الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البولنديون يجنون ثمار الانتعاش عبر «بوابة» السلع الفاخرة

البولنديون يجنون ثمار الانتعاش عبر «بوابة» السلع الفاخرة
13 يوليو 2011 20:30
وارسو (د ب أ) - كانت ستانيسلافا ميسالا صاحبة أحد محال العطور، معتادة على الاحتفاظ بتشكيلة من العطور الفاخرة داخل دولاب عتيق لا يفتح سوى لنخبة منتقاة من العملاء من أثرياء بولندا. لكن زجاجات العطور هذه باتت الآن تعرض للجميع، حيث عزز النمو الاقتصادي في البلاد الطلب على سلع الرفاهية. وتقول ميسالا عن سنوات الحكم الشيوعي في بولندا: “إنه تفاعل مع السنوات التي كانت الاوضاع فيها هنا محزنة وكئيبة” متابعة “لماذا لا يجب علينا أن نمتلك عطوراً فاخرة البولنديون يعملون لأجلها وهم يستحقونها”. وارتفع حجم إجمالي الناتج المحلي في بولندا بنسبة 4,4% خلال الربع الأول من العام الجاري بينما يتوقع البنك الدولي نمواً مستقراً خلال العامين المقبلين. كما نجحت بولندا في الإفلات من الركود الذي ضرب معظم دول الاتحاد الأوروبي خلال 2009. وادت زيادة قوة الاقتصاد البولندي إلى خلق طبقة متوسطة أكبر حجماً يمكنها الآن شراء سلع الرفاهية وهي طبقة أكثر وعياً بالماركات الفخمة باهظة الثمن بفضل اعتيادهم السفر إلى الخارج. وأنفق البولنديون نحو 30 مليار زلوتي (10,86 مليار دولار) العام الماضي على الماركات باهظة الثمن من سلع الرفاهية. وقال تقرير صدر عن شركة “كيه م بي جي” للمحاسبات إن سوق سلع الرفاهية في بولندا من الممكن أن ينمو بنسبة 50% خلال السنوات المقبلة. وتصف الشركة بولندا بأنها واحدة من أكثر الأسواق “الواعدة” في أوروبا. لقد عزل الستار الحديدي البولنديين عن العالم الغربي لعقود من الزمان، حيث كان بنطلون جينز ماركة “ليفيس” يعد في ذلك الوقت نوعاً من الرفاهية. لكن منذ انهيار الشيوعية في عام 1989، أصبح البولنديون على دراية أكبر بالماركات العالمية وأصبحوا أكثر تعطشاً لسلع الرفاهية التي يرونها خلال رحلاتهم التي يقومون بها من آن لآخر إلى غرب أوروبا. لقد هاجر الآلاف إلى بريطانيا للعمل هناك بعد توسيع الاتحاد الأوروبي في عام 2004 وعاد هؤلاء إلى بولندا أكثر دراية بالماركات العالمية. ويقول باول شيمكيك، المحلل المالي المستقل،: “منذ عشرين عاماٌ كان المواطنون معزولين تماماً عن الأشياء الجديدة، لذا فإنهم متعطشون للمنتجات الجديدة والأفكار الجديدة .. الشباب ذهبوا إلى المملكة المتحدة بحثاً عن وظيفة وعادوا برؤى وأفكار جديدة حول الأشياء التي يمكن أن يتم شراؤها هناك ولا يمكنهم شراؤها هنا”. ويضيف “بعد خمس سنوات، عندما أصبحوا يشكلون الطبقة المتوسطة، أصبح بإمكانهم شراء تلك الأشياء في بولندا”، مشيراً إلى أن شركات سلع الرفاهية أكثر شغفا لفتح فروع في وارسو من شغفها لفتح محال في لندن أو نيويورك، حيث ترغب هذه الشركات في أن تصبح مشهورة في سوق جديد من المتوقع نموه. وافتتح معرض لسيارات “فيراري” العام الماضي في مبنى كان يضم فيما مضى مقر الحزب الشيوعي. وإلى جانب المعرض، يضم المبنى أيضاً محالاً فخمة أخرى مثل “مونت بلانك”. وذكرت صحيفة “زيتسبسبوليتا” اليومية في مايو الماضي أنه يتردد أن شركة “بينو-برنتوم-رودوت” صاحبة الماركات الشهيرة مثل “جوتشي” و”ايف سانت لوران” ترغب هي الأخرى في افتتاح فروع لها في بولندا. والماركات مثل “أديداس” و”نيفيا”، التي باتت تعتبر على المستوى العالمي سلعاً للاستخدام اليومي، لا تزال تعتبر سلع رفاهية في بولندا، وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته كلية الاقتصاد في وارسو العام الماضي. ويقول المعلقون إن تلك الماركات كانت بين المنتجات الأولى التي دخلت الأسواق البولندية بعد الشيوعية ولا تزال تعتبر الأفضل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©