قادت ضغوط بيع محدودة بهدف جنى مكاسب 5 جلسات متوالية من الارتفاع، إلى هبوط جماعي لكافة المؤشرات القطاعية في سوق دبي المالي وتراجع المؤشر العام بنسبة 0.74% إلى مستوى 1742.36 نقطة.
وبدا واضحا منذ انطلاقة تعاملات جلسة الأمس اتجاه السوق نحو الهبوط مع تزايد شهية المستثمرين لجني الأرباح وبما يتيح الفرصة للدخول على مراكز جديدة تستبق موسم إعلان الشركات المدرجة لنتائج الربع الثالث من العام، الأمر الذي انعكس على مجرى الأسهم لهذا الاتجاه دون مقاومة لصد محاولات جني الأرباح، حيث لم يسجل السوق صعودا على الإطلاق طوال الجلسة.
وانعكست ضغوط البيع على حركة التداولات التي سجلت تراجعا ملحوظا في قيمتها الإجمالية والتي بلغت 267 مليون درهم مقارنة مع 423 مليون درهم أمس الأول، وذلك بعد ان بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب، من الأسهم خلال جلسة الأمس نحو 60.8 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 51.180 مليون درهم، فيما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين، نحو 47.320 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 40.880 مليون درهم.
أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين، فقد بلغت قيمة مشترياتهم 13.760 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 24.760 مليون درهم خلال نفس الفترة.
ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب، غير الإماراتيين، من الأسهم خلال أمس نحو 121.870 مليون درهم لتشكل ما نسبته 44.140% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 116.820 مليون درهم لتشكل ما نسبته 42.310% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 5.050 مليون درهم كمحصلة شراء.
وشهدت معظم الأسهم المتداولة أمس تراجعات متفاوتة وان ظلت في نطاقها الضيق، الأمر الذي يعكس بحسب محللين ماليين ارتفاعا في نسبة الوعي الاستثماري عند معظم المستثمرين وبناء قرارتهم في البيع والشراء على معطيات مختلفة عما كانت عليه في السابق.
وقالت الأسهم العقارية التراجعات، حيث انخفض سهم إعمار العقارية بنسبة 0.76 % مغلقا عند 3.94 درهم،كما انخفض سهم أرابتك القابضة بنسبة أكبر بلغت 1.75 % بعد أن اغلق عند 2.25 درهم، فيما شهدت أسهم قيادية ونشطة أخرى انخفاضات مماثلة، كسهم سوق دبي الذي هبط بنسبة 1.08%، و سهم دريك أند سكل 1.92%، وسهم الاتحاد العقارية نسبة 1.85%.
وعلى صعيد المؤشرات القطاعية، فقد سجلت جميع المؤشرات تراجعا متبايناً باستثناء قطاعي النقل والسلع اللذين فضلا البقاء مستقرين عند مستويات إغلاقهما السابق.
وقاد مؤشر قطاع النقل القطاعات المتراجعة مسجلا انخفاض قدره 1.25%، تلاه قطاع العقارات بانخفاض بلغت نسبته 0.93%، ثم قطاع الاستثمار بنسبة 0.84%، وقطاعي الاتصالات والمرافق بنسبة 0.74%.
واعتبر مروان شراب المحلل المالي في شركة جلفمينا للاستثمارات البديلة أن الهبوط الذي شهدته أسهم دبي أمس طبيعيا ومتوقعا لاسيما أنه جاء بعد خمس جلسات متوالية من الارتفاع، تخلل بعضها عمليات جني أرباح ، لكنها تمكنت من العودة إلى اللون الأخضر.
وأوضح أن محدودية التراجع تشير إلى زيادة في وعي المستثمرين بالأسواق وعدم استعجالهم لجني أرباح قوي يضر بالسوق في المستقبل، لكنهم يفضلون الجني في نطاق مستويات محدودة تكون بمثابة استراحة وسط ماراثون الصعود.
وأرجع مروان الارتفاعات التي شهدتها الأسواق خلال الفترة الحالية لأسباب داخلية الأمر الذي يشير إلى أن البيئة الاقتصادية في الإمارات جيدة وتستطيع تدعيم البورصات مستقبلاً.
وأضاف أن ارتفاع الأسواق قبل إعلان الشركات أرباحها أمر جيد وخصوصاً في حالة تحقيق الشركات المساهمة نتائج جيدة فستستقبل الأسواق تلك الأخبار بإيجابيات جيدة تدفع الأسواق إلى مواصلة الارتفاع.
وأضاف أنه من الإيجابيات التي يشهدها الأسواق الآن هو ارتفاع نسبة الوعي الاستثماري عند معظم المستثمرين حيث وجدنا أن المستثمرين ينتقوا الأسهم بناء على الأخبار الجيدة والتي يكون لها تأثير مستقبلي جيد على تلك الأسهم ،لذلك فإن ما تشهده الأسواق من انخفاضات محدودة من شأنه ان يؤثر بشكل إيجابي على تركيبة المستثمرين وعلى وعيهم الاستثماري بشكل جيد.
عدد اليوم
