الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مستشفيات صور شاهد على المأساة

مستشفيات صور شاهد على المأساة
30 يوليو 2006 02:49
صيدا ـ رويترز: همهمت مريم بكلمات غير مفهومة من تحت قناع الاكسجين الذي يساعدها على التنفس وحين رفعته الممرضة نادت على ابنها· وقالت للممرضة ''أين هو، هل يمكنك أن تطلبي منه الحضور، اسمه الشيخ صابر· كان معي هنا·'' فاجابتها الممرضة في مستشفى بميناء صيدا ''سأدعوه في اسرع وقت ممكن ·· لا تقلقي''· ولم تكن الممرضة تدري اين ابن بسمة التي ترقد في سرير المستشفى مصابة بكسر في الظهر وكسر في الفخذين وهي المصابة الوحيدة التي استقبلها المستشفى في ذلك اليوم من قرية حناوية التي قصفتها اسرائيل· وتحدثت بسمة (61 عاما) بصعوبة قائلة ''رفضت مغادرة منزلي، نجوت من الغزو الاسرائيلي في عام 1982 في منزلي، ربنا يهد اسرائيل·'' وقال احمد مروه مدير مستشفى ''جبل أمل'' ان مستشفاه استقبل 361 مصابا مدنيا خلال الحرب 19% منهم من الاطفال و32% من النساء· واضاف وهو يضرب مكتبه بقبضة يده في غضب ''نستقبل عددا أقل من الناس يوميا الآن، لان الطرق خطيرة هناك عشرات من الجثث والمصابين يرقدون في الشوارع في العديد من القرى ولا توجد وسيلة للنقل· '' وقال مروه وهو جالس في مكتبه يفحص قائمة الامدادات الطبية المتناقصة ومن بينها المهدئات والمضادات الحيوية واكياس الدم، وفرنا امدادات لشهر، ولكن استقبلنا عددا اكبر من المصابين مما كنا نتوقع لذا فسنعاني من نقص قريبا'''' وقال مروه وهو يبتسم في مرارة '' ليس لدينا مشكلة غذاء، يتناول المرضى طعامهم بشكل طبيعي والعاملون في المستشفى يأكلون مرة واحدة في اليوم ويمكنهم تناول الشاي والمياه كما يريدون·'' وعجز غيث جمعة احد العاملين في المستشفى عن استخراج جثث زوجته (24 عاما) وابنتيه وجدته من تحت انقاض منزلهم لمدة 11 يوما· واشار مصطفى جرادة الطبيب بمستشفى تابع للدولة في صور إلى نقص خطير في ادوية أمراض مزمنة مثل السكر وضغط الدم وامراض القلب، ودفن المستشفى عشرات من ضحايا الحرب في مقبرة جماعية· وقال وهو ينظر إلى سجلات المستشفى إن قتيلة واحدة وعشرة مصابين من المدنيين من بينهم طفل في الخامسة من عمره وصلوا يوم الجمعة الماضي· بهذا يزيد عدد المصابين الذين استقبلهم مستشفى واحد عن ·600 ونقلت مستشفيات صور الاربعة المصابين بجراح خطيرة للعاصمة بيروت لعجزها عن التعامل مع العدد الكبير من الضحايا· ونفدت امدادات الاكسجين في مستشفى نجم وقال علي نجم ابن صاحب المستشفى ''انها كارثة''· واسدلت الغارات الاسرائيلية ستارا من الصمت المخيف وخلت شوارع المدينة تقريبا إلا من سيارات تنطلق مسرعة إلى بيروت بينما غطت الجدران صور شهداء المقاومة وزعيم حزب الله حسن نصر الله· وعلى الرغم من الغارات الجوية التي ضربت عدة مبان في وسط المدينة لا يزال مئات النازحين يتدفقون على صور يوميا هربا من القتال في القرى الحدودية إلى الشرق· وأول ما يستقبلهم قبل التوجه إلى ملاجئ النازحين فندق استراحة صور حيث يعلن ملصق قديم عن حفل موسيقي للنجمة اللبنانية نانسي عجرم في السابع والعشرين من الشهر الجاري، وقالت فاطمة صالح (37 عاما) ''هربت من القصف في يارون، لا ادرى ما اذا كان والدي حياً او ميتاً،الوضع اشــــبه بالجحيم·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©