الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرافئ ضحايا لأسباب كثر

28 يوليو 2014 01:20
في هذا الشهر الفضيل أكثر من طفل ذهبوا ضحايا لأسباب عدة، إما دهسهم تحت عجلات القفلة أو إحراقهم بطعام المطابخ الساخنة، أو تعرضهم للسعات الأدوات الكهربائية، كل هذا يحدث لأن الأمهات لاهيات في شؤونهن الرمضانية، غافلات في خضم الأعمال اليومية وأثناء الصوم أو ما بعده، الأطفال هم أحباب الله، هم البراءة التي تمشي على الأرض بأقدام صغيرة، قلوبهم الخضراء تدفعهم لمحاولات جريئة من أجل الاكتشاف ومعرفة ما حولهم وبعض ما يسعون لاكتشافه يخبئ لهم أخطاراً مميتة ما يجعلهم عرضة لمجازفات لا شأن لهم فيها، ولكن لأنهم بعفوية الطفولة يريدون أن يلمسوا كل شيء، وأن يلاحقوا أي شيء وأن يتحركوا في كل مكان واتجاه، وأن يعبثوا في كل ما تقع عليه أيديهم الطرية، إذاً من المسؤول. . لابد وأن يلقى باللائمة دوماً وأبداً على الكبار، فالكبار هم المربون والراعون والمتابعون والمنشئون، إذا تخلى هؤلاء عن مسؤولياتهم والتفتوا إلى أشياء أخرى، فإن الأطفال يكونون في مأزق الالتهابات الكارثية، الأطفال يكونون ضحايا لتخلص الالتزام الأبوي والأخلاقي وتفرغ لأعمال أخرى، الأطفال في سن معينة لا يعون الخطر ولا يعرفون مدى أهمية الحذر ولا يكترثون لنذر الشرر، لذا فإن من واجب الأهل أن يضعوا نصب أعينهم هذه المسؤولية الجسيمة وأن يصبوا جل الاهتمام في متابعة حركة الأطفال الدؤوبة، وأن لا يتكلوا على الخادمات «مادياً أو نهارياً»، فالمسؤولية مسؤولية الأهل أولاً وأخيراً، وإذا لم ينتبه الأهل، فإن الخادمات لن يعرن الأطفال اهتماماً، فهذه ليست مسؤوليتهن ولا أيضاً من أخلاقهن العناية بأطفال الغير ومن يفكر في إلقاء المسؤولية أو اللوم على خادم أو خادمة أو سائق أو سائقة، فهذا شأن يستحق العناية المركزة في مراكز التدريب على تربية الأبناء، لا يجوز أبداً أن يتخلى الأهل عن قيم الآباء والأجداد الذين تحملوا مع مصاعب الحياة متاعب تربية الأبناء، هؤلاء السلف الصالح يجب أن نقتدي بهم وأن نحذو حذوهم ونسير على طريقهم وألا نعيش الاتكال والإهمال ونقذف بمصير أطفال أبرياء إلى الهلاك المحقق. . ما يحصل اليوم في منازل أهل الإمارات شيء يثير الفزع ويرفع ضغط الدم أكثر مما هو مرتفع لأنه سلوك غريب ومناقض للقيم والعادات، سلوك يبعث على الاشمئزاز والتقزز، لأن العلاقة ما بين الأهل والأبناء يجب أن ترقى إلى مستوى يبشر بمستقبل مبني على الحب والوجدان المزدهر بمشاعر الدفء والحنان والألفة والبحث الدائم عن الأمان لأطفال يحتاجون كل هذا من صدور أولياء الأمور، يحتاجون هذا من ترائب الأمهات وأصلاب الآباء، لا يجوز أبداً أن تكتسح الأشياء المادية كل هذه العواطف وتحيلها إلى رماد ويضيع الأبناء وتنتهي مصائرهم إلى زوال. . لا يجوز أبداً أن تحرق كبد أم أو أب نتيجة لغفلة تسبب مأساة مذهلة. . لا يجوز أن تتحول المناسبات السعيدة إلى مآتم حزن وأسى وضرب صدور ولطم خدود. . يجب أن تبقى الصدور لضم الأحبة والخدود للقبلات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©