السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اكتشافات النفط الصخري تحيي آمال الأرجنتين في الانتعاش الاقتصادي

اكتشافات النفط الصخري تحيي آمال الأرجنتين في الانتعاش الاقتصادي
15 يوليو 2011 20:15
أعلنت شركة النفط الأرجنتينية “واي بي إف” خلال شهر مايو أنها اكتشفت 150 مليون برميل نفط في حقل باتاجونيان بمنطقة فاكامورتا. وسارعت رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز إلى التلفزيون الوطني لتبارك الاكتشاف وتبشر بأنه سيعطي قوة دفع لاقتصاد الأرجنتين الذي طالما عانى من الركود. وقال سيباستيان اسكنازي رئيس تنفيذي واي بي إف عندما أعلن عن الاكتشاف: “إن أهمية هذا الاكتشاف تتجاوز حجمه والمهم أنه شيء جديد: طاقة جديدة، ومستقبل جديد، وطموحات جديدة”. ورغم وجود عقبات كبرى يقول جيولوجيون إن الحقل المكتشف يبشر بإمكانية زيادة ضخمة في مصادر البترول العالمية خلال العقدين المقبلين بالنظر الى أن الصناعة تستخدم تقنيات متقدمة لاستخراج النفط من الطفل الصفحي وغيره من الصخور الأخرى. بدأت عمليات تنقيب بالفعل في حقول صخور صفحية مشابهة في أستراليا وكندا وفرنسا وبولندا، كما تعكف شركات نفط هندية وصينية على الاستثمار في مشاريع تجريبية يمكن إن نجحت أن تجعل الهند والصين من الدول المصدرة للنفط ما قد يعيد رسم جيوسياسات الطاقة ويحد من ارتفاع أسعارها المنتظرة. ومن المعتقد أن تكون أوكرانيا وروسيا حقول نفط وغاز صخرية ضخمة وكذلك في العديد من دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وقال مايكل سي لينش، رئيس مؤسسة بحوث الاقتصاد والطاقة الاستراتيجية للاستشارات الذي يعد تقريراً عن النفط الصخري في العالم: “هناك مؤشرات بوجود احتياطيات هائلة قد تبلغ مئات المليارات من براميل النفط القابل للاستخراج”. وقد بدأت بالفعل حقول مماثلة في ولايتي نورث داكوتاو وتكساس إنتاجها من النفط. وتشمل الطرق المستخدمة في استخراجه عملية التفتيت الهيدروليكي التي تستخدم فيها سوائل عالية الضغط في تكسير الصخر الصفحي لتخرج منه السوائل وعملية الحفر الأفقي التي تتيح تفتيت طبقات الصخور الصفحية الرقيقة المحتوية على النفط المحصورة بين طبقات من أنواع الصخور الأخرى. وينبه خبراء النفط إلى أن الجيولوجيين يعتبرون في المرحلة الأولية من دراسة حقول النفط الصخرية في كثير من أنحاء العالم وأنه ليس لديهم سوى توقعات وتخمينات عما هو ممكن، إذ أنه لم تكتمل بعد عمليات الفحص الزلزالي وينبغي استخراج عينات جوفية من أعماق تحت سطح الأرض للتعرف على حجم النفط أو الغاز الطبيعي الممكن استخراجه. ويقول بعض المتشككين إنه حتى لو اكتشف النفط في هذه الحقول ربما لن يسهل استخراج بعضه باستخدام التقنية الحالية. يذكر أن عملية التكسير الهيدروليكي لقيت معارضة شديدة في الولايات المتحدة وفرنسا خشية تلويث المياه الجوفية من الكيماويات المستخدمة. كما تحتاج العملية كميات هائلة من المياه ما يعد مشكلة بالنظر إلى أن العديد من الحقول واقع في مناطق جافة. وهناك عقبة أخرى أمام استغلال الصخور النفطية على نطاق الواسع تتمثل في قلة عدد الشركات التي لديها الخبرة والدراية اللازمة في هذا المجال. وتنشغل شركات صينية وهندية في الاستثمار في مشروعات مشتركة بالولايات المتحدة ودول أخرى حتى يتسنى لها تعلم طرق التنقيب والحفر الجديدة. وبدأ البحث عن النفط في الصخور في الولايات المتحدة منذ نحو ثلاث سنوات وتبين احتمال وجود نفط صخري في مناطق تمتد من تكساس إلى ميشجان ومن كاليفورنيا إلى أوهايو. وزاد إنتاج نفط الولايات المتحدة من الصخور إلى أكثر من نصف مليون برميل في اليوم منذ عام 2009 وينتظر أن يبلغ ثلاثة ملايين برميل في اليوم بحلول عام 2020. وتتوقع شركات نفط إمكانية نقل نجاحات الولايات المتحدة الأولية إلى مناطق أخرى في العالم. وقال فاضل غيث مدير اوبنهايمر اندكو: “من الممكن للنفط والغاز الصخري أن يغير خارطة الطاقة. وينتظر أن نشهد مزيداً من احتياطيات النفط في مناطق عديدة وهو يعتبر في مصلحة العالم بأسره. وقد يعمل ذلك على إعادة ترتيب الدول على نحو قد تصبح فيه الدول المستوردة دولاً مكتفية ذاتياً. وقد تصبح دول مثل كندا وأستراليا دولاً بترولية مهيمنة”. ولدى الأرجنتين طموحات كبرى فيما يخص النفط الصخري من جنوب باتاجونيا وإقليم نيوكوين. وتشكل المئة والخمسون مليون برميل من النفط الصخري القابل للاستخراج المكتشف في فاكا مورتا زيادة احتياطيات الأرجنتين بنسبة 8 في المئة ويعتبر هذا الاكتشاف النفطي الأكبر في الدولة منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي. ويقول خبراء نفط إن فاكا مورتا ربما يكون مجرد بداية للأرجنتين التي طالما كانت منتجاً متوسطاً للنفط. وذكر لينش أن شركة واي بي إف لم تنقب سوى نحو 260 كيلومتراً مربعاً أو 100 ميل مربع في المنطقة الترسيبية بكاملها البالغة مساحتها نحو 13 ألف كيلومتر مربع. طالما لقيت الأرجنتين صعوبات لتلبي احتياجاتها من النفط والغاز الطبيعي وكان من شأن ضوابط سعر الطاقة وغيرها من السياسات الاقتصادية إعاقة شركات النفط عن الاستثمار الجاد في هذا المجال وهو ما يتغير حالياً حيث تعكف شركة النفط الفرنسية توتال وشركات أميركية مثل أباتشي وإكسون موبل وإي أو جي ريزورسيز على الاستثمار بكثافة في حقول النفط والغاز الصخرية بالأرجنتين. وقال مارك جي بابا رئيس تنفيذي إي أو جي التي بدأت عمليات حفر حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة والتي حصلت مؤخراً على امتياز استغلال نحو 40500 هكتار أو 100 ألف فدان من مناطق الصخور النفطية بالأرجنتين. وتجري جميع عمليات التنقيب عن النفط في الحقول الصخرية بالأرجنتين وغيرها، حتى الآن، من خلال آبار رأسية تقليدية. وهناك خطط لم تبدأ إلا مؤخراً لعمليات الحفر الأفقي. ويقول بعض الخبراء: إن تقدم الإنتاج السريع من الصخور النفطية في الولايات المتحدة لا يعني بالضرورة ضمان النجاح خارجها في المستقبل القريب على الأقل. وقال اوبري ماكليندون، رئيس تنفيذي شركة “تشيزابيك اينرجي” التي تنتج النفط والغاز الصخري، إن الإنتاج سيقتصر على عدد صغير من الشركات ذات الخبرة وإن بعض الدول تفرض شروطاً صعبة على من يستثمر فيها. وأضاف أنه على ثقة أنه خلال السنوات العشر المقبلة ستشكل الولايات المتحدة زيادة ضخمة في إنتاج النفط على مستوى العالم. كما قال أيضاً إنه متأكد من أنه سيتم اكتشاف النفط الصخري والنفط الرملي في أنحاء كثيرة من العالم. وتعتبر الصين إحدى الدول المرشحة لتحقيق مكاسب كبرى في هذا المجال حيث لديها حالياً مشروعان تجريبيان كحد أدنى في مجال التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في حقول الصخور الصفحية. وتعمل بالفعل كل من بي بي ورويال داتش شل مع الصينيين فيما تسعى عدة شركات أخرى إلى اقتناص فرص في الصين. كما يعمل الصينيون وحدهم في بعض المشاريع. وقال فرايكلوند نائب شركة آي إتش إس سيرا المتخصصة في التنقيب عن النفط إن النفط والغاز الصخري يعد بمثابة الثورة الجديدة في مجال البترول وإن ذلك لن يقتصر على الولايات المتحدة فقط. نقلاً عن: انترناشيونال هيرالد تريبيون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©