقف فقط عند إنشاء صرح صناعي عملاق يضم العديد من الصناعات المتنوعة، ليتوالى التحدي في تحويل هذه المنطقة الصحراوية القاحلة إلى مدينة متكاملة، تملأها المرافق المكسوة بلون العشب الأخضر، والمراكز التجارية، والمدارس، والمستشفيات، والملاعب الرياضية، والمباني السكنية، والطرق والشوارع الحديثة.
ومن هنا.. فإن الزائر للرويس اليوم يظل منبهراً بهذا التطور الذي تشهده المدينة، من مصانع متنوعة تخطف الأنظار نهاراً، وتتلألأ أضواؤها لتنير سماء المنطقة لعشرات الكيلومترات ليلا، وصولاً إلى مدينة الرويس السكنية، والتي تضم آلاف الفلل والوحدات السكنية المأهولة من موظفي شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، والشركات الأخرى العاملة بالمنطقة.
وتستمر دهشة الزائر برؤية مشاهد، ليست مألوفة في مناطق صناعية، من شباب يركضون في ملاعب خضراء مفتوحة، إلى رجال يمارسون رياضة المشي بين شوارع المدينة الخضراء.. أطفال يلهون بدراجاتهم الهوائية في مناطق مفتوحة.. سيدات يتجولن في أروقة مركز الرويس التجاري وسط المدينة.. عائلات في طريقها للتنزه بحدائق المدينة.. حافلات مدرسية تتسابق لنقل الطلاب إلى مدارسهم.. سيارات تنقل الزوار والضيوف إلى قاعات مؤتمرات ودور ضيافة «أدنوك» بالمدينة.
واليوم، ومع وجود ما يزيد على 60 جنسية تمثل أكثر من 25 ألف نسمة يعيشون في الرويس، تقدم المدينة، التي تعد رافداً مهماً لاقتصاد دولة الإمارات، تجربة استثنائية وحيوية ومتعددة الثقافات لقاطنيها.
ويمكن القول إن إطلاق شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، مؤخراً، الهوية الجديدة لمدينة الرويس في منطقة الظفرة (الرويس ملتقى الفرص)، للكشف عن خطط تطوير المدينة، جاء ليسلط المزيد من الأضواء على هذه المدينة التي تروي قصة نجاح متكاملة، وبما يتواكب مع النمو السكاني المتوقع أن يصل إلى نحو الضعف خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة ليصل إلى أكثر من 50 ألف نسمة، وذلك في أعقاب إعلان «أدنوك» استراتيجية جديدة لاستثمار 165 مليار درهم بهدف النمو والتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات.
ولاستيعاب النمو السكاني، تقوم «أدنوك» حالياً بإنشاء أكثر من 3 آلاف منزل جديد، ليصل بذلك إجمالي عدد منازل المدينة إلى أكثر من 10 آلاف منزل بنهاية العام الحالي.
وتضم قائمة مشاريع المجمعات السكنية في الرويس حالياً أيضاً مستشفى الرويس بمساحة 21 ألف متر مربع، ومبنى الحجر الصحي بمساحة 2936 متراً مربعاً، ومركز الرويس التجاري، والذي يضم 33 متجراً، و5 مطاعم، و7 منافذ لبيع الوجبات السريعة، ومدينة ترفيهية للأطفال، وهايبر ماركت، كما تضم قائمة المشاريع مدرسة الرويس الخاصة قيد التنفيذ، وقاعة المؤتمرات، ودار ضيافة دائمة، ومساكن العزاب، والتي تتألف من 14 مبنى سكنياً تتكون من 490 وحدة بغرفة واحدة، ومركز الترفيه.
كما سيشمل تطوير المدينة عدداً من المشاريع التي تركز على تعزيز أنماط الحياة العصرية والترفيه وسعادة وراحة المجتمع، بما في ذلك مرافق شاطئية جديدة، وحديقة مركزية، وسوق تراثي، وملعب للجولف بـ18 حفرة، وملعب للكريكت، ومسار للجري، وتوسعة شبكة النقل العام، ومجموعة من المراكز المجتمعية، وعدد من المراكز الصحية.
ولتوفير مزيد من التسهيلات التي ترتقي بجودة الحياة في مدينة الرويس، سيتم افتتاح مجموعة من مراكز الخدمات الحكومية المتكاملة، كما تم مؤخراً افتتاح أول مركز «تم» في المدينة، والذي سيتيح للسكان الحصول على مختلف الوثائق الحكومية الرسمية تحت سقف واحد.
واليوم تضم مدينة الرويس 7 مدارس، وكلية تقنية عليا، و3 صيدليات، و3 أسواق رئيسة، و3 وكالات سفر، و4 أندية للياقة البدنية (2 للرجال و2 للسيدات)، وحديقتين، ومركز تسوق رئيساً، ومركز شرطة، ومركزاً للدفاع المدني، ومحكمة، و6 بنوك، و4 مراكز للصرافة، ومستشفى ومجموعة من المراكز التجارية والخدمية الأخرى.
وسيكون لبرنامج أدنوك الرامي إلى استثمار 165 مليار درهم تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المحلي، حيث سيسهم في خلق فرص عمل وتأسيس أعمال جديدة وتمكين الشركات القائمة من النمو والازدهار، وسيسهم ذلك في خلق آلاف فرص العمل لأصحاب المهارات العالية بالتوازي مع استثمار أدنوك في عملياتها في مجال التكرير والبتروكيماويات.
وستحقق المشاريع الجديدة أثراً إيجابياً كبيراً وملموساً على الاقتصاد المحلي في الرويس ومنطقة الظفرة، حيث ستشهد شركات القطاع الخاص والمقاولون حركة نمو ستسهم في دفع عجلة الازدهار الاقتصادي، وسيتم خلق آلاف فرص العمل لأصحاب المهارات العالية، إذ يتوقع أن توفر استراتيجية أدنوك الجديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات أكثر من 15 ألف فرصة عمل بحلول عام 2025.