السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفجير «الضاحية الجنوبية»... ودور «حزب الله» في الحرب السورية

تفجير «الضاحية الجنوبية»... ودور «حزب الله» في الحرب السورية
11 يوليو 2013 12:49
نيكولاس بلانفورد بيروت - لبنان انفجرت سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت أول من أمس الثلاثاء، في مؤشر إضافي على أن الحرب الأهلية السورية أخذت تزحف عبر الحدود إلى لبنان، وبدأت تؤجج العلاقات المتوترة أصلاً بين السُنة والشيعة اللبنانيين. وقد أصيب أكثر من 50 شخصاً عندما انفجرت القنبلة التي كانت موضوعة داخل سيارة من نوع «رينو رابيد» في الصباح في حي بئر العبد المزدحم جنوب بيروت. ولئن قوبل الهجوم بتنديد قوي من قبل مختلف ألوان الطيف السياسي في لبنان، ولم تتبن أي جهة المسؤولية عن الهجوم بشكل فوري، فإن بعض خصوم «حزب الله» ألمحوا إلى أنه يعد نتيجة للدور الذي تقوم به المنظمة الشيعية في سوريا، حيث تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد ضد الثوار. وفي هذا الإطار، دعا سعد الحريري، الزعيم السُني ورئيس الوزراء الأسبق، اللبنانيين إلى تجنب «الانجرار إلى حروب لن تتسبب إلا في مزيد من الانقسام للبنان». القنبلة -التي قدَّرت مصادر من «حزب الله» أنها تعادل قرابة 30 كيلوجراماً من المتفجرات- حطمت زجاج عدد من المباني السكنية، وأحدثت شقوقاً في جدران العمارات السكنية المجاورة. كما تسبب الانفجار، الذي سُمع من معظم أنحاء بيروت، في إضرام النار بعدد من المركبات وتصاعد سحب من الدخان الأسود في الجو. ويقول علي قنصو، مالك مقهى: «لقد كنتُ في طريقي إلى العمل عندما سمعت دوي انفجار قوي في الشارع المجاور»، مضيفاً «لقد كنا نعلم أن هذا قادم، ونحن نتوقع مزيداً من القنابل، لأننا في حرب». مسلحو «حزب الله» والجنود اللبنانيون أسرعوا إلى تطويق المكان، بينما أطفأ رجال الإطفاء النيران، واستعدت الشرطة لتفحص الحفرة العميقة التي أحدثها الانفجار. وفي هذه الأثناء، وقف بعض المارة الذين تملكهم الفضول بحذر فوق طبقة من الزجاج المحطم على الرصيف والشارع. وقال ميشال سليمان، الرئيس اللبناني، في بيان: «إن العودة إلى هذه الأعمال تعيد إلى الذاكرة الصفحات السوداء التي عاشها اللبنانيون سابقاً». ومن جانبه، قال علي عمار، وهو عضو في البرلمان من «حزب الله»، إن الانفجار قام به أنصار «المشروع الأميركي- الصهيوني»، مضيفاً أن الهجوم يحمل «بصمات إسرائيل». ويُعد هذا أول تفجير بواسطة سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد معقلًا لـ«حزب الله» منذ عام 2004، عندما قُتل مسؤول عسكري تابع لـ«حزب الله» في هجوم يُعتقد أنه نفذ من قبل إسرائيل. وتتميز الضاحية الجنوبية لبيروت باكتظاظ سكاني وتتألف من مبان سكنية طويلة وشوارع ضيقة تعج بالراجلين. ولكن وضع القنبلة في موقف سيارات كبير نسبياً قبالة الطريق الرئيسي بدلاً من ركنها في أحد الشوارع المزدحمة قد يكون محاولة من قبل من يقفون وراء التفجير لتقليل الخسائر. وكان بعض رجال «حزب الله» المحليين في المكان قد ذهبوا في البداية إلى أن الغرض من القنبلة، قد يكون هو التحذير بدلًا من التسبب في عدد كبير من الإصابات. ويشار هنا إلى أن الهجوم لم يسفر عن سقوط قتلى، وأن أغلبية الجروح كانت بسبب الزجاج المتطاير. ومن جهة أخرى، قال مصدر أمني مطلع إنه تم العثور على سيارة مفخخة ثانية بجوار مكان الانفجار، وتم إبطال مفعولها بأمان من قبل الجيش اللبناني. ولم يتسن التحقق من هذه المعلومة بشكل فوري، ولكنها ستشير إذا ما تأكدت إلى أن الغرض من القنبلة الأولى ربما كان هو جذب حشود من الناس الذين كانوا سيسقطون بعد ذلك ضحايا لسيارة مفخخة ثانية. والواقع أن توقع هجوم بواسطة سيارة مفخخة في جنوب بيروت كان كبيراً منذ أشهر. وفي هذا الإطار، يقوم رجال «حزب الله» بشكل روتيني بإقامة نقاط تفتيش صغيرة ليلًا لمراقبة حركة المرور، ويجوبون الشوارع في دوريات خلال الساعات الأولى من الصباح مع كلاب الكشف عن المتفجرات. كما قام «حزب الله» بإحصاء العام الماضي لكل السوريين الذين يعيشون في جنوب بيروت، للتحقق من هوياتهم وأماكن عملهم وعناوينهم في بيروت، وأين يعيشون في سوريا. وكان دور «حزب الله» القتالي في سوريا انكشف للجميع في مايو الماضي، عندما قاد الحزب هجوماً دام 17 يوماً على بلدة القصير، التي كان يسيطر عليها الثوار، والتي تقع على بعد 8 كيلومترات إلى الشمال من الحدود مع لبنان. ومنذ أن تمت السيطرة على البلدة في الخامس من يونيو، قام «حزب الله» بنشر مقاتليه إلى جانب الجنود السوريين في حمص ومناطق بالقرب من دمشق. ويعتبر نظام الأسد حليفاً أساسياً لـ«حزب الله» وإيران، حيث يشكلون «محور الممانعة» لمواجهة المصالح الغربية والإسرائيلية في الشرق الأوسط. ويبرر «حزب الله» تدخله في سوريا على أساس أن إسرائيل والغرب يستعملان مقاتلين سُنة متشددين للإطاحة بنظام الأسد وإضعاف التحالف. كما تحذر قيادة «حزب الله» من أنه إذا سقط الأسد، فإن لبنان سيكون في خطر بسب المقاتلين «التكفيريين» الذين ينظرون إلى أي شخص لا يشاطرهم تأويلهم المتشدد للدين باعتباره كافراً. ومع ذلك، يثير دور «حزب الله» في سوريا توتراً في لبنان يفوق ما يثيره انضمام مئات اللبنانيين السُنة إلى صفوف الجيش السوري الحر أو دعمهم الفعلي للثوار من الناحية اللوجستية. والواقع أن الاستياء اللبناني من «حزب الله» أخذ يزداد منذ سنوات بسبب النفوذ السياسي للحزب الشيعي، المدعوم بقوته العسكرية الكبيرة. استياء فاقمه الدينامية الطائفية للحرب الأهلية السورية. وقد ندد الجيش السوري الحر بتدخل «حزب الله» في سوريا وهدد مراراً بمهاجمة الحزب في لبنان. ورغم أن لؤي مقداد، المتحدث باسم الجيش السوري الحر، قال لصحيفة «النهار» اللبنانية إن الثوار يدينون تفجير بئر العبد، إلا أنه قال أيضاً إن نظام الأسد وقيادة «حزب الله» مسؤولان «بشكل مباشر أو غير مباشر». كما يجادل خصوم «حزب الله»، السنة بشكل رئيسي، بأنه بالنظر إلى دوره في سوريا، فإن «حزب الله» يواجه خطر السماح بانتقال النزاع السوري إلى لبنان. ويذكر هنا أن بعض مجموعات الثوار السوريين تقوم بإطلاق قذائف على مناطق يسكنها الشيعة في وادي البقاع في شرق لبنان، وقد كانت آخر مرة وقع فيها ذلك يوم الاثنين، عندما ضربت قذيفتان من طراز «كاتيوشا» منطقة بالقرب من بلدة حرمل. كما تم استهداف المشتبه في كونهم مقاتلين من «حزب الله» بقنابل تزرع على جانب الطريق في ثلاثة حوادث منفصلة على الأقل في وادي البقاع. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، جُرح جنديان لبنانيان عندما انفجرت قنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق بينما كانا يحققان في انفجار سابق كان يُعتقد أنه استهدف مركبة تابعة لـ«حزب الله». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©