السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفضائح والحوادث تطارد كرة القدم اللاتينية في 2016

الفضائح والحوادث تطارد كرة القدم اللاتينية في 2016
26 ديسمبر 2016 18:28
استهلت لعبة كرة القدم في أميركا الجنوبية عام 2016 بالتعهد بتحسين صورتها وطي صفحة فضائح الفساد، التي ضلعت فيها اتحاداتها الكروية المختلفة، بيد أن العام، الذي كان من المفترض أن يكون بداية جديدة للقارة مع اللعبة الشعبية الأولى في العالم، انتهى بمآساة درامية كان بطلها نادي تشابيكوينسي البرازيلي. وقال أليخاندرو دومينجيز رئيس اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم «كونميبول»، بعد توليه منصبه مباشرة في يناير الماضي: «إنها الأزمة الأكبر والأعمق في تاريخ الاتحاد». وتولى دومينجيز مهام منصبه في ظل أوضاع غير مواتية ومضطربة داخل القارة الأميركية الجنوبية، بعد أن ألقي القبض على 3 روؤساء سابقين لكونميبول، وهم نيكولاس ليوز وأوخينيو فيجويرادو وخوان أنخيل نبوت، بالإضافة إلى غياب القيادات عن معظم الاتحادات الوطنية الأعضاء به. وأضاف المسؤول الباراجواياني: «لا يمكن أن يكون هناك ممارسات سيئة مرة أخرى، أو سلوكيات غير مقبولة أو فاسدة، هدفنا هو إعادة بناء الثقة من أجل ضمان شفافية اتحادنا». وبعد مرور عام، يمكن لـ«كونميبول» أن يتباهى بقدرته على إحداث بعض التغييرات في بنيته المؤسسية ونظام المنافسات، التي يتولى تنظيمها، ولكن تأثيرات هذه التغييرات ما تزال غير ملموسة حتى الآن. ومنذ الموافقة على اللوائح الجديدة في اجتماع جمعيته العمومية في العاصمة البيروفية ليما في سبتمبر الماضي، وحتى التعاقد مع مؤسسة استشارية عالمية «ارنست آند يونج»، والقبول بالخضوع لتفتيش جهات خارجية والعمل على تطوير وزيادة احترافية طاقمه الإعلامي، بدأت ملامح التغيير تسطع على الشكل العام لكونميبول. ورغم ذلك، أبقى كونميبول على استقرار بعض القضايا الشائكة، مثل تمديد تعاقده مع شبكة «فوكس» التلفزيونية حتى عام 2018، وهو الإجراء، الذي اتخذه نابوت في أواخر نوفمبر 2015، قبل أيام من القبض عليه. وتطرح في القريب العاجل المناقصة الجديدة الخاصة بحقوق البث التلفزيوني للبطولات، التي تقام بين عامي 2019 و2022. وحظيت بطولة كأس ليبيرتادوريس بالجانب الأكبر من التعديلات، التي أدخلها كونميبول على مسابقاته القارية، حيث ستمتد منافسات البطولة الأقدم في القارة الأميركية الجنوبية طوال أشهر العام في نسختها الجديدة عام 2017. وتلعب البطولة في الفترة ما بين شهري فبراير ونوفمبر، بالتوازي مع بطولة كأس سودامريكانا، التي ستقام في نفس الفترة. ويعتبر النظام الجديد للبطولتين المذكورتين مشابها إلى حد كبير لما يجري في بطولتي دوري أبطال أوروبا وبطولة الدوري الأوروبي. واصطدمت محاولات إثراء بطولة كأس ليبيرتادوريس مع معوقات كثيرة في جداول مواعيد باقي المنافسات والتنظيم والضغط، الذي تمارسه كل الأطراف وبكل الأساليب لإعادة توزيع مقاعد الفرق المشاركة في البطولة. وقد يكون غياب الأندية المكسيكية عن النسخة القادمة من كأس ليبيرتادوريس التراجع الأبرز، الذي أصاب البطولة، منذ عام 1998، الذي شهد بداية مشاركة هذه الأندية دون انقطاع. ومن ضمن التجارب الجديدة داخل كونميبول التفكير في تنظيم بطولة «كأس السوبر»، التي ستجمع بين المنتخبين البطلين في قارتي أميركا الجنوبية وأوروبا، كما تم أيضاً اقتراح إقامة مباراة سوبر أوروبية أميركية على صعيد الأندية بين الفريقين بطلي كأس السوبر في القارتين. وتبدو هذه الفكرة في الوقت الراهن مستبعدة من قبل كونميبول، على النقيض من النجاح الكبير، الذي حالف فكرته الطموحة في إقامة بطولة كوبا أميركا المئوية، التي ورغم الشكوك الكثيرة حول إمكانية إقامتها، تم استضافتها في الولايات المتحدة الأميركية منتصف العام الجاري، في إطار احتفالات الاتحاد الأميركي الجنوبي بمرور 100 عام على نشأته. وشهدت البطولة توجيه الدعوة لستة منتخبات من اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي «كونكاكاف». وتوجت تشيلي بلقب هذه البطولة للمرة الثانية على التوالي بعد تغلبها على الأرجنتين مرة أخرى في المباراة النهائية، حيث سبق لها الفوز على راقصي التانجو في نهائي البطولة عام 2015. ولم يكن لاحتفالات كونميبول بالمئوية صدى واسع، بسبب فضائح الفساد، التي ضربت الاتحاد في الفترة الأخيرة، كما هو الحال أيضا مع حادثة نادي تشابيكوينسي البرازيلي، التي أطفأت بدورها بهجة الاحتفالات وأفجعت العالم بأسره. وسقطت الطائرة، التي كانت تقل الفريق الأول لكرة القدم لنادي تشابيكوينسي البرازيلي لمدينة ميديين الكولومبية، حيث كان الفريق في طريقه لهذه المدينة لخوض إياب نهائي بطولة كأس سودامريكانا أمام أتلتيكو ناسيونال الكولومبي. وبناء على طلب النادي الكولومبي أعلن تشابيكوينسي بطلا لكأس سودامريكانا 2016، ليشارك في نسخة العام القادم من بطولة كأس ليبيرتادوريس، رغم غموض الإجراءات، التي سيتخذها هذا النادي المنكوب لإعادة تكوين الفريق، بعد أن فقد 19 لاعباً في الحادث. ونفى كونميبول اتهامات تواطئه مع شركة «لاميا» للطيران، التي كانت تقل الفريق البرازيلي إلى كولومبيا، وكانت في وقت سابق تنقل العديد من منتخبات القارة الأميركية الجنوبية. وعلى جانب آخر، تعرض نادي هوراكان الأرجنتيني هذا العام لحادث سير في فنزويلا خلال بطولة كأس ليبيرتادوريس، عندما تعطلت مكابح الحافلة، التي كان يستقلها فريقه الأول لكرة القدم. ورغم محاولات تقليد الكرة الأوروبية، تظل كرة القدم في أميركا الجنوبية على صعيد الأندية بعيدة عن المستوى الراقي، الذي تشتهر به القارة العجوز.              
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©