استطلاع: رواد الأعمال في دول «التعاون» يخططون لزيادة التركيز على الابتكار

أظهرت دراسة جديدة أجرتها مؤسسة الاستشارات الإدارية العالمية أن غالبية رواد الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي يخططون لزيادة التركيز على الابتكار خلال العام القادم. وسجّلت الدراسة تحولاً من الأسلوب التقليدي لاستيراد الابتكار إلى أسلوب الابتكار الوطني. واستند التقرير إلى دراسة “نهضة الابتكار في الشرق الأوسط”، حيث شارك في تأليف هذا التقرير الدكتور أنيل كورانا، الشريك في الشرق الأوسط، وروبرت شيلتون، مدير ورئيس قسم الابتكار العالمي. ويظهر التقرير أن كافة المشاركين من دول الخليج تقريباً (بنسبة 95 %) يتطلعون إلى ما بعد الأزمة الاقتصادية الراهنة، والغالبية تركز على الابتكار لفرص النمو. كما تبين الدراسة أن المديرين التنفيذيين المحليين يعتمدون نهجاً مستداماً طويل الأجل، ويركّزون بصورة أكبر على الحاجة إلى بناء الكفاءات البشرية و تطوير الهيكل التنظيمي لدعم الابتكار. وقال الدكتور كورانا “يبدو جلياً أن التركيز المتزايد على الابتكار ينتشر في جميع أنحاء المنطقة. فقد ظهرت مجموعات (clusters) متخصصة جديدة قائمة على المعرفة، مثل المجموعة التعليمية في قطر، ومجموعات تقنية الطيران والطاقة الخضراء (النظيفة) في أبوظبي. كما أن شركات الخدمات الهندسية في مصر والإمارات العربية المتحدة قد طوّرت اختصاصات ابتكارية اقليمية التي تواكب تحديات البناء، وتشمل الحرارة الشديدة وارتفاع نسبة الملوحة في مياه المحيطات”. وتابع الدكتور” قدرة دول الخليج على ضمان مستوى متقدم إقليمياً وعالمياً -فيما يتعلق بنوعية البنية التحتية، وتوفير حكوماتهم للمنتجات ذات التقنية العالية، وغيرها من المتغيرات- هو نِتَاج التزام المنطقة بتطوير البنية التحتية وبناء قطاعات اقتصادية جديدة تقوم على الابتكار”. ووجدت الدراسة أن مشهد الابتكار في المنطقة يتغير بسرعة جنباً إلى جنب مع بُعدين رئيسيين: الأول أن المديرين التنفيذيين في دول الخليج يُعيدون صياغة أهداف الابتكار لديهم. فهناك ستة وستون بالمئة من المجيبين على الاستقصاء، قالوا إنهم عدّلوا أهداف الابتكار لديهم في العام الماضي، وهذه النسبة تزيد 10 بالمئة على زملائهم حول العالم. وعلى مدى الـ 12 إلى 18 شهراً المقبلة، يتوقع المديرون التنفيذيون المحليون إجراء تغييرات على الاستراتيجيات التي يستخدمونها لتحقيق أهداف الابتكار هذه. وعند وضع أهداف الابتكار لديهم، يضع تنفيذيّو دول الخليج في حسبانهم أن الابتكار يتعلق بجوانب أكثر من مجرد التقنية وبراءات الاختراع، وهي صياغة حلول لاحتياجات العملاء، وذلك على غرار نظرائهم في مناطق أخرى. كما أن الابتكار يشمل نموذج الأعمال –وهو الطرق التي تركز من خلالها الشركات على القيمة التي يتم تقديمها، وكيف يتم تقديمها، والجمهور المستهدف. أما البُعد الثاني الآخذ بالتغير والمرتبط بمشهد الابتكار في المنطقة، فهو يتعلّق بكيفية تنفيذ الابتكار. حيث أشار عدد من المديرين التنفيذيين المشاركين إلى الانتقال من شراء الابتكار إلى تنفيذه. وعلى الرغم من أن شراء الابتكار –أي استيراد معظم المنتجات والخدمات- قد ساعد في تحديث الاقتصاد المحلي خلال فترة قصيرة نسبياً، إلا أنه لم يُمكّن دول الخليج من تنمية إمكانيات ابتكار وطنية قوية.