«إي بي سي» تنتقل من الواقع إلى الخيال لتبرز أهمية التعليم

دبا الحصن (الاتحاد) - بدعوة من مجموعة مسارح الشارقة عرضت في المركز الثقافي في دبا الحصن مساء أمس الأول مسرحية الأطفال الكويتية “إيه بي سي” تأليف عادل المسلم، وإخراج خالد السعدون. وشارك في بطولة العمل كل من خالد البريكي، وهند البلوشي، وفاطمة الصفي، ومبارك ماجد سلطان، وشوق، ومجموعة من الممثلين، بالإضافة إلى المسرحي الإماراتي عبد الله أبو عابد، وتأليف الأغاني للفنان سامي العلي، وألحان خالد مثيل. تتناول المسرحية أهمية التعليم، وتنطلق من الواقع إلى الخيال، وذلك عبر ما يعرف بتحقيق الأمنيات حيث تقود المعلمة فاطمة طلبتها في رحلة لتحقيق أمنياتهم من أجل ترغيبهم بالعلم، ومعرفة أهميته لهم في حياتهم، وفي مستقبلهم، غير أن الحافلة التي تقلهم تتعطل، ويكون عليهم المبيت قريبا من الغابة، وتطلب المعلمة من سائق الحافلة أن يحرس الطلاب أثناء نومهم، ويقترح الطالب خالد وزميلته هند أن يساعدوه في الحراسة، ولكن السائق ينام تاركا الطالبين لوحدهما، وحينها يأتي شريران أخوان، ويأخذان مفتاح تشغيل الحافلة، ويكتشفان أنها معطوبة، ويقيدان خالد وهند، وعندما تستيقظ المعلمة والسائق وبقية الطلبة يجدون أن خالد وهند غائبان، ويأخذون بالبحث عنهما، ويجدون الشريرين، وهنا يبدأ النقاش مع الشريرين المنقطعين عن الحياة، وهما غير متعلمين، ويقتنعان بعد نقاش المعلمة معهما بأن يسلماها خالد وهند، وبالمقابل تدعوهم للعودة معهما، والتعلم في المدرسة برغم كبر سنهما، ويوافقان بعد أن يقتنعا بأن العلم ليس حكراً على عمر معين. وقام العرض على المزج بين أشكال عدة من الأداء، فكان للأغاني الدور الكبير في العرض، بالإضافة إلى الديكور الغني بالألوان، المعبر عن أماكن مختلفة، مثل المدرسة، والمشفى، والطائرة، والغابة، وهي الأماكن التي قطعها الطلاب في رحلتهم، وتعرفوا من خلالها على مهن عدة، ودور العلم فيها، وأدركوا أن ممارسة تلك المهن تحتاج إلى الدراسة والمثابرة. ومن الناحية القيمية حاول العرض تقديم نموذج مختلف للتعامل مع الأشرار من خلال فهم الدوافع التي تؤدي بهم إلى التناقض مع الأهداف الخيرة للمجتمع، وخاصة الجهل، وقدمت حلاً خيراً بعيداً عن الانتقام، وذلك من خلال إقناع الشريرين بالتعلم. من جهة أخرى كان أداء خالد البريكي لافتاً للحضور، وقد تمكن من خلال الكوميديا القائمة على التعابير الحركية واللفظية أن يشد انتباه الجمهور، ويدفعهم إلى التفاعل معهم، خاصة أنه يمثل الشخصية الرئيسية في العرض.