الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بروليتاريا ديجيتال

بروليتاريا ديجيتال
26 يوليو 2006 00:05
إعداد - عدنان عضيمة: مع تعاظم التأثيرات ذات القوة المتصاعدة لاستخدام الأجيال الجديدة من الأجهزة والشبكات الاتصالية الرقمية'' ديجيتال '' تزداد العواقب والتداعيات الاجتماعية الناجمة عنها؛ وتتعقد البحوث والدراسات حول دورها في تغيير أساليب العيش وأداء العمل· ولا يكاد خبراء علم الاجتماع يفرغون من رصد نتائج استخدام ابتكار جديد حتى يكون قد فاته الزمن وأزاح الطريق أمام أجيال جديدة من الأجهزة التي تزيد هذه الدراسات تشابكاً وتعقيداً· وعندما ظهر البريد الإلكتروني، بدأ الناس يتنعّمون بفضائل وميزات التراسل الفوري المجاني الذي أفضى إلى تطورات هائلة في مجال زيادة الفعالية في التواصل وأداء الأعمال· وأثبتت جملة من عمليات استطلاع الآراء التي أنجزتها شركة (فيستو) Visto الأميركية المتخصصة بتشغيل منصّات البريد الإلكتروني، أن أربعة أخماس المتخصصين بتطوير الموبايل كانوا منذ بداية إطلاق هذا الجهاز ميّالين للاعتقاد بأن خدمة البريد الإلكتروني سوف تجعل الخبراء يعملون بمرونة أكبر من خلال تحقيق حالة جديدة من التوازن بين بيئة العمل والمطالب المستعجلة للحياة اليومية للبشر· ويشترك معهم في هذه النظرة معظم مدراء ومسيري الشركات؛ ومنهم على سبيل المثال روي بيدلو من الهيئة التنفيذية لشركة (بالم) Palm الذي يشير إلى أن البريد الإلكتروني يسّر له مهمة البقاء على اتصال تام بفريق العمل في شركته عندما كان يقف خلف طابور طويل من المسافرين الذين اصطفوا أمام أحد شبابيك مراقبة جوازات السفر في مطار سان فرانسيسكو· وأشار إلى أن هذه القدرة على التواصل مع فريقه جنّبته مشاعر الانزعاج التي يعانيها من يقف في مثل هذا الطابور وهو يعدّ على نفسه طول دقائق الانتظار· وبعد ذلك، أحصى بيدلو خلال رحلته الجوية الطويلة التي استغرقت 11 ساعة كاملة، مئات الرسائل الإلكترونية التي وصلته وراح ينقّب ويمحّص في كل منها فيما كانت طائرته تحلق فوق السحاب· وكان هذا الموضوع الحسّاس محل اهتمام خاص من صحيفة فاينانشيال تايمز التي أفردت له ملحقاً متخصصاً؛ وفي أحد المقالات التي تضمنها الملحق، يتساءل آلن كين المحرر الخبير في شؤون ثورة المعلومات: ولكن·· ألا يعني هذا المثال أن المكلفين بمسؤوليات جسام سوف يجدون أنفسهم مجبرين على العمل المستمر ودون انقطاع؟· ويشير كين في هذا الصدد إلى أن نتائج سبر للآراء أجرته شركة مايكروسوفت لصالح مؤسسة (يوجوف) YouGov البريطانية المتخصصة بالبحوث المتعلقة بأسواق المملكة المتحدة، أشارت إلى حاجة الشركات والأفراد العاملين إلى ضرورة تبني طريقة مناسبة تضمن لهم تحقيق المراقبة الفعالة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة إذا أرادوا تجنب التحول إلى أفراد يعملون طول الوقت· وقال ن· بيرلي أحد المدراء التنفيذيين في شركة مايكروسوفت: (لا شك أن هناك الكثير من الفوائد والفضائل الكامنة في التكنولوجيا، إلا أنها لم تعد تعني بالنسبة للبعض إلا مزيداً من العمل، وهي تجعلنا في حالة دائمة من الانشغال بالرد على اتصالات الآخرين)، ثم يتساءل بيرلي: (فهل هذا هو ثمن الحياة الحديثة؟، وهل يتعين علينا أن نقبل بهذا الواقع؟)· ودلّت نتائج الاستطلاع أن (العمل المرن) flexible working الذي يحتكم إلى نوع من التنظيم المتناغم مع طبائع البشر، بات خياراً لنصف كبار موظفي الشركات؛ كما أثبت أن ثلث كبار الموظفين ما زالوا متمسّكين بـ(ثقافة العمل من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساء)· وبالنسبة لهذه الفئة التي يبدو وكأنها أصبحت تمثل بشراً جاءوا متأخرين من كوكب آخر، ينبغي غلق كافة الأجهزة الاتصالية بعد نهاية وقت العمل والانصراف إلى النشاطات الحياتية العادية التي باتت تبدو الآن غريبة كل الغرابة· وربما كان أهم ما خرج به هذا الاستطلاع هو النتيجة التي تفيد بأنه حيث تطبق ثقافة (العمل المرن) تزداد الإنتاجية والإبداع الذهني في الأداء؛ ويرافق كل ذلك انخفاض كبير في مستويات التوتّر العصبي والتغيّب عن العمل والاستقالات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©