الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نوح» .. أقدم وأعظم النجارين

12 يوليو 2013 22:24
القاهرة (الاتحاد) - كان مولد نبي الله نوح عليه السلام بعد وفاة آدم عليه السلام بألف سنة، فيروى أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا رسول الله أنبي كان آدم؟ قال: نعم. قال: فكم كان بينه وبين نوح؟ قال: عشرة قرون»، واسم «نوح» مأخوذ من النوح لنوحه على ذنوب أمته. وقد بعث الله تعالى نوح عليه السلام عندما عُبدت الأصنام والطواغيت، وشرع الناس في الضلالة والكفر، فبعثه الله تعالى رحمة للعباد، فكان ثالث رسول بُعث إلى أهل الأرض بعد آدم وإدريس عليهما السلام، وكان قومه يقال لهم «بنو راسب» - كما ذكر ابن جبير، وغيره-، ودعا نوح قومه إلى إفراد العبادة لله وحده، لا شريك له، وأن لا يعبدوا معه صنماً، ولا تمثالاً، ولا طاغوتاً، وأن يعترفوا بوحدانيته، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه، كما أمر الله تعالى من بعده من الرسل، الذين هم كلهم من ذريته، فاستجاب له بعض الضعافِ وبعض أبنائه إلا ابنه كنعان. وكان نوح عليه السلام يعمل في حرفة «النجارة» التي كانت إحدى الأنشطة الصناعية للإنسان منذ القدم، وكان عليه السلام أقدم النجارين، حيث تتفق الديانات السماوية الثلاث على أنه صنع الفلك - أي السفينة - بإلهام من الله تعالى حتى يتخذه طريقاً للنجاة من الطوفان، فقال الله عز وجل: (واصنع الفلك بأعيننا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون)، «هود: الآية 37»، وكانت صناعته للسفينة بشكل متقن جعلها تصمد أمام الأمواج العاتية. دعوة غضب يروي المؤرخون أن نوحاً عليه السلام لما يئس من صلاح قومه، وفلاحهم، ورأى أنه لا خير فيهم، وتوصلوا إلى أذيته ومخالفته، وتكذيبه، دعا عليهم دعوة غضب، فلبى الله دعوته، وعند ذلك أمره الله تعالى أن يصنع الفلك، وهي السفينة العظيمة التي لم يكن لها نظير قبلها، وقد قال بعض علماء السلف: لما استجاب الله لنوح أمره أن يغرس شجراً ليعمل منه السفينة، فغرسه وانتظره مئة سنة، ثم نجره في مئة أخرى، وقيل: في أربعين سنة. وقال الثوري: وأمره أن يجعل طولها ثمانين ذراعاً، وعرضها خمسين ذراعاً، وأن يطلى ظاهرها وباطنها بالقار، وأن يجعل لها جؤجؤاً أزور يشق الماء. وكانت ثلاث طبقات، كل واحدة عشر أذرع، فالسفلى للدواب والوحوش، والوسطى للناس، والعليا للطيور. وكان بابها في عرضها، ولها غطاء من فوقها، مطبق عليها. وبدأ نوح عليه السلام بصناعة فلك عظيم، لا يشبهه فلك في العالم، لأنه سيحمل فيه أصحابه وأتباعه ومن كل صنف من الحيوانات زوجين اثنين، وقد كان في قدرة الله أن ينزل تلك السفينة الضخمة من ‏السماء، أو يرفع بنوح وأتباعه الأرض، فلا يصل الماء إليهم، ولكن الله أمره أن يضرب ‏بمسماره على أخشابه، ليبني أعظم فُلك في الدنيا، حتى يعلم الإنسان الأخذ بالأسباب وقيمة العمل. وفتح نوح عليه السلام للبشرية بهذه السفينة أفق ارتياد الماء، فارتادوا من بعده وعلى منواله الأنهار والمحيطات، حتى صارت أساطيل لدى الفينيقيين، وأصبحت من بعد حاملات للطائرات، وتجوب البحار كجزرٍ متنقلة وفي هذا يقول الله تعالى: (وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر ولقد تركناها آية فهل من مدكر)، «القمر - الآية 13». كما قال تعالى أيضاً: (فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين)، «العنكبوت: الآية 15». بعد الطوفان لما نضب الماء عن الأرض بعد الطوفان الذي أغرق قوم نوح، وأمكن السعي فيها، والاستقرار عليها، هبط نوح وأصحابه من السفينة التي كانت قد استقرت بعد سيرها العظيم على ظهر جبل الجودي، وهو جبل بأرض الجزيرة، وعن ابن عباس، قال: كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلاً معهم أهلوهم، وإنهم كانوا في السفينة مئة وخمسين يوماً، وإن الله وجَّه السفينة إلى مكة، فدارت بالبيت أربعين يوماً، ثم وجَّهها إلى الجودي فاستقرت عليه. وقال قتادة وغيره: ركبوا في السفينة في اليوم العاشر من شهر رجب، فساروا مئة وخمسين يوماً، واستقرت بهم على الجودي شهراً. وكان خروجهم من السفينة في يوم عاشوراء من المحرم. ويذكر القرآن الكريم أن نوحاً عليه السلام مكث في قومه بعد البعثة وقبل الطوفان ألف سنة إلا خمسين عاماً، فأخذهم الطوفان وهم ظالمون. ثم الله أعلم كم عاش بعد ذلك؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©