الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دعوة لإصدار قانون اتحادي لمعايير المرافق العامة

دعوة لإصدار قانون اتحادي لمعايير المرافق العامة
12 يوليو 2015 00:45
علي الهنوري (عجمان) أكد المشاركون في المجلس الرمضاني الذي أقيم ضمن الدورة التاسعة من فعاليات «رمضان عجمان تقوى وإيمان» إلى أن دولة الإمارات خطت خطوة كبيرة في مستوى الخدمات، وتوفير المرافق العامة من حدائق ومتنزهات ومدارس وجامعات ونوادٍ ومواصلات حديثة، وندعو إلى تشكيل لجنة وطنية تعنى بتطوير جميع المرافق التي تتواكب مع ذوي الإعاقة أو الاحتياجات الخاصة وفاقدي البصر. ودعا المجلس الرمضاني الذي أقيم في فندق قصر عجمان، مساء أمس الأول إلى ضرورة الحفاظ على المرافق العامة وتطويرها بأحدث التقنيات لتراعي مختلف شرائح المجتمعات والفئات، خاصة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ووضع قانون اتحادي لمعايير المرافق العامة بحيث تشمل جميع فئات المجتمع. وتضمن المجلس عدداً من المحاضرات التي تطرقت إلى أهم الأطروحات والرؤى المتعلقة بدور المرافق العامة في خدمة المجتمع وأهدافها الإنسانية والمجتمعية ومدى مراعاة البعد التخطيطي والتنظيمي للمرافق العامة لذوي الإعاقة ومفهوم المرافق من الناحية الشرعية والدينية. واستعرض الدكتور عامر مصطفى، المفهوم العلمي للمرافق العامة وتطوره التاريخي والنظري، وقدم بعض التعريفات والأمثلة المحلية والعالمية لتطور المفهوم، وصورها وأشكالها الاجتماعية. وأشار إلى أن المرافق العامة تعكس تطور المجتمعات والأمم، وتواكب مراحل نموها ونهضتها، إلى الثورة التكنولوجية والتقنية التي يشهدها العالم وانعكاساتها على مفهوم ومضمون المرافق العامة. وأكد الدكتور عامر أن دولة الإمارات خطت خطوة كبيرة في مستوى الخدمات، وتوفير المرافق العامة من حدائق عامة ومتنزهات ومدارس وجامعات ونوادٍ ومواصلات حديثة، حيث كانت المرافق قبل قيام الاتحاد تعد على الأصابع، فالمدارس لا تتعدى 20 مدرسة، وفي مناطق يصعب الوصول إليها، أما حالياً فالمدارس تنتشر في كل المناطق وقريبة من الأحياء السكنية وعدد المستشفيات تجاوز 107 وتتسع لـ11 ألف سرير، وأصبحت معظم المرافق ذكية وإلكترونية يسهل الوصول إليها واستخدامها. من جهته، شارك الدكتور كاظم العيساوي من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الشارقة بكلمة بعنوان «مفهوم المرافق العامة في الفقه الإسلامي»، وتطرق للعديد من المحاور منها الضوابط العديدة التي وضعها القرآن الكريم للحفاظ على الملك العام والمرافق الاجتماعية المشتركة، حيث استشهد بالكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تلفت نظر المسلم إلى الحفاظ على المرافق العامة أبسطها إماطة الأذي عن الطريق وإعطاء الطرق حقه، وهو ما يجرم ما يقوم به بعض الشباب من «تفحيط» بالسيارات في الطرق، مما يؤدي إلى تخريبها وتخريب البنية التحتية للبلاد. وأشار العيساوي إلى أن أول مرفق عام بني في الإسلام كان مسجد قباء وكيف تعاون المسلمون في بنائه ليكون مرفق يتشارك فيه ويصونه الجميع. لذلك فإن تخريب المرافق العامة والخاصة، لها حرمة وحماية أوجبها الإسلام على الأفراد والجماعات. وقال العيساوي: إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه، وهيأ له الأسباب التي تساعده على حمل الأمانة التي كلف بها، وكل إنسان يعيش في بيئة اجتماعية، وتحيط به بيئة طبيعية مسخرة له. لقول تعالي ? أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي اْلأَرْضَ ?، فهذه الآية الكريمة تبين أن كل ما في السماوات والأرض لمنفعة الإنسان وجب الحفاظ عليها. من جهته، تحدث الدكتور حسين المسيح من هيئة تنمية المجتمع بدبي، عن المعايير الواجب توافرها في بناء وتأسيس المرافق العامة لتحقيق نظام التصاميم الشاملة، وهو مفهوم تصميم بيئي مستدام ملائم لجميع الفئات والأعمار والإعاقات لتكوين بيئة جمالية صالحة للاستعمال وإلى أقصى حد ممكن من قبل الجميع، وأوضح أن الالتزام بالتصميم الشامل للمرافق العامة يعني تأسيس منظومة بيئية وعمرانية خالية من العوائق، وضمان حركة أوسع للمعاقين، واستخدام التكنولوجيا المساعدة على التكيف لخلق بيئة متناغمة يسعد بها الجميع. وقام بعرض تجارب ناجحة في مجال مواءمة المباني والمرافق العامة لهذه الفئة في بعض دول العالم، كما تناول خصوصية بعض الإعاقات والتصميمات الملائمة لها كالإعاقة الحركية وصعوبة المشي لمن يستخدمون العكازين أو المصابين بشلل مع عدم وجود تسهيلات في المباني العامة والحكومية أو الطرقات أو تصميم الأبواب، كذلك المعوقات العمرانية التي تصادف مستخدمي الكراسي المتحركة، واستعرض بعض الحلول المقترحة لتحسن المرافق العامة كإيجاد المنحدرات وإزالة العتبات وتوسيع الأبواب والمصاعد وجعل الأزرار في المتناول اليد، وكذلك إيجاد التسهيلات في وسائل النقل العامة وإزالة الحواجز المعمارية في الحدائق العامة وإيجاد وسيلة آمنة لعبور المعوقين عبر التقاطعات. كما أكد أن المرافق العامة في الدولة تشهد تطوراً ونمواً سريعاً وتحسيناً لخدماتها وجودتها لكن تتباين بين منطقة وأخرى لذا يجب توحيد هذه المعايير والتصميمات على كل المرافق والمنشآت العامة، واقترح تنظيم لجنة اتحادية لمتابعة هذا الموضوع وتعميم هذه التصميمات مثل تصميم ارتفاع أرصفة الطرق، بحيث يلبي متطلبات ذوي الإعاقة، من حيث تقليل الارتفاع، عند الاقتراب من التقاطعات، أو نقاط العبور. كادر 2/ مجلس عجمان تعميم تجربة دبي لفاقدي البصر وفي نفس السياق، تحدث محمد الغفلي عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للمعاقين، عن الاعتبارات الإنسانية الخاصة بالمرافق العامة لذوي الإعاقة، وأن العوائق البيئية تؤثر على كل إنسان سواء أكان معاقا أم عير معاق، ولابد من التعرف على أهم العوائق العمرانية البيئية التي تحول دون أن يستفيد المعاق من الحد الأقصى لقدراته لإنجاز كل ما يتطلب منه، لأن المباني الخاصة والعامة تصمم في معظمها للأشخاص العاديين، وأشار الغفلي إلى تجربة مترو دبي وأثنى على المشروع ومايوفره من خدمات لذوي الإعاقة وخاصة فاقدي البصر وتمنى أن تعمم التجربة على كل المرافق العامة في إمارات الدولة. من جهته استعرض الدكتور مروان عبد المجيد المدير التنفيذي لنادي عجمان للمعاقين وبحضور مجموعة من ذوي الإعاقة خلال الجلسة عن التحديات التي تواجه المعاقين من خلال استخدام المرافق العامة الحكومية والخاصة، والصعوبات التى يواجهونها لإنجاز أعمالهم، وطالب الدكتور مروان من الجهات المختصة زيادة عدد المواقف المخصصة للمعاقين وتقديم تسهيلات وحوافز لدى استخدامهم وسائل النقل العام، كما طالب بالاهتمام أكثر بهذه الفئة على كل الأصعدة. كما تحدث ناصر الظفري، عضو مجلس إدارة نادي عجمان الثقافي الرياضي والمدير التنفيذي لشركة نادي عجمان لكرة القدم، عن المحافظة على المرافق العمومية من خلال سلوكيات المجتمع من حيث الواجبات التعليمية والسلوكية في إطار المنظومة التعليمية والحياتية، وأكد على ضرورة غرس مفهوم المسؤولية والشراكة الجماعية في المحافظة على المرافق العامة والوصول إلى أعلى مستوى من الوعي، وضرورة تعاون الجهود الرسمية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني للحد من تخريب وتشويه وسوء استخدام المرافق العامة. وقال الظفري: إن المسؤولية الأولى تقع على الإدارة المسيرة للمرفق حيث يجب أن تقوم بحملات توعية للأفراد على كيفية حسن استخدام المرفق والحفاظ عليه ثم تليه الأسرة والمدرسة لتعزيز هذه السلوكيات. كادر / 1 / مجلس عجمان لجنة وطنية لذوى الإعاقة مجلس عجمان الرمضاني يقترح تأسيس لجنة وطنية على مستوى الإمارات تعني بضوابط ومعايير تصاميم المرافق العامة ووضع دليل شامل لاشتراطات لذوى الإعاقة خاص بالمباني والمرافق العامة مع عمل قاعدة بيانات هندسية شاملة للجهات المسؤولة عن بناء المرافق العامة ، ومدى ملائمتها لجميع الفئات، وكذلك تقييم المرافق العامة من قبل المجتمع وتشكيل فريق محلي يعني بمتابعة أداء المرافق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©