الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سوق النفط ترفض التأثر بالأزمة اللبنانية

29 يوليو 2006 00:33
اعداد - أيمـــــن جمعــــة: رغم اشتداد نيران الازمة اللبنانية وسط مخاوف من امتداد ألسنتها الى كامل منطقة الشرق الاوسط وهي المصدر الرئيسي للنفط العالمي، نجحت أسعار الخام في أن تنأى بنفسها عن هذه الازمة·· فبعدما قفزت الاسعار في البداية الى مستويات قياسية بمجرد بدء العدوان الاسرائيلي، فان المستثمرين سرعان ما أدركوا ان أكبر هواجسهم وهو توقف النفط الايراني لن يتحقق، ليستقر سعر الخام عند مستوى 75 دولارا للبرميل منخفضا ثلاثة دولارات عن مستواه في العاشر من يوليو، وهو اليوم السابق لاندلاع الحرب· ولكن كما هو الحال بالنسبة لهدنة الحرب فان سوق النفط العالمية تظل هشة هي الاخرى· ويرى المراقبون ان أهم الدروس المستفادة من هذه الازمة أن أسعار النفط يمكن ان ترتفع حتى دون ان يتعرض انتاج برميل واحد للخطر، وأن تقلبات السوق الحالية ترتبط أساسا بالخوف من مستقبل المعروض في وقت يتزايد فيه الطلب بشكل مستمر· ويقول خبير الطاقة كريس براون هيمز ''المحرك الرئيسي لارتفاع الاسعار هو الطلب، فالاقتصاد العالمي منتعش والطلب الاميركي قوي وهو ما أكدته البيانات الاخيرة التي أظهرت ارتفاعه بنسبة 11,3 % في الربع الثاني من العام· وتتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفع النمو العالمي بمقدار 1,21 مليون برميل يوميا هذا العام الى ما متوسطه 84,8 مليون برميل يوميا ثم بمقدار 1,57 مليون برميل اخرى العام المقبل ليصل الى 86,37 مليون برميل·'' ولا تبدو ان هناك اية مشكلات اساسية بالنسبة للمعروض، فاحصائيات وكالة الطاقة الدولية تفيد ان مخزونات النفط في الدول الاقتصادية المتقدمة وصلت الى أعلى مستوياتها خلال 20 عاما في حين قفزت المخزونات الاميركية الى أعلى مستوياتها منذ عام ·1998 مستويات المخزون ويبدو ان أسعار النفط لم تعد مرتبطة بمستويات المخزون، فمنذ ثلاثة أعوام تقريبا والاسعار ترتفع رغم تنامي المخزونات، وذلك لانها ربما تتأثر أكثر بما يطرأ على صناعة التكرير· وربما تكون الاسعار مرتفعة أيضا لاننا في منتصف ذروة موسم الصيف في الولايات المتحدة حيث يزداد استخدام السكان للسيارات للتوجه الى الشواطيء· ويقول مراقبون ''نظام الحياة الاميركي بالكامل يعتمد على السيارات ولذا كان الرئيس الاميركي جورج بوش محقا عندما طالب الاميركيين في خطاب حالة الاتحاد في يناير الماضي بالعمل على وقف ادمان النفط·'' ويشير فرانشيسكو بلانش رئيس أبحاث السلع في ''ميريل لينش'' الى سبب آخر للارتفاع قائلا ''لا توجد بدائل مجدية اقتصاديا للنفط في قطاع النقل رغم التطور في الوقود الحيوي· وهذا يتناقض مع نجاح القطاع الصناعي في التحول من النفط الى الغاز ابان ازمة النفط في السبعينيات·'' ويطرح براون هيمز السؤال التالي·· الى أين تتجه أسعار النفط؟ ويجيب على نفسه قائلا ''تشير سوق العقود الاجلة الى ان سعر البرميل سيستقر فوق مستوى 75 دولارا حتى اكتوبر 2008 والا يتراجع عن 70 دولارا حتى ديسمبر ''·2011 أسهم الطاقة لكن أغلب المحللين وشركات النفط يتوقعون أن تكون ارتفاعات الاسعار أقل بكثير مما تشير العقود الآجلة التي ربما تكون مرتفعة فقط لان الاسعار مرتفعة حاليا، وهذا ما قد يفسر سبب عدم ارتفاع أسهم شركات الطاقة بالقدر نفسه الذي وصلته أسعار البراميل· بل ان المثير للدهشة أكثر أن أداء شركات الخدمات الاوروبية فاق شركات الطاقة بنسبة خمسة في المئة خلال العام المنصرم رغم حقيقة ان أسعار النفط ارتفعت 20 دولارا للبرميل خلال هذه الفترة· وهناك من يعتقدون ان الاسعار ستنخفض في المستقبل عندما تتراجع وتيرة نمو الاقتصادين الاميركي والصيني· ويقول جون بول سميث المحلل الاستراتيجي في قطاع الاسهم ''لا يمكن ان يواصل الاقتصاد الصيني النموه بمعدلاته الحالية، لاسباب منها ان السلطات الصينية ستكون مضطرة للقيام بتحركات تحول دون النمو بشكل تضخمي·'' كما يشير البعض الى توقعات بان يرتفع انتاج الدول غير الاعضاء في اوبك، حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية ان تضيف هذه الدول خاصة من غرب افريقيا والبرازيل وكندا 1,7 مليون برميل الى الاسواق العام المقبل· وستكون هذه زيادة كبيرة مقارنة مع عام 2005 عندما استقر انتاج الدول غير الاعضاء في أوبك· ويقول براون هيمز ''اذا تحقق هذا السيناريو فان بقاء النفط فوق مستوى 70 دولارا للبرميل سيكون مستبعدا الى حد كبير اذا لم تحدث تطورات خارجية·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©