الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصين وإيران: ما وراء التجارة والطاقة

9 يوليو 2015 23:45
شكل طريق الحرير الذي كان يربط إيران وآسيا الوسطى والعالم العربي بالصين أساساً لتراث غني تقوم عليه العلاقات الحالية الإيرانية الصينية، كما أن معاناة البلدين من ظروف مهينة إبان المرحلة الاستعمارية، وحدوث ثورتين فيهما خلال القرن العشرين، يجعلانهما متشابهين في الحالة النفسية. إنها الخلفية التاريخية التي يعتبرها منوشهر دوراج، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة تكساس كريستشن، أساساً مهماً لـ«توسع العلاقات الإيرانية الصينية وأبعادها الاستراتيجية»، لكنه يرى أيضاً في هذا الكتاب الذي نعرضه هنا أن الدافع الحقيقي لتوسيع تلك العلاقات يكمن في الحسابات العملية للمصالح الوطنية. ويهتم المؤلف بتحليل الجذور التاريخية للعلاقات الإيرانية الصينية، والديناميات السياسية المؤثرة فيها، مع تركيز خاص على فترة ما بعد عام 1979. وكما يوضح الكتاب، فقد مهدت الاتصالات المبكرة والتأثيرات المتبادلة لتطوير العلاقات بين البلدين في العصر الحديث، وإن تراجعت هذه العلاقات بعد ثورة 1949 في الصين، حيث كانت إيران في المعسكر الغربي، لكن بعد ثورة الخميني عام 1979 سارعت الصين للاعتراف بالحكومة الجديدة في طهران، بيد أن اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 شكّل معضلة للصين التي كانت تطمح للحفاظ على علاقات جيدة بالبلدين، لكن نهاية الثمانينيات شهدت وقف الحرب العراقية الإيرانية، وصعود الاقتصاد الصيني وازدياد حاجته للطاقة، وفي هذا الخصوص يذكر الكتاب أنه بسبب آثار الحرب والعقوبات الدولية ونقص الاستثمارات، أصبحت قدرة إيران على زيادة طاقتها الإنتاجية محدودة، لكن بفضل الاستثمارات والتكنولوجيا الصينية أخذت علاقات البلدين في مجال الطاقة تتسع باضطراد، وكانت نقطة التحول عام 2004 حين أبرما اتفاقية بقيمة 20 مليار دولار، فأصبحت الصين أكبر مستثمر في قطاع الطاقة الإيراني. وفيما يتعلق بمبيعات الأسلحة الصينية لإيران، يذكر المؤلف أن بكين زودت طهران خلال الحرب العراقية الإيرانية بتكنولوجيا الصواريخ، وكانت إيران أكبر مشترٍ للأسلحة الصينية في الشرق الأوسط. أما في المجال النووي فيذكر الكتاب أن الصين لعبت دوراً رئيسياً في المرحلة المبكرة من تطوير البرنامج الإيراني (1985 -1996)، حيث دربت العلماء والمهندسين الإيرانيين، كما زودت إيران بمفاعلات نووية وبتكنولوجيا الليزر الذرية وبكميات من نظائر اليورانيوم، لكن عقب القمة الصينية الأميركية عام 1997، اضطرت الصين، جرّاء الضغوط الأميركية، إلى تقليص تعاونها النووي مع إيران. ويتابع الكتاب تطور التجارة بين البلدين، قائلاً إنها قبل عام 1979 كانت أقل من 1? من إجمالي تجارة إيران الخارجية، لكنها بحلول عام 2003 أصبحت بنسبة 8?، ثم صارت 16? عام 2009 حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لإيران. وعلاوة على عوامل الطاقة والتجارة، هناك أبعاد استراتيجية للعلاقات الإيرانية الصينية، خاصة أن الصين كقوة دولية صاعدة، لها طموح سياسي في تقليص النفوذ الغربي في المنطقة، وهو هدف استراتيجي مشترك مع طهران. وأخيراً يختم «دوراج» كتابه بتحليل الاتجاه المستقبلي للعلاقات الإيرانية الصينية، قائلاً إن الصين ترى في شراكتها مع إيران جزءاً ضرورياً من تحضير البيئة الكلية لصعودها عالمياً. لكن نتائج الاتفاق المرتقب في أفق الأسابيع القليلة المقبلة بين إيران والغرب، قد يخصم كثيراً من رصيد العلاقات الإيرانية الصينية، ويغير بعض التوقعات التي طرحها الكتاب حول التوسع المضطرد لهذه العلاقات. محمد ولد المنى الكتاب: توسع العلاقات الإيرانية الصينية وأبعادها الاستراتيجية المؤلف: منوشهر دوراج الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تاريخ النشر: 2015
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©