الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة الاقتصادية تدفع الإسبان إلى البحث عن فرص في المغرب

14 يوليو 2013 23:13
طنجة (أ ف ب) - يقول اميليو رودريجث الذي يدير شركة مقاولات صغيرة في طنجة شمال المغرب، حيث استقر مؤخرا على غرار إسبان آخرين بحثا عن آفاق مهنية أن “في إسبانيا في هذه الفترة، الأمور تسير بشكل سيء”. ويقوم العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس بزيارة رسمية إلى المغرب من الاثنين إلى الأربعاء، يخصه خلالها نظيره المغربي الملك محمد السادس باستقبال حافل يليق برئيس دولة مهم لا سيما وأن إسبانيا تعتبر، مع فرنسا، أكبر شريك اقتصادي للبلاد. وبعد أكثر من نصف قرن على الاستقلال ما زالت العلاقات بين المملكتين وثيقة وتعد إسبانيا ثاني جالية مغربية في العالم، بينما يستقر المقاولون الإسبان في المغرب منذ زمن طويل. لكن يبدو أن الأزمة الحادة التي يعاني منها الاقتصاد الإسباني أوجدت فرصا جديدة. وأوضح اميليو المستقر منذ سنة ونصف في طنجة من حيث يمكنه رؤية السواحل الإسبانية عبر مضيق جبل طارق على مسافة 15 كيلو متراً، متحدثا لفرانس برس “هناك (في إسبانيا) صفيت كل شيء، ليس هناك عمل، ولا تمويل من المصارف”. وشاطره الرأي خوسيه مانويل فرناندث الموظف في شركة إسبانية متخصصة في إنجاز ملاعب جولف في مراكش (جنوب) بالقول “اتيت لارى كيف تسير الأمور هنا ورأيت أن هناك تسهيلات عديدة ووسائل لإنجاز أشياء من أجل تنمية البلاد وخصوصا في البناء”. غير أن الوضع في المغرب وبالرغم من نسبة نمو تتراوح بين 2,5 و5% حسب المواسم الزراعية، ليس على ما يرام لا سيما في ظل بطالة تطاول اكثر من 20% من الشبان ورغم ذلك يرى الوافدون الإسبان الجدد البيئة مناسبة لتحسين أوضاعهم. من جانبها قالت ماريا جاياندي “وصلت إلى طنجة مع ابنتي قبل ثلاثة اشهر، ابحث عن وظيفة، في إسبانيا كنت أتقاضى ألف يورو شهريا لكن مستوى المعيشة غال جدا هناك”. وأوضحت المرأة الأربعينية جالسة في مقهى قرب ميناء طنجة القديم تتناول شايا بالنعناع وتتأمل السفن المبحرة إلى إسبانيا، أنه بالنسبة لها أيضا أصبحت الحياة في إسبانيا “صعبة”. وأضافت “افضل لي أن أكون في طنجة، إسبانيا بلادي، هذا واضح ... لكنني هنا على ما يرام إذ أن المجتمع ليس منغلقا، خلافا للأفكار المسبقة”. وأكد ناشط في الجمعيات المدنية أن بعض الإسبان يعملون في مراكز اتصالات برواتب تتراوح بين 400 و500 يورو في الشهر بينما يقوم آخرون بأعداد اكبر بتأسيس شركات صغيرة وخصوصا في قطاع البناء الأكثر تضررا من الأزمة في إسبانيا. وتبحث جاياندي عن وظيفة سكرتيرة أو في إدارة شركة خاصة وقالت “لا أريد العمل مع مركز اتصالات، أنه عمل صعب وقليل المردود”. ويبقى من الصعب تقييم حجم الظاهرة إذ أن الأرقام الرسمية لا تفيد سوى عن زيادة طفيفة في عدد الإسبان العاملين في المغرب والمسجلين في الضمان الاجتماعي من 2507 في 2011 إلى 2660 في 2013، بينما تفيد الجمعيات المحلية عن بضع مئات الأشخاص. وقالت إسبانية شابة تتدرب لدى منظمة محلية غير حكومية إن “العديد منهم يعملون بشكل غير شرعي ويعودون بانتظام إلى إسبانيا لتقاضي علاوة البطالة وتفاديا للوقوع في وضع غير قانوني” بالنسبة للقانون المغربي الذي يحد إقامة السياح بثلاثة اشهر. وتفاديا لمثل تلك الأوضاع نشرت وزارة الداخلية المغربية مؤخرا بيانا دعت فيه القادمين الجدد إلى التوجه إلى الدوائر المعنية “لاستكمال الإجراءات الخاصة بإقامتهم وأوضاعهم المهنية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©