أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
حذرت هيئة الصحة – أبوظبي من شراء المكملات الغذائية وأعشاب إنقاص الوزن من قنوات التواصل الاجتماعي والإنترنت والهواتف المحمولة حيث إن العديد من هذه المواقع تشجع الجمهور على شراء هذه المنتجات بادعاءات غير صحيحة وتؤدي إلى أضرار شديدة على الصحة العامة، مؤكدة إتاحة خدمة للتأكد من سلامة أي منتج أو متحضر أو مكمل غذائي من خلال تحليل مكوناته في مركز زايد لطب الأعشاب بالمفرق.
وأعدت الهيئة أربع قوائم للأدوية والمنتجات والمكملات المغشوشة على موقعها الإلكتروني، وتتضمن منتجات تخفيض الوزن المغشوشة وشملت 190 منتجاً، ومنتجات كمال الأجسام الخطرة شملت 101 منتج، و المقويات الذكورية المغشوشة وضمت 302 منتج، وقائمة مستحضرات التجميل المغشوشة وعددها 46 منتجاً. وأفادت بأن الدعاية لبعض المكملات الغذائية في مختلف أنواع القنوات المسموعة والمرئية والمقروءة مثل الإذاعة وبعض قنوات التلفاز الخاصة والمجلات وحتى مؤخراً قنوات التواصل الاجتماعي عن طريق الإنترنت والمحمول لها تأثير كبير جدا على الجمهور.
وأشارت إلى أهمية القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء الموقر بشأن الإعلانات للمنتجات الدوائية حيث إنها ستمنع التأثير السلبي على صحة الجمهور الناتج من استخدام هذه المنتجات الضارة وذلك بعد توقف الدعاية المضللة نتيجة لهذه لقرارات الحكيمة، لافتة إلى أنه من المنطقي التنويه بأنه كانت هناك حاجة ملحة لمثل هذه القرارات من أجل وضع الضوابط اللازمة لعملية الدعاية بحيث لا يسمح بتضليل الجمهور، علما بانه ستتم محاسبة من يخرج عن تلك الضوابط.
وأكدت أن المكملات الغذائية تشمل أي منتج يحتوي على مادة غذائية الهدف من استعمالها تكميل الغذاء مثل الفيتامينات والمعادن، والأعشاب والمستخلصات النباتية الأخرى، والأحماض الأمينية والإنزيمات، ومستخلصات الأنسجة الحية، ومركزات نتائج عمليات الأيض وتكون متوفرة في شكل مستحضر صيدلاني مثل الأقراص، والكبسولات أو في صورة بودرة.
إشراف الهيئة
وأكدت هيئة الصحة – أبوظبي أن عمليات بيع وتسجيل وترخيص وتداول المستحضرات النباتية والمكملات الغذائية والمستمدة من مصادر طبيعية، تخضع للقانون الاتحادي رقم 20 لسنة 1992 والذي ينظم كل ما يتعلق بهذا النوع من المستحضرات، وتختص اللجنة الوطنية لتسجيل المستحضرات النباتية والمستمدة من مصادر طبيعية بالإشراف على تحديث القواعد المنظمة لذلك في جميع أنحاء الدولة حيث يتم تمثيل جميع الجهات الاتحادية والمحلية المعنية في هذه اللجنة بما في ذلك هيئة الصحة أبوظبي.
وقامت الهيئة فيما بعد بإدخال المكملات الغذائية المرخصة ضمن قائمة الأدوية المعتمدة لديها وتشرف الهيئة على بيع تلك المكملات الغذائية بالصيدليات على مستوى إمارة أبوظبي وذلك من خلال التفتيش الدوري الذي يقوم به مفتشو الهيئة لضمان عدم تداول أي مستحضرات طبية غير مسجلة بالدولة حيث تتم مصادرتها واتخاذ الإجراءات العقابية القانونية ضد من يبيعها.
وعن المنتجات التي تباع بمحال العطارة والمحال التجارية الأخرى، أشارت الهيئة إلى أنها تخضع لرقابة بلدية أبوظبي حيث يتخذ المفتشون الإجراءات القانونية اللازمة ضد من يقوم ببيع المستحضرات غير المصرح بها، موضحة أن هناك تنسيقاً بين هيئة الصحة وبلدية أبوظبي لمنع انتشار المكملات الغذائية غير المسجلة وخاصة المغشوشة والتي تحتوي على مواد ضارة غير معلن عنها.
المنتجات المغشوشة
وتقوم الهيئة بعملية مسح شبه يومي للعديد من الوكالات والهيئات العالمية المعنية بالصحة مثل منظمة الأغذية والأدوية الأميركية والصحة الكندية والمنتجات الطبية الأسترالية والبريطانية وغيرها من أجل تحديد ما تم الإبلاغ عن ضرره من تلك المنتجات وذلك من أجل حظر استعمالها.
فيما يتعلق بالمكملات الغذائية المسجلة فلا يوجد خطورة على الصحة من استعمال المكملات الغذائية المسجلة لدي وزارة الصحة طالما أن الاستعمال في حدود الكمية المحددة بالنشرة الداخلية للمنتج وأن الشخص الذي يستعملها لا يعاني من أمراض مزمنة، ولكن الوضع الأمثل بالطبع هو أن يكون الاستعمال تحت إشراف طبي، أما الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل داء السكري، والربو، والصرع فلا ينصح باستعمالها على الإطلاق إلا بعد استشارة الطبيب لأنه قد يكون هناك موانع لاستعمال المكملات الغذائية في تلك الحالات، أما في الأصحاء فأنها قد تسبب آثاراً جانبية مثل الصداع والدوخة.
وهناك مثال آخر وهو المكملات الغذائية المغشوشة والتي تستعمل كمنشطات جنسية حيث يتم غشها بإضافة مادة تادالافيل وسيلدينافيل وهي مواد كيميائية تدخل في تركيب أدوية لا تصرف إلا بوصفات طبية وهذه الأدوية تستخدم لعلاج الضعف الجنسي، ووجود هذه العناصر غير المعلن بعبوات العسل أو خلافه من كبسولات المكملات المغشوشة قد يتفاعل مع العديد من الأدوية وربما تسبب بخفض ضغط الدم إلى مستويات خطيرة وعدم انتظام ضربات القلب خاصة عند الرجال الذين يعانون من مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب الذين يتناولون علاجاً لهذه الأمراض.
وتحذر هيئة صحة - أبوظبي من تناول المنتجات المغشوشة وذلك لخطورة المواد المضافة وغير معلن عنها، على الصحة بوجه عام، ومنها في كثير من المكملات الغذائية المستخدمة لإنقاص الوزن حيث يتم إضافة مادة فينولفثالين وهي مادة كانت تستعمل قديما لعلاج الإمساك ولكن حالياً لا تستعمل على الإطلاق وذلك لارتباطها بحالات سرطان القولون، وكذلك مادة سيبوترامين وهي مادة كانت تستعمل سابقا لسد الشهية ولكن أيضاً تم اكتشاف ارتباطها بحالات تجلط بالقلب والمخ وهي حاليا ممنوعة. وأوضحت الهيئة بأن برنامج اليقظة الدوائية والذي يتلقى بلاغات الأعراض الجانبية التي تحدث من استعمال الأدوية واللقاحات والمكملات الغذائية وهذه البلاغات تأتي بالأساس من مقدمي الرعاية الصحية كالأطباء والصيادلة والممرضات، أن عدد البلاغات المتعلقة بالمكملات الغذائية قليل جدا ويعزى ذلك لان العديد من المرضى لا يبلغون الأطباء بخصوص استعمالهم لهذه المكملات الغذائية فالكثير من المرضى لا يعتبرون أن هذا من شأن الطبيب أو أن الطبيب لن يفهم ما يتكلمون عنه وهذا خطأ شائع ليس فقط بثقافتنا ولكن في معظم دول العالم وهذا يعني أن العديد من الناس قد يشتكون من أعراض جانبية نتيجة لمكمل غذائي ولا يخبرون الطبيب أو الصيدلي عن ذلك.
عدد اليوم
