تنظيم القاعدة في اليمن يتلقى صفعة موجعة

أكدت مصادر يمنية مطلعة أن تنظيم القاعدة في اليمن تلقى صفعة موجعة بعد الإعلان عن استسلام قائده الميداني محمد عتيق عويض العوفي الحربي ''سعودي الجنسية'' وأحد المطلوبين للجهات الأمنية في اليمن والمملكة لأجهزة الأمن قبل أن يتم تسليمه إلى السعودية في إطار التعاون الأمني بين البلدين· وقالت المصادر المطلعة لـ''الاتحاد'' إن استسلام محمد عتيق عويض العوفي الحربي والمعتقل السابق في جوانتانامو والذي سبق له وأن ظهر في تسجيل على شبكة الإنترنت بوصفه القائد الميداني لتنظيم القاعدة الإرهابي جرى أثناء تواجده في محافظة شبوة إحدى المحافظات الثلاث التي أطلقت عليها السلطات إسم ''مثلث الشر'' إلى جانب محافظتي مأرب والجوف والتي يتحرك فيها عناصر التنظيم· وجاء ذلك نتيجة لتضييق الخناق على هذه العناصر بعد زيارة خاطفة قام بها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى محافظة مأرب والتقى فيها زعماء القبائل وطلب منهم تشديد الخناق على العناصر المسلحة والمنضوية في القاعدة· واعتبرت المصادر أن استسلام الحربي وجه ضربة ''للتنظيم الموحد للقاعدة في المنطقة'' والذي أعلن وجوده مؤخراً بحملة إعلامية مكثفة لنشاطاته وقدراته''· ولفتت إلى أن تزامن ذلك مع إجراءات اتخذها اليمن والسعودية لملاحقة أفراد التنظيم ومحاولة إقناع غير المتورطين منهم بأعمال إرهابية للعودة إلى جادة الصواب، يعد ''مؤشراً على نجاح التنسيق المعلوماتي الأمني بين البلدين في تفكيك القيادة الوليدة للتنظيم· وجاء على لسان اللواء محمد القوسي وكيل وزارة الداخلية اليمنية أن جزءاً كبيراً من أسماء المطلوبين في القائمة السعودية المعلنة، هم أيضاً مطلوبون لليمن، وأن الجهود الأمنية المكثفة من الجانبين اليمني والسعودي ستحقق نتائج كبيرة في القبض على هؤلاء سواء كانوا في اليمن أو خارجه· وزاد وكيل وزارة الداخلية اليمني بقوله: ''مساعينا مع الأخوة في السعودية مساعٍ كبيرة جداً، ونحن نعيش معها في شراكة أمنية فعالة في القضاء على مثل هذه الخلايا الإرهابية''· وكان العوفي قد اختفى بعد سبع سنوات من سجنه في معتقل جوانتانامو وخضع إلى برنامج المناصحة ضمن قائمة ضمت 15 شخصاً في السعودية إلا أنه غادر قبل أشهر قليلة إلى اليمن برفقة سعيد الشهري وظهرا في شريط فيديو أعلنا فيه انضمامهما مجدداً إلى تنظيم القاعدة في اليمن· وكانت السعودية قد أعلنت في الثاني من الشهر الجاري أن الجهات المختصة تمكنت من التعرف على 85 مطلوباً للجهات الأمنية منهم اثنان يمنيا الجنسية والبقية من السعوديين الموجودين في الخارج· وقد استخدم العوفي 5 أسماء حركية في تنقلاته أشهرها ''أبو الحارث''، إضافة إلى استخدامه أسماء ''أبو قتيبة''، و''أبو خولة''، و''محمد الحربي''· ويعد العوفي المطلوب الأمني الرقم 73 في قائمة الـ،85 المعلنة من الجانب السعودي وجاء استسلامه بعد التنسيق مع أحد المشايخ العاملين في مركز الأمير محمد بن نايف للتأهيل والرعاية (المناصحة)· وسمحت الجهات الأمنية لأسرته باستقباله، وأكدت المصادر اليمنية لـ''الاتحاد'' أن ''أبو الحارث العوفي'' عاد إلى أعضاء فريق برنامج ''المناصحة''، بعد أن كان حذرا منه خلال الشريط الصوتي، الذي ظهر فيه مع زعيم التنظيم أبو بصير ناصر الوحيشي ونائبه سعيد الشهري· وكانت مصادر رسمية يمنية تحدثت مطلع الاسبوع الجاري عن بدء التحقيق مع خلية إرهابية مكونة من سبعة أشخاص يحملون الجنسية السعودية ضمن (30) القي القبض عليهم أثناء عملية دهم شنتها اجهزة الامن اليمنية في عدد من المناطق الواقعة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية· واوضحت المصادر أن التحقيقات الأولية كشفت عن تلقي أفراد تلك الخلية لأوامر من قيادة ''تنظيم القاعدة'' بالتسلل إلى الأراضي اليمنية والإعداد للقيام بسلسلة من الهجمات الإرهابية التي تستهدف المصالح الأجنبية والمرافق السياحية في اليمن، فضلاً عن القيام بمهمة تدريب عدد من أعضاء القاعدة في اليمن· وكان الجناح الإعلامي في تنظيم القاعدة نشر بياناً على مواقع الجهاد الإلكترونية في العشرين من شهر يناير نقلاً عن قائد المجموعة ناصر الوحيشي أعلن فيه تشكيل فرع موحد للتنظيم تحت قيادته· ووفقاً لما قاله فإن التنظيم الجديد يضم مجموعته السابقة (قاعدة اليمن) إضافة إلى أعضاء مجندين جدد في التنظيم السعودي· وقد أشار البيان أيضاً إلى أن السعودي الجنسية (المعتقل سابقاً في جوانتانامو) الذي يلقب بأبو سياف الشهري قد عين نائباً للوحيشي· وبعد أربعة أيام من تاريخ البيان الأول بث التنظيم الجديد روابط إلكترونية لمشهد فيديو مدته تسع عشرة دقيقة تحت شعار ''سنبدأ من هنا وسنلتقي في الأقصى'' وقد انتشر في المواقع الجهادية على الشبكة العنكبوتية· وبث الشريط تهديداً للحكام العرب منهم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك