لندن (الاتحاد)
أبرزت وكالة «بلومبرج» الأميركية للأنباء اضطرار شركة الخطوط الجوية القطرية إلى الاستحواذ على 9.61% من أسهم شركة «كاثي باسيفيك»، العاملة في شرق آسيا، بعدما أُوصِدتْ في وجهها السوق الأميركية. وقالت في تقريرٍ من إعداد «كيونهي بارك»: «إن هذه الصفقة التي تصل قيمتها إلى أكثر من 656 مليون دولار، تأتي بعد أشهر قليلة من تخلي الشركة القطرية عن خططها للاستثمار في سوق الطيران الأميركية، بعدما رُفِضت محاولاتها المستميتة في هذا الصدد».
وأشار تقرير الوكالة المعنية بالأخبار المالية والاقتصادية إلى ما قاله الرئيس التنفيذي لمجموعة «أميركان آير» دوج باركر قبل شهور من أنه غير حريص على أن تكون هذه الشركة من بين حملة الأسهم في مجموعته. كما أبرز الصعوبات التي تواجهها الخطوط القطرية في الوقت الراهن، في ظل المقاطعة المفروضة على قطر، بسبب تشبثها بموقفها المُعاند والمتعنت والرافض للاستجابة لمطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين).
وأشارت الوكالة إلى أن هذه المقاطعة أدت إلى منع هذه الشركة من تسيير رحلاتٍ من الدول الأربع وإليها، أو حتى المرور في أجوائها، وهو ما أجبرها على إعادة نشر جزءٍ من أسطولها الجوي في مناطق أخرى. ونقلت عن محللين في شؤون الطيران قولهم إن الصفقة لا تبدو إيجابية، وأشاروا إلى أنهم لم يرصدوا حماسة في «كاثي باسيفيك» لعملية الاستحواذ الأخيرة، التي أكدوا أنها تحمل نكهة سلبية على الرغم من المظاهر التي تجعلها تبدو ذات شأن.
وفي دلالة على الآثار السلبية الكبيرة لتلك الصفقة، أبرزت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الانهيار الذي لحق بأسهم «كاثي باسيفيك» فور إعلان استحواذ الخطوط الجوية القطرية على نحو عُشر أسهمها.
وأشارت إلى أن هذه الأسهم هوت بنسبة 4.7% في التعاملات التي شهدتها بورصة هونج كونج بعد ساعاتٍ من إعلان النبأ الخاص بإبرام الصفقة. أما موقع «ناسداك» الأميركي، المعني بدوره بأنباء المال والاقتصاد، فقد أشار إلى الصعوبات التي تمر بها شركة الطيران الآسيوية التي اشترت الخطوط القطرية حصةً من أسهمها، قائلاً: «إن تلك الشركة استغنت عن 600 من العاملين فيها منذ مايو الماضي».
وأكد الموقع أن إقدام الشركة القطرية على إبرام هذه الصفقة، جاء في غمار أسوأ أزمة سياسية تضرب دول الخليج العربي منذ سنوات،، في إشارة بطبيعة الحال إلى الأزمة الراهنة الناجمة عن توجهات الدوحة وسياساتها. وأشار إلى أن الخطوط الجوية القطرية لم تعد قادرة في ظل هذه الأزمة على التحليق في أجواء السعودية والإمارات، وهو ما أفقدها أسواقاً مربحة.
عدد اليوم
