أنور إبراهيم:
في العاشر من شهر يوليو الحالي، وغداة نهائي مونديال ألمانيا، وقع النجم الفرنسي الشهير ديدييه ديشان عقداً رسمياً لتدريب فريق يوفنتوس تورينو الإيطالي حتى يونيو ·2008 وبعدها بأربعة أيام فقط علم بأن فريقه سيبدأ الموسم الجديد في الدرجة الثانية وبناقص 30 نقطة كاملة عن منافسيه·· ورغم فداحة العقوبة وثقلها، إلا أن المدير الفني الجديد لم يأسف مطلقاً على اختياره تدريب هذا النادي العريق وكل همه الآن التركيز للعودة مرة أخرى الى دوري الأضواء والشهرة، فبدأ فترة إعداد فريقه بنفس راضية وهو يدرك تماماً أن المهمة لن تكون سهلة أو مريحة بأي حال· والحقيقة أن ديشان لم يفعل مثلما فعل الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني السابق للفريق والذي قفز من السفينة وحتى قبل أن تغرق تاركاً الفريق حتى قبل صدور الحكم بهبوطه الى الدرجة الثانية·· ديشان لم يصبه الخوف لكونه سيحتاج الى بذل جهد خارق وفوق العادة لكي يعود بالفريق مرة أخرى الى دوري الدرجة الأولى·
واعترف في حوار طويل لمجلة ''فرانس فوتبول'' بأن ما حدث لليوفنتوس ضربة قاصمة لأن أحداً لم يكن يتوقع أن تكون العقوبات قاسية الى هذا الحد·· الهبوط للدرجة الثانية وخصم عدد كبير من النقاط· وأضاف: سيحتاج منا ذلك بذل المزيد من الجهد والعمل وإن كنا نأمل في تخفيف العقوبات·
وأكد ديشان أنه ليس هناك شيء اسمه المستحيل ولكنه علق قائلاً: علينا أن نكون واقعيين أيضاً لأن استمرار العقوبات دون تغيير يذكر معناه أننا سنحتاج الى موسمين للصعود للدرجة الأولى مرة أخرى· وقال المدير الفني الجديد لليوفنتوس أو ''السيدة العجوز'' كما يحلو للطلاينة تسمية هذا الفريق: لا ينبغي أن نحول الأمر الى مأساة أو دراما، فاليوفي سيبذل أقصى ما عنده لتحقيق أفضل نتائج ممكنة ومن الضروري أن يظل الهدف هو الصعود مرة أخرى وبأسرع ما يمكن·· وعلينا أن نعتبرها سنة تطهر·
ورداً على سؤال عما إذا كان نادماً أو لا، قال ديدييه ديشان: لم أندم مطلقاً على شيء·· صحيح أنني لم أكن أتصور أن العقوبة ستكون فادحة جداً، إلا أنني أتحمل تماماً تبعات اختياري ومهمتي الأولى وهي تحفيز المجموعة وجعلها أكثر تصميماً على العودة·
وعندما قالت له المجلة إن الإيطاليين مبهورين بشجاعتك وحماسك، أجاب قائلاً: منذ اللحظة التي التقيت فيها بمسؤولي النادي اعتبروني رجل الموقف وزال عنهم أي شك بعد أن تحدثوا معي واتفقنا·
ولأن ديشان كان قبل الاتفاق الرسمي مع يوفنتوس قد صرح لصحيفة ''لاجازيتا ديللو سبورت'' بأنه على استعداد لتدريب الفريق مهما كانت الظروف، فقد بادرته المجلة الفرنسية بقولها إن كلامه هذا كان بمثابة طريقة جيدة للتعبير عن حبه للنادي، وما كان من ديشامب إلا أن قال: هذه حقيقة، فأنا متعلق كثيراً باليوفي وتجربتي مع هذا النادي وأنا لاعب كانت من أفضل الأشياء التي حدثت لي في حياتي الكروية حيث أمضيت به حمس سنوات لاعباً وفزت معه بالكثير من الألقاب والبطولات· وأضاف النجم الفرنسي كابتن منتخب الديوك في مونديال 1998 قائلاً: وحتى إذا كان معظم المسؤولين القدامى قد تغيروا، فإن روح النجاح ما زالت موجودة في هذا النادي·· وهناك تحد جديد أمامنا، والصعوبات لا تخيفني أبداً· وعلق قائلاً أنا لم أتول هذه المهمة بحثاً عن مجد شخصي أو للزهو وإنما لأنني من داخلي مقتنع بأن هذا مشروع رياضي مثير للاهتمام وسأبذل جهدي لإنهائه كما ينبغي وعلى أفضل ما يكون· وأوضح ديشامب أن هناك أندية يمر عليها اللاعب فتغير حياته، وعلق بقوله: كان من حظي أنني مكثت في يوفنتوس 5 سنوات لاعباً وكنت في أحسن حال على المستويين الكروي والإنساني·· واليوم أنا أعرف أين أضع قدماي وأعرف البيت تماماً حتى لو كان الناس قد تغيروا، فاليوفنتوس سيبقى هو اليوفنتوس·· انها لمكانة كبيرة أن أعمل لأجل هذا النادي·
وعندما سألته المجلة عما إذا كان لا يخشى أن يغير مجلس إدارة النادي الجديد كل شيء أو أن يكون بين أعضاء هذا المجلس من يفضلون مدرباً إيطالياً، قال ديشامب: كنت أعرف جيداً أنني لم أكن وحدي على الساحة، وانه كان الكثير من المرشحين لتدريب اليوفي، وان قيادات النادي تحدثت مع مدربين كثيرين ولكنها في نهاية المطاف اختارتني·
ورداً على سؤال عن رأيه فيمن يزعمون أنه لم يعد يعرف الكرة الإيطالية، قال ديشامب: من يقول ذلك هم مخطئون، فأنا أعرفها جيداً، وربما أعرف الدرجة الثانية أقل ولهذا فقد حرصت على أن يكون جهازي الفني المعاون إيطالياً خالصاً وعلى علم تام بدوري الدرجة الثانية وباللاعبين الذين يلعبون فيه·
وعما إذا كان لا يخشى أن يواجه عقبة إضافية تتمثل في إحجام الجماهير عن تشجيع ومؤازرة الفريق في الدرجة الثانية، قال: لن تكون هناك مشكلة لأننا سنلعب في الموسم الجديد بالاستاد الأولمبي بمدينة تورينو، وهو ملعب أصغر حجماً ولكن حرارة التشجيع فيه ترتفع الى أعلى درجة ولقد لمست ذلك بنفسي منذ بداية فترة الإعداد·· فالناس تحب يوفنتوس، وفي مثل هذه اللحظات الصعبة يعلمون تماماً أنهم مطالبون بحضور أكبر·
وعندما تطرقت المجلة الى الحديث عن لاعبي يوفنتوس الأعضاء في المنتخب الوطني والذين بلغ عددهم ثمانية لاعبين لعبوا جميعاً في المباراة النهائية لمونديال ألمانيا ،2006 قال ديشان: أعتقد أن 8 لاعبين من نادي واحد في منتخب يعتبر رقماً قياسياً، وعلى أية حال فإن اليوفي لم يفز ببطولاته بالصدفة، وكأس العالم الأخير تؤكد امتياز هذا النادي وتوافر المواهب به·
ورداً على سؤال عن مارشيللو ليبي مدربه القديم في اليوفنتوس، وما إذا كان قرار عدم استمراره مع المنتخب الريطالي قد فاجأه، قال ديشان: لم يفاجئني على الإطلاق، بل كنت أتوقع ذلك، لأن من يعرف ليبي جيداً ويعلم كيف يتصرف فسوف يتوقع حدوث ذلك وانني أجد قراره منطقياً·
مدرب صناعة فرنسية
وديديه ديشان هو أول مدرب فرنسي يتولى تدريب يوفنتوس، ولكنه واحد من 14 لاعباً فرنسياً ارتدوا فانلة هذا النادي الإيطالي العريق، وأبرزهم ميشيل بلاتيني (82 - 1987) وزين الدين زيدان (96 - 2001) وتيري هنري (من يناير الى يونيه 1999) وديفيد تريزيجيه (من صيف 2000) وليليان تورام (من صيف 2001) وباتريك فييرا (من صيف 2005)·
ومن أبرز إنجازات ديشامب كلاعب مع يوفنتوس الفوز بدوري إيطاليا أعوام 95 و 97 و 1998 وكأس ايطاليا ،1995 والسوبر الإيطالي 95 و ،1997 ودوري الأبطال الأوروبي 93 و 1996 والسوبر الأوروبية عام ،1996 وكأس الانتر كونتننتال عام ·1996 وقد فاز ديشامب تحت قيادة مارشيللو ليبي بكل هذه البطولات خلال الفترة من 94 الى 1999 والتي تولى خلالها ليبي تدريب يوفنتوس·
عدد اليوم
