السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الباقيات والمنقرضات من نخيل الإمارات

الباقيات والمنقرضات من نخيل الإمارات
13 أكتوبر 2010 20:56
زراعة النخيل في دولة الإمارات قديمة قدم زراعة النخل في بقية أرجاء الجزيرة العربية، وهي من الأرجاء التي كانت ضمن إقليم عُمان قديماً، والتي عرفت حواضره النخل في جلفار وصحار وتوام ودبا، وغيرها من الحواضر والبوادي والمناطق الجبلية. لا نعرف معلومات كثيرة عن الأصناف التي عرفتها المنطقة قديما سوى بعض الأصناف التي ذكرها أهل اللغة والأخبار والتاريخ، والتي بقيت بعض أصنافها معروفة بينما انقرض بعضها الآخر ولم يبق لنا ما يدل على وجوده، علماً بأنني أذهب إلى أن أسماء أصناف النخيل لم تتبدل؛ لأن الأصناف التي سوف نذكرها والموجودة حالياً هي أصناف قديمة. الأصناف التي كانت موجودة في القديم ولم تذكرها الكتب، لعله قد بقي منها شيء ولكن لم يصل إلينا خبر عن وجودها، مثل الصرفان والباهين وغيرها من أصناف كانت مشهورة قديماً أو معروفة في بعض نواحي الجزيرة العربية، لكنها انقرضت الآن. عرفت دولة الإمارات مئات الأصناف التي انتشرت وتوالدت بها خلال مئات السنين، قليل منها ذكرته كتب التراث التي وصلتنا، وسنلقي عليها بعض الإضاءة التي توثق وجودها الحالي وأماكن انتشارها: ? إبْراهيمي: من أصناف تمور بغداد والبصرة قديماً، وقد بقيت أنواع من صنفه، والصنف العراقي منه قصير ممتلئ يميل إلى الحمرة مع السواد، أما الصنف المعروف في دولة الإمارات فأحمر قصير نحيف، يوجد في دبا وما قاربها، متوسط الانتشار، وهناك نوع أحمر ممتلئ قريب الشبه بالصنف العراقي الحالي، اسمه “ابراهْمي” ويوجد في جبال رأس الخيمة، نادر جداً. وحيد خورفكان ? أزاد: صنف قديم كان معروفاً في الخلافة العباسية، مشهور في أصناف العراق، معروف في بغداد والكوفة والبصرة والبحرين. ينطق” أزاذ” أو “زاد”، وقد ذكره بديع الزمان الهمذاني في المقامة البغدادية، فقال: “اشتهيت الأزاذ وأنا ببغداد”. كان موجوداً في البحرين قديماً، وهو موجود بكثرة في سلطنة عُمان، وفي بعض مناطق الدولة المقاربة حدودياً لسلطنة عُمان كالعين. كان موجوداً في رأس الخيمة سابقاً، وقد انقرض الآن، كذلك في “دبا” ولم تبق منه نخلات فيها، حسب علمي، وقد بقيت منه نخلة في خورفكان، ومنها فسيلة غرست في القريّة في الفجيرة، وهو أصفر طويل كثير الدبس. ? إنْوان: يقال في اللغة: “يقال للدقل: الألوان، واحدها لون”، وهذا يعني أن هذا الصنف دقل أي نخلة أنثى رديئة، إلا أن ابن وحشية النبطي يذكر أنه فحل منقلب عن صنف الشهريز، ومعنى قولهم إنه “دقل” أي أنه في الأصل نخلة نابتة من نواة “نشو”، وهذا الصنف لم أجده بهذا المسمى “الألوان” ولعله هو المعروف حالياً بصنف “الأنوان” في الساحل الشرقي لدولة الإمارات وجباله الغربية له، المعروفة بجبال الحجر، وهو صنف أحمر فاتح، أسطواني قصير، متقدم، والإبدال بين النون واللام موجود في العربية، ومن أمثلته في اللغة وفي لهجات الإمارات “فنجان وفنجال”. ? بِيضة: صنف نادر جداً، أصفر اللون طويل الثمرة قليلاً، كان يزرع في المناطق الجبلية في رأس الخيمة، بقيت منه نخلات قليلة، وقد قال عنه الزبيدي في تاج العروس: “لونُ من التمر”. ? خْصاب: صنف معروف، متأخر النضج، أحمر اللون، منه أنواع عدة، أشهرها النوع المعروف في دولة الإمارات باسم “الخصاب الجبلي”، وهو الصنف الأصلي المنتشر في الساحل الشرقي وجبال الحجر، والذي زرعه الناس هنا منذ القديم، مع صنف” الخصاب الأبيض” و”خصاب ريسي” في ليوا، وأصناف أخرى من الخصاب قادمة من أماكن أخرى. ويبدو أنه صنف غير مرغوب أو من رديء التمر، ورد ذكره في وفادة قبيلة عبدالقيس على النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال وافدهم: “وإنما كنت عندنا خَصْبَة نعلفُها إبلَنا وحميرَنا، فلما رجعنا عظُمت رغبتنا فيها ونسَلناها حتى تحوّلت ثمارنا ورأينا البركة فيها”. وفي اللغة: “الخِصاب - عند أهل البحرين– الدَّقَل، الواحدة خَصْبَة، والعرب تقول: الغَداء لا يُنفَجُ إلا بالخِصاب، لكثرة حَمْلها، إلا أن ثمرها رديء”. ويشير الشاعر عبدة بن الطبيب إلى ما يبقى من الرطب في عذق هذه النخلة بعد أن تُخرف: عَنْسٍ تشير بقِِنْوانٍ إذا زُحِرتْ من خَصْبَةٍ بَقيتْ فيها شعاليلُ والشعاليل هي الشماريخ، أما النوع الذي يقصده بأنه في البحرين فلعله صنف “خصاب العصفور”، وهو متأخر وغير مرغوب كثيراً. ? رِبْعِي: هو صنف أصفر طويل أسطواني، يوجد في الساحل الشرقي ورأس الخيمة، متأخر كثيراً، لعله هو المقصود بقولهم “السِّبْط الرِّبْعِيّ: نخلة تدرك آخر القيظ”. ? سِوَّادي: صنف أحمر مائل للسواد، طويل مع انحناء، نادر جداً، كان يوجد في دبا، بقيت منه نخلة واحدة، لعله الصنف الذي كان موجوداً في البحرين. وفي كتاب النخل لأبي حاتم السجستاني: “السّوادي: من تمور البحرين”.. ولم أجد هذا الصنف حالياً ضمن الأصناف المشهورة من تمور البحرين، ولعل هذا الصنف الذي ذكره أبو حاتم هو نفسه السوادي الموجود حالياً؛ لأن وجود هذا الصنف في البحرين قديماً قد يعني أنه موجود أيضاً في منطقة عُمان القديمة، ولعل وجود صنف “الأزاد” يقوي ذلك. الفرض وأنواعه ? فَرْض: صنف قديم معروف أنه من أصناف نخيل إقليم عُمان، أحمر اللون أو أصفر، أسطواني متوسط الطول، وهو موجود منذ القديم في سلطنة عُمان ودولة الإمارات، وهو أكثر في سلطنة عُمان، وأجوده الفرض السمائلي ثم السلّوتي. يوجد أيضاً في دولة الإمارات خاصة في المناطق ذات التجاور الحدودي القديم مع قرى عُمان ومدنها، مثل العين والساحل الشرقي. وفي دولة الإمارات أربعة أنواع من الفرض، أولها الفرض الأحمر، وهو أشهرها وأجودها وألذها مذاقاً، ثم الفرض الأبيض، أصفر اللون مشوب بحمرة خفيفة، ثم يأتي النوع الثالث وهو صنف” الفرضية”، الذي يوجد في المناطق الجبلية لرأس الخيمة، وهو نادر جداً، ولم تبق منه إلا نخلات قليلة، أما النوع الرابع فهو “فرض البحرين” وأصله من البحرين، وتم جلب نخلة منه في الستينيات، ويوجد هذا النوع بقلة في بلدة شمل رأس الخيمة. ? فُوفَلي: في اللغة” الفُوفَل: نخلة مثل نخلة النارجيل تحمل كبائس فيها الفُوفل أمثال التمر، فمنه أسود ومنه أحمر”، وهذا الوصف ينطبق على نوع من الفصيلة النخيلية ليست من نوع جنس نخلة التمر، ولم أجد ما يدل على أن “الفوفل” نوع من التمر وليس شبيهاً به، ولكن الغريب أن هذا الاسم ينطبق على صنفين يحملان هذا الاسم، أولهما “الفوفلي ألأبيض”، وهو أصفر اللون، مخروطي متوسط الطول، نادر جداً، بقيت منه نخلة واحدة في دبا الحصن، والآخر” الفوفلي الأحمر”مغزلي مدور قصير، نادر جداً، بقيت منه نخلتان في بلدة شمل في رأس الخيمة، وهما متوسطتا النضج. ? لولو: صنف مشهور مدور أصفر اللون، متأخر، فاخر، منتشر في كل أنحاء الدولة تقريباً خاصة في السنوات الأخيرة، ومنه نوع أحمر اللون، يوجد فقط في الفجيرة والقريَّة، وفي التراث العربي صنف نادر لم أجد له تفصيلاً أو أي معلومات عنه سوى اسمه، وهو “اللؤلؤي”، وكان موجوداً في العراق وبلاد الشام، ولعله هو صنف “اللولو”. ? مَعْقَلي: صنف معروف في البصرة وبغداد، كان مشهوراً في أيام الخلافة العباسية، وقد ضُرب به المثل في الجودة. نسب إلى نهر معقل بالبصرة، ولعل أول ظهور له على هذا الرافد المعروف، وهذا الصنف قليل الوجود في دولة الإمارات، يوجد في دبا فقط، وانتشاره متوسط أو قليل، وهو صنف أحمر فاتح، أسطواني قصير. ? مَكتوم: من أصناف التمور القديمة ببغداد، ذكره ابن المجاور، فقال: “وبها الرطب الطيب من البرني والمكتوم”، وهذا الصنف قد انتشر على سواحل الخليج العربي، وكان موجوداً في دولة الإمارات منذ القديم بشكل قليل متناثر، وهو أصفر اللون، مدور، متأخر?.?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©