قمة سرت تقر توصيات لتفعيل العمل المشترك

أنهت القمة العربية الاستثنائية المنعقدة في سرت أعمالها مساء أمس بإقرار سلسلة توصيات خاصة بتفعيل العمل العربي المشترك وأكدت دعم السودان في بيانها الختامي الذي لم يشر الى الموضوع الفلسطيني. وتلا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى البيان الختامي الذي أقر التوصيات الخاصة بتفعيل منظومة العمل العربي المشترك التي أصدرتها اللجنة العربية الخماسية في يونيو الماضي مع ترك تفاصيل التنفيذ لوقت لاحق. ومع أن البيان الختامي أشار إلى السودان والصومال فإنه تجنب الإشارة إلى الموضوع الفلسطيني. وكانت القمة العربية الاستثنائية عقدت جلسة أولى مغلقة بعيد ظهر أمس استمرت نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة في حين أن الجلسة الثانية كانت قصيرة ولم تدم أكثر من نصف ساعة. وأصدرت القمة في ختام أعمالها مساء امس قرارا بدعم السلام والوحدة والتنمية في السودان. وأكدت التضامن مع السودان واحترام سيادته ووحدة أراضيه واستقلاله، ودعم المساعي الرامية لتحقيق السلام في ربوعه ، والرفض التام لأي محاولات تستهدف الانتقاص من سيادته ووحدته وأمنه واستقراره. وأكد القادة التزام الجامعة العربية بالعمل والتعاون الوثيق مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ، لمساعدة السودانيين في وضع الترتيبات لإجراء الاستفتاء ؛ بما يضمن إجراؤه في مناخ سلمي وحر وذي مصداقية و شفافية ؛ بحيث يعكس إرادة مواطني جنوب السودان وفي منطقة أبيي بعيدا عن أي ضغوط لاستباق نتائج الاستفتاء . وأكدت القمة استعداد دول الجامعة العربية ، للمساهمة الفعالة في جهود إعادة البناء وأتحاذ الخطوات العملية والعاجلة لدعم جهود التنمية. وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أعلن في كلمة ألقاها خلال الجلسة الأولى المغلقة، تمسكه بمسمى جامعة الدول العربية في إطار إصلاح منظومة العمل العربي المشترك. وكان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قد افتتح القمة بحضور 15 من القادة العرب بينهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد والرؤساء السوداني عمر البشير والسوري بشار الأسد واليمني علي عبدالله صالح والعراقي جلال طالباني والتونسي زين العابدين بن علي. ثم أعطى الكلمة إلى أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى الذي قدم عرضا حول منظومة العمل العربي المشترك وأعلن إضافة موضوعي فلسطين والسودان كبند ثالث إلى جدول أعمال القمة الأساسي المؤلف من بندي تطوير منظومة العمل العربي المشترك وإصلاح جامعة الدول العربية، وسياسة الجوار العربي. ثم أعطى الكلمة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تطرق إلى القضية الفلسطينية، وبعد ذلك تحولت الجلسة العلنية إلى مغلقة. وقال مبارك “يجب ألا يمثل تطوير عملنا المشترك قطيعة مع هذا الإرث المهم وهذه التجربة الغنية عبر أكثر من ستة عقود. لذلك، فإن مصر تؤكد على ضرورة الإبقاء على مسمى جامعة الدول العربية عنوان هذا الإرث التاريخي وهذه التجربة مع إيلاء الاهتمام الأكبر لاعتماد رؤية جديدة تنفذ لجوهر ما نستهدفه لتطوير أداء الجامعة، سواء من حيث المضمون أو الاختصاصات أو آليات العمل”. وأضاف “علينا انتهاج مبدأ التطوير المتدرج الذي يراعي معطيات واقعنا العربي الراهن وظروفه وإمكانياته”. وقال مبارك “إن رؤية سياسة الجوار العربي يجب أن تجمع بين اعتماد معايير واضحة ومحددة ومتفق عليها للتعامل مع دول الجوار وتحديد أولويات تحركنا تجاهها وبين ضرورة مراعاة أوضاع العلاقات بين دول العالم العربي وكل دولة من دول الجوار”. وقال القذافي “إن هذه القمة الاستثنائية تأتي تطبيقاً لقرار قمة سرت العربية الأخيرة في مارس الماضي لبحث مسألة الهيكلية الجديدة للعمل العربي المشترك والتي قررت إنشاء لجنة خماسية برئاستي وقد اجتمعنا بطرابلس في يونيو الماضي وتباحثنا في موضوع الهيكلية حسب مقررات القمة وتوصلنا إلى صيغة معروضة علينا الآن لمناقشتها وهذا هو موضوع اجتماعنا الآن” ورأى موسى أن العمل العربي المشترك بدأ يستعيد نشاطه ويلعب دوره على المستويات المختلفة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وكذلك في كثير من المحافل الدولية.