في ظل المتغيرات اليومية، وظل عدم الاستقرار النفسي، للأسرة ، يبقى الخروج من البيت إلى مكان فيه متنفس ومرح، أفضل وسيلة للترويح عن النفس، حيث تشكل ضغوطات الحياة، أكبر تحد للأسرة، ويصبح البيت إحدى معتقلات النفس·
لم يكن الناس بحاجة إلى حدائق ولا إلى مستشارات نفسية لأن طبيعة الناس، وطبيعة الأرض، وما فيها كانت تعطي راحة البال والنفس المطمئنة، ولكن اليوم ومع ضغوط الحياة ومن كل الجوانب، على نفسية الناس ظهرت الكثير من الدراسات النفسية، والدراسات الاجتماعية ·
وما نحن بصدده بالحديث هو حديقة مصلى العيد برأس الخيمة، وهي حديقة متواضعة تقع بجوار الإدارة العامة لشرطة رأس الخيمة القديمة، ويلجأ الناس لهذه الحديقة في أوقات المساء للترويح عن أنفسهم، عندما تصبح حديقة صقر صعبة الوصول إليها، وإن كانت الحديقة لا تفي بالغرض المطلوب إلا أنها أحسن الأمور لوجود مسطح أخضرفيها، وقليل من الألعاب، بالطبع إن هذا الجهد المشكور من قبل دائرة الاشغال العامة، وسعيها المتواصل في وضع بصمات طيبة على أرض الإمارة، وان كانت بعض الإمارات سعت وبجهود مخلصة في ايجاد مساحات خضراء فيما بين التجمعات السكنية ولاصحاب البنايات حيث ينزلون وقت الغروب للترويح عن أنفسهم، إن مشروع حديقة مصلى العيد سابقاً خطوة جيدة، نتمنى أن تلحقها خطوات أخرى لبعض المناطق، وأولادنا ليسوا بحاجة إلى مشروع ضخم مكلف بل إلى مشروع متواضع لتمضية الوقت، وإن كان من الضروري أن تقوم الأشغال بزيادة أعداد المراجيح، وإعداد الزلقات، وعمل سياج حول الحديقة وعدم تركها مفتوحة حتى لا تتعرض للتلف والتخريب، وحتى يمنع دخول الحيوانات السائبة التي يمكن أن تقضي على المزروعات كذلك زيادة أعداد لمبات الانارة، وذلك لتعليقها على جذوع الشجر، حيث أنه من الملاحظ أن معظم مساحة الحديقة يلفها الظلام الدامس··· ومع تقديرنا وامتنانا للقيادة السياسية بالإمارة وللجهات الرسمية سواء كانت الاشغال، البلدية، الاراضي، والذين يضعون نصب أعينهم مصلحة الوطن· إن امتداد الإمارة، واتساع رقعتها الجغرافية، ووجود تجمعات سكانية، وبعد أماكن الترويج السياحي، فإنه يبقى من الضروري وجود مسطحات خضراء ومتنفسات عائلية للأولاد والأسرة ·· وهي إحدى الحلول الجذرية لتحسين نفسيات الأطفال في البيوت·
عبدالله حميد- رأس الخيمة
عدد اليوم
