الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مئة حاسة سرية».. أو الحب محور الخلود

«مئة حاسة سرية».. أو الحب محور الخلود
26 ديسمبر 2016 22:21
محمد عريقات (عمان) بعد إصداره لروايته الأولى «الصدع» يقدم الكاتب الأردني عاصف الخالدي للقراء بالعربية رواية «مئة حاسة سرية» للروائية الأميركية من أصل صيني آمي تان، نشرت هذه الرواية بلغتها الأصل عام 1995، وهي ثالث أعمال الكاتبة الروائية وأول عمل يترجم لها إلى العربية. وعند سؤاله عن سبب اختياره لترجمة هذه الرواية تحديداً، قال عاصف الخالدي: «أعتقد أن الأدب وجد ليعاند التاريخ، لطالما شعرت أن التاريخ مقبرة، أما الأدب، فإنه يرثي الإنسان ويرثي هذا العالم من خلاله، ويعطي للناس العاديين، في الأحداث الفردية، أو تلك الكبرى، يعطيهم مساحة ليكشفوا عن أنفسهم وحيواتهم. ليكونوا، حيث لا يسمح لهم التاريخ أن يكونوا، وهذا ما عثرت عليه، بين صفحات هذه الرواية». ويؤكد الخالدي أن الكاتبة في عملها الروائي تركز على علاقة الإنسان المهاجر الذي قادته ظروفه إلى الهجرة، وعلى علاقته بزمان ومكان ماضيين، مع زمان ومكان هما واقعه الحاضر واليومي، وفي هذا العمل تحديداً، تظهر الكاتبة أن العالم الذي يختفي من أمامنا، يظل موجوداً في الذاكرة، بشخوصه، أمواتاً أو أحياء، بجغرافيته، وبما تركت أحداثه فينا من أثر، الأهم، هو أن هذا العمل، يطبق مقولة ماركيز بشكل عميق، وهي أنه لا وجود للإنسان خارج الذاكرة؛ ولذا، فإن هذا العمل الروائي يقول بأن الموت، ليس نهاية المطاف، مستنداً على تناسخ الحيوات، ومستنداً على أن الإنسان لا وجود له بغير ذاكرته. يظهر هذا جلياً في الشخصيتين الرئيستين في الرواية وهما: كوان، وأختها أوليفيا. أشباح آمي تان في هذه الرواية، بحسب الخالدي، ليست سوى حيوات اختزنتها شخوصها في ذاكرتها، واستدعتها من خلال الأحلام، لتتمكن من ربط الماضي والحاضر، وربط المكان في الصين والمكان في أميركا، من خلال أداة الذاكرة، لم تجعل كوان أختها أوليفيا تؤمن بأشباحها فقط، رغم عدم وجود دليل مادي على هؤلاء الأشباح الذين لم يكونوا سوى شخوص حيوات نسيها التاريخ بعد أن هدمتها الحرب، بل جعلتها تؤمن بقصصهم ورواياتهم ونهاياتهم المأساوية، ماتوا، ولكن ظلوا أحياء في ذاكرة أحبتهم، ماتوا وعادوا كأشباح تسكن الأحلام، والأهم والذي يمثل هذا العمل، هو ما تقوله الرواية عن أن العالم، ليس مكاناً، العالم هو اتساع الروح، وأن الموت ليس نهاية المطاف، إن كانت الروح محاطة بالحب، فإن الحب هو محور الخلود لأنها ستولد من جديد، في حياة أخرى، باحثة عن حبها. وفي النهاية تقول كما أخبرتها أشباحها في الرواية: بأن الكلام لا يمكن فهمه وفق معناه المعروف، إنما، وفق ما يشعر به من يقوله، قد ينبثق الأمل من اليأس، والفرح، يتم تقطيره من الحزن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©