الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلاب «الحوأب» تنبح على عائشة في موقعة الجمل

11 يوليو 2013 21:56
القاهرة (الاتحاد) - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر»، قال: أنا يا رسول الله؟ قال: نعم، قال فأنا أشقاهم يا رسول الله؟ قال: لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها». وعن عائشة رضي الله عنها، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا: «أيّتُكُنّ تنبح عليها كلاب الحوأب». وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه: «ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب (كثير الوبر أو كثير وبر الوجه) تخرج فتنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعدها». وذكر الإمام البيهقي في دلائل النبوة عن أم سلمة قالت: ذكر النبي خروج بعض نسائه أمهات المؤمنين، فضحكت عائشة فقال: «أنظري يا حميراء أن لا تكوني أنت ثم التفت إلى علي فقال يا علي وليت من أمرها شيئا فارفق بها». معركة الجمل ولقد حدث ما أخبر به النبي الذي لا ينطق عن الهوى، عن قيس بن أبي حازم قال، لما أقبلت عائشة فنزلت بعض مياه بني عامر نبحت عليها الكلاب، فقالت أي ماء هذا؟ قالوا، الحوأب قالت ما أظنني إلا راجعة، فقال لها بعض من كان معها، بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، فقالت، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم: «كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب»، والحوأب موضع في طريق البصرة. في عام 36 من الهجرة وقعت معركة الجمل في البصرة بين قوات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، بالإضافة إلى أم المؤمنين عائشة التي ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وسميت المعركة نسبة إلى هذا الجمل. بعد حدوث الفتنة ومقتل عثمان بن عفان، بايع كبار الصحابة عليا لخلافة المسلمين، وانتقل إلى الكوفة، وبعدها انتظر بعض الصحابة أن يقتص الإمام من قتلة عثمان، لكنه أجل الأمر، ولما مضت أربعة أشهر على البيعة خرج طلحة والزبير إلى مكة، والتقيا أم المؤمنين عائشة التي كانت عائدة من أداء فريضة الحج، وصل أصحاب الجمل إلى البصرة، ولم يكن لهم غرض في القتال، بل أرادوا جمع الكلمة والقصاص من قتلة عثمان بن عفان، والاتفاق مع علي بن أبي طالب في كيفية تنفيذ القصاص، بعيداً عن المدينة، وكان في البصرة نفر من دعاة الفتنة، الذين خرجوا على عثمان فعمل هؤلاء على التحريض ضد أصحاب الجمل. ووصل علي إلى البصرة، مكث فيها ثلاثة أيام والرسل بينه وبين طلحة والزبير وعائشة، فأرسل القعقاع بن عمرو اليهم، فقال للسيدة عائشة، أي أماه، ما أقدمك هذا البلد، فقالت، أي بني الإصلاح بين الناس، فسعى القعقاع بين الفريقين بالصلح، واستقر الأمر. الصلح قال ابن كثير في البداية والنهاية، فرجع القعقاع إلى علي فأخبره، فأعجبه ذلك، وأشرف القوم على الصلح، كره ذلك من كرهه، ورضيه من رضيه، وأرسلت عائشة إلى علي تعلمه أنها إنما جاءت للصلح، ففرح هؤلاء وهؤلاء، وقام علي في الناس خطيباً، فذكر الجاهلية وشقاءها وأعمالها، وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة، ثم قال، ألا إني مرتحل غداً فارتحلوا، ولا يرتحل معي أحد أعان على قتل عثمان بشيء من أمور الناس. وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، يتشاورن وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس، فنهضوا من قبل طلوع الفجر، وهم قريب من ألفي رجل، فانصرف كل فريق إلى قراباتهم، فهجموا عليهم بالسيوف، وقام الناس من منامهم إلى السلاح. وهذه أم المؤمنين عائشة، تقول: إنما أريد أن يحجر بين الناس مكاني ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبدا. روى أبن أبي شيبة في مصنفه عن الحسن بن علي قال: لقد رأيته - يعني عليا - حين اشتد القتال يلوذ بي ويقول: يا حسن، لوددت أني مت قبل هذا بعشرين حجة أو سنة اللهم ليس هذا أردت. قال الإمام أبن العربي: ولما ظهر علي جاء إلى أم المؤمنين، فقال: غفر الله لك، قالت: ولك، ما أردت إلا الإصلاح، ثم أنزلها دار عبد الله بن خلف وهي أعظم دار في البصرة، وزارها ورحبت به وبايعته وجلس عندها، ثم ردها إلى المدينة معززة مكرمة كما أمر الرسول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©