بنية حكائية غنية بالتقاليد العراقية الموروثة

عصام أبو القاسم (الشارقة) استضاف نادي القصة التابع لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره بالشارقة، مساء أمس الأول، الناقدة العراقية فيء ناصر في جلسة نقاش حول رواية «حارس الشمس» للكاتبة الإماراتية إيمان اليوسف، أدار الجلسة وقدم لها القاص المصري عبد الفتاح صبري، الذي استهل حديثه مستعرضاً السيرة المهنية لناصر، كما رحب بالروائية اليوسف، ودعاها إلى تقديم روايتها للحضور. وقالت إيمان اليوسف في كلمتها إن «حارس الشمس» هي روايته الثانية بعد تجربتين في كتابة القصة: «وجوه إنسان» و«طائر في حوض الأسماك». وزادت اليوسف قائلة إن الفن الروائي بات في صدارة المشهد الأدبي، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع أن تكتب يوماً رواية برغم شغفها المبكر بالأدب، وأضافت: بدأت بكتابة القصص عندما كنت طالبة في الجامعة، أدرس اختصاص الهندسة الكيميائية، وكنت أكتب بين المحاضرات وفي أوقات الملل. كُتبت رواية «حارس الشمس» في ورشة عمل نظمها برنامج دبي للكتابة تحت إشراف الكاتبة اللبنانية نجوى بركات، وعن هذا الأمر قالت اليوسف: «كان شيئاً مثيراً أن تكتب في إطار ورشة، وأن يطلع من معك على ما تكتبه لحظة بلحظة، ويناقشوك أولاً بأول..». عقب نشرها، حازت الرواية المركز الأول في مسابقة الإمارات للرواية 2016، لكن ما دفع فيء ناصر إلى قراءة الرواية تناولها اشتغالها في الفضاء الاجتماعي والسياسي العراقي، وأوضحت ناصر قائلة: تساءلت حين عثرت على الرواية في معرض لندن للكتاب ما الذي يجعل روائية إماراتية تتوجه للكتابة عن العراق وتصدر روايتها بعبارة: إلى الآثار العراقية ما كان منها موجوداً، وما اختفى إلى الأبد؟ ومن ثم، تحدثت ناصر عن الثراء المضموني في العمل مشيرة إلى أن قراءتها أظهرت لها الجهد البحثي المخلص الذي بذلته الكاتبة إيمان اليوسف حتى تثري روايتها بالميثولوجية والعادات الشعبية العراقية، وهو ما أكسب عملها بنية حكائية غنية بالمعلومات والمعارف التاريخية والتقاليد الموروثة. حارس الشمس هو حسين منصور، العراقي الذي عاش وحيداً يحرس جامع النبي يونس ويحلم بامتلاك قطعة أرض، وترصد الرواية من خلال عينيه وعبر صراعه مع العائلة التي تسكن أرض حلمه وكذلك من خلال منازعته نفسه وعجزه عن أخذ القرار الصحيح بعد جمعه المال: فهل يشتري به الأرض أم يعالج أمه المريضة؟ عبر كل ذلك تعكس الرواية التحولات التي عصفت بالمدينة وبناسها في لغة رمزية مكثفة مفعمة بالإيحاءات والدلالات، التي يتقاطع فيها ما هو تاريخي وديني مع ما هو سياسي واجتماعي وآني. وشهدت الندوة التي نظمت في إطار اللقاء الأسبوعي للنادي العديد من المداخلات حول الرواية وحول قراءة الناقدة لموضوعها وشكلها.