الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"ميدل إيست مونيتور": تبرعات قطرية لصقور اللوبي الصهيوني المناوئ للفلسطينيين في أميركا

"ميدل إيست مونيتور": تبرعات قطرية لصقور اللوبي الصهيوني المناوئ للفلسطينيين في أميركا
3 أكتوبر 2018 00:08

دينا محمود (لندن)

كشفت وسائل إعلام غربية مزيداً من التفاصيل حول العلاقات المتنامية بين النظام القطري وغلاة مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة، وذلك في إطار محاولات الدوحة المستميتة لاستجداء دعم جماعات اللوبي الصهيوني لها، في ظل أزمتها الإقليمية والدولية الآخذة في التفاقم.
ففي مقالٍ مطولٍ نشره موقع «ميدل إيست مونيتور»، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، استعرض الكاتب إيسا وينستانلي الجهود التي بذلها «نظام الحمدين» على صعيد التقارب خلال العام الماضي «مع الشخصيات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة»، رابطاً بين ذلك والمقاطعة الصارمة المفروضة على قطر من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) منذ الخامس من يونيو 2017.
وبعباراتٍ واضحةٍ، أشار وينستانلي إلى أن التقارب المثير للجدل بين الدويلة المعزولة وإسرائيل هو أحد نتائج التدابير الحازمة المُتخذة ضد النظام القطري، والتي كبدته خسائر بلغت «بحسب تقارير، عشرات الملايين من الدولارات».
وقال في هذا الصدد: «إن الأوضاع كانت شديدة السوء (بالنسبة لنظام تميم بن حمد) إلى الحد الذي جعل قطر تتبرع العام الماضي بربع مليون دولار إلى بعضٍ من المنظمات الأميركية، الأكثر مناوئةً للفلسطينيين بشكلٍ متطرف، والصهيونية ذات التوجهات اليمينية المتشددة».
وكشف الكاتب عن أن من بين هذه الجماعات المؤيدة بشدة للدولة العبرية «المنظمة الصهيونية لأميركا، التي افترى رئيسها مورتون كلاين هذا الشهر على الفلسطينيين بعباراتٍ تنطوي على عنصريةٍ سافرةٍ بقوله إنهم عربٌ أقذار».
وكان كلاين من بين عشراتٍ من قيادات اللوبي الصهيوني في أميركا، ممن قاموا بزياراتٍ إلى الدوحة منذ مطلع العام الجاري، على نفقة السلطات الحاكمة في الدويلة المعزولة. والتقى القيادي الصهيوني الأميركي، خلال زيارته، حاكم قطر في قصره، وتقاضى بالتزامن مع الزيارة 100 ألف دولار، زعم في ما بعد أنه لم يكن يعلم أنها مدفوعةٌ من جانب المسؤولين القطريين.
واعتبر وينستانلي أن هذا التقارب المشبوه بين «نظام الحمدين» وصقور اللوبي الصهيوني في أميركا كان أحد نتائج عمل «جيش خبراء الدعاية والعلاقات العامة وحشد التأييد، ممن أرسلتهم قطر إلى العاصمة الأميركية واشنطن منذ يونيو من العام الماضي»، ما كلفها ملايين الدولارات في صورة «أتعاب الحصول على استشارات، ورسومٍ أخرى»، وذلك في محاولةٍ يائسةٍ للتغلب على «العواقب الخطيرة التي خلّفتها المقاطعة» عليها.
واستعرض المقال، الذي حمل جزأُه الأول عنوان «ما الذي يقف وراء تحول قطر باتجاه إسرائيل؟»، الأموال الطائلة التي أغدقتها الدويلة المعزولة على حملات الدعاية والتضليل التي شهدتها أميركا على يد خبراء تكوين «اللوبيات»، ممن تقاضوا ما يقرب من 24 مليون دولار منذ يوم فرض المقاطعة قبل نحو 16 شهراً، قائلاً: «إن جزءاً من جهود هؤلاء الخبراء انصبت على مد الجسور مع الجماعات اليهودية الأميركية».
وشدد الكاتب على أن «القطريين رأوا أن تغيير سياساتهم حيال إسرائيل يشكل وسيلةً لنيل الحظوة لدى (الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان قد اتخذ مواقف مؤيدةً بوضوحٍ للمقاطعة المفروضة على «نظام الحمدين» منذ يومها الأول، ولم يتردد في الحديث بوضوحٍ عن تاريخ قطر في تمويل التنظيمات الإرهابية».
وقال وينستانلي في هذا الشأن: «إنه لا شك في أن السبب وراء اللهاث القطري وراء اليهود الأميركيين هو نيل دعمهم على صعيد إمكانية «إقناع واشنطن باتخاذ سياسةٍ مغايرةٍ إزاء الدوحة»»، موضحاً أن من بين العوامل التي تدفع القطريين إلى التفكير على هذه الشاكلة، لكون أحد أكبر المتبرعين للرئيس ترامب هو نفسه واحدٌ من كبار دافعي الأموال للتنظيمات الصهيونية المتشددة في الولايات المتحدة. ويشير الكاتب هنا إلى الملياردير شيلدون أدلسون الذي يُموّل منظماتٍ مثل «مشروع إسرائيل» و«أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي»، وهو الاسم الذي تطلقه تل أبيب على قواتها المسلحة.
كما شملت المحاولات القطرية للتقرب مع أي جهة قد يكون لها تأثيرٌ على إدارة ترامب، المساعي التي بذلها المسؤولون في الدوحة في وقتٍ سابق من العام الجاري، لإقناع أسرة صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر بالحصول على دعمٍ ماليٍ من الدويلة المعزولة، وهو ما باء بالفشل في نهاية المطاف.
من جهة أخرى، حرص الكاتب على إبراز الازدواجية «التي اتسمت بها السياسة القطرية حيال إسرائيل طوال سنواتٍ طويلة، قائلاً: «إن الدوحة سعت في هذا الشأن إلى اللعب على الوجهين، فبينما لم تُقِمْ علاقاتٍ دبلوماسيةً رسميةٌ مع إسرائيل، فإنها فتحت في أوقاتٍ ما اتصالاتٍ سريةً من خلف الكواليس (مع الدولة العبرية)، بما يشمل إقامة علاقاتٍ تجاريةٍ».
وشمل هذا الطابع المراوغ، وفقاً للمقال، إيواء «نظام الحمدين» بالتوازي مع ذلك لشخصياتٍ فلسطينيةٍ، ينتمي بعضها إلى حركة حماس المنبثقة عن جماعة الإخوان الإرهابيين. لكن هذه السياسة المزدوجة طرأ عليها، كما قال وينستانلي، تغيرٌ واضح خلال العام الماضي، أدى إلى هذا «الاحتضان العلني من جانب قطر لإسرائيل»، مُتمثلاً بطبيعة الحال في الأموال التي دفعتها الدوحة إلى المنظمات الداعمة للدولة العبرية، وهو ما بلغ حد تمويل منظمةٍ صهيونيةٍ متطرفةٍ، مثل «جنودنا يتحدثون»، التي تتولى تنظيم رحلاتٍ لعسكريين ورجال شرطة إسرائيليين رفيعي المستوى إلى الولايات المتحدة، بهدف تحسين صورة قوات الاحتلال وشرطته، أمام الرأي العام الأميركي والجهات الفاعلة على صعيد عملية صنع القرار في الدولة الأكبر في العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©